الأخبار

د. محمد الرصاعي : نكران الجميل

د. محمد الرصاعي : نكران الجميل
أخبارنا :  

رغم شح الموارد وقلة ذات اليد لم يتخلَ الأردن يوماً عن قيمه ومبادئه الإنسانية، وفي أحيان كثيرة كانت مواقفه في العديد من الأزمات والأحداث تتعارض مع مصالحه، إلا أنه بقي صامداً مكافحاً، لم يبدل أو يتحول عن مبادئه، وكان سنداً وعوناً لأشقائه في العالم العربي والإسلامي، كما كان الأردن قيادة وشعباً ومؤسسات إلى جانب شعوب العالم في حال وقوع الكوارث الطبيعية أو المجاعات والأمراض الناجمة عن الحروب، يقدم المساعدات الغذائية والطبية والإنسانية، ولم يبخل أن يرسل ذوي الخبرة من الكفاءات الأردنية إلى أي دولة في العالم، وكان ?ائماً في صف الشعوب التي تعرضت للظلم واستلاب الحقوق.

والأردن من أكثر دول العالم نشاطاً ومشاركة في منظمات حقوق الإنسان، ولعب أدواراً فاعلة في ترسيخ العدالة الإنسانية من خلال مشاركته في المؤسسات الدولية ذات الشأن، أو من خلال تواجد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في المحافل الدولية كشخصية عالمية وازنة ولها تأثير وقبول دولي واسع.

ويُشهد للأردن عبر تاريخه السياسي أنه لم يخرج عن الصف العربي وكان داعماً للمواقف العربية، ولم يكن طرفاً في أية حروب أو نزاعات أدت إلى شق الصف العربي، وعلى العكس من ذلك كان تدخل القيادة في الأردن دائماً لتوحيد الصفوف ودرء النزاعات والشقاق بين الأخوة العرب، كما كان للدور الأردني الأثر الواضح في إطفاء شعلة الحروب والانقسامات، وكانت عمان مراراً وتكراراً ساحة للقاء الأشقاء وعقد الحوارات بين العديد من الأطراف المتنازعة سعياً للوئام والمحبة بين الفرقاء.

وإزاء جميع هذه المواقف تجد البعض يتناسى ويتغافل عما قدمه الأردن مراراً وتكراراً من مواقف إنسانية صادقة، ولا يقابل الجميل والمساندة بالمعروف والشكر ناكراً للجميل، وتجده في ذات الوقت يضخم أدوار أطراف ودول لم تقدم جزءاً يسيراً مما قدمه الأردن، وفي الغالب يأتي هذا السلوك من دوافع لا تنمٌّ عن حرص على وحدة الصف العربي، أو اهتمام بمساعدة النازحين واللاجئين والمشردين، والتخفيف من معاناتهم الإنسانية، ويمارس البعض نكران دور الأردن الصادق والإنساني تحت وطأة إملاءات وتوجيهات من دول وجهات لا ترغب في أي ممارسة أو سلوك م? شأنهما إنهاء الصراعات، والوقوف إلى جانب المضطهدين والمشردين. والأسوأ من سلوك نكران الجميل هو التشكيك في مواقف الأردن وسياساته، وإطلاق الإشاعات والأخبار الكاذبة، والترويج لها من خلال حملات إعلامية عبر وسائل التواصل والقنوات المختلفة.

وللأسف ينجر القليل من المواطنين وراء هذه الإشاعات والأكاذيب المضللة، وتتسلل إلى داخل عقولهم، دون تقييم ذهني ومنطقي لهذه الأخبار، وهذا يرتب علينا جميعاً نشر الوعي الإعلامي، وتعميق التفكير النقدي لكل الإشاعات والأكاذيب التي يزداد انتشارها مع تنامي الصراعات والتجاذبات في المنطقة حيث تتضارب مصالح أطراف عديدة، الشيء الذي يرتب تبعات على مواقف الأردن وسياسته المعتدلة التي تحاول بكل جهد إطفاء نار الصراعات، والحرص على الاستقرار، وقطع الطريق على من يسعون لإثارة وتأجيج المنطقة لصالح حساباتهم، دونما اهتمام بما ينجم عن?ذلك من مآسي إنسانية كارثية.

Rsaaie.mohmed@gmail.com

مواضيع قد تهمك