د. جورج طريف : مؤتمر «مؤرخو القدس»

شهدت العاصمة الأردنية عمان مؤتمر (مؤرخو القدس) برعاية كريمة من سمو الأمير الحسن بن طلال حفظه الله، بعنوان «القدس إلى أين؟»، الذي عقد على مدار يومين (14و15 أيار الحالي) بتنظيم من مركز الحسن بن طلال لدراسات القدس، ومنتدى الفكر العربي، والمعهد الملكي للدراسات الدينية، ومركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية (إرسيكا).
واشتمل اليوم الأول للمؤتمر على ثلاث جلسات بينما اشتمل يومه الثاني على أربع جلسات، عقدت بمشاركة باحثين وأكاديميين من الأردن وفلسطين ودول عربية وإسلامية، ومن أوروبا وأميركا وكندا ومن دول شرق وجنوبي شرق آسيا.
وفي الكلمة الافتتاحية للمؤتمر أكد سمو الأمير الحسن أن مكانة القدس ستبقى راسخة ومُتجذرة في ضمير الأمة، وواجبنا تجاهها تعزيز صمود أهلها، كي نحافظ على تاريخها، ونحمي المقدسيين فيها مشيرا إلى أن
وسطية القدس تدعونا إلى تلمس مفاهيم التاريخ على أساس العبر وليس على أساس استمرار الظلامة والانعزال، وضرورة التوثيق على أسس عصرية من أجل الوصول إلى الوعي التراثي واحترام العلم والمعرفة، مع أهمية بناء الجسور وهدم الحواجز بين الثقافات والشعوب لمواجهة تفاقم الطائفية والتجزئة انطلاقا من مبدأ تعظيم الجوامع واحترام الفروق.
كما دعا سموه في كلمة له في ختام المؤتمر إلى إنشاء مؤسسة تراث مشرقية تربط بلاد الشام روحيًا وثقافيًا مشددا على ضرورة ترسيخ حضور القدس في الوعي الأكاديمي والثقافي مع الاعتماد على المنهجية الميدانية في ربط الآثار والطبوغرافيا والعادات والدين، والابتعاد عن تسييس المدينة المقدسة.
أما مدير معهد الحسن بن طلال للدراسات المؤرخ في تاريخ القدس الأستاذ الدكتور محمد هاشم غوشة، فأكد في كلمة له في الافتتاح أن العلاقة بين عمان والقدس ليست علاقة جوار جغرافي وحسب، وإنما هي علاقة روح وظل وتاريخ ومصير تتصل فيها العواصم بالقلوب قبل الخرائط، فمن عمان كانت الأنظار دوما تتجه للقدس بعين المسؤولية والمحبة والرعاية، ومن القدس كانت الدعوات تعبر إلى عمان تحمل رسائل الوفاء والبركة.
المؤتمر ناقش التعاون والتشبيك مع المؤرخين والباحثين في المجال الأكاديمي من أجل إخراج دراسات نوعية بجهود مشتركة تليق بالقدس، كما ناقش تعزيز دور البحث العلمي في دعم الحقوق الفلسطينية وتحليل التحديات الحالية والمستقبلية ودراسة التأثيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية على القدس ودعم البحث العلمي في مجال الدراسات المقدسية وتشجيع الباحثين على متابعة أبحاثهم.
فيما أكد البيان الختامي للمؤتمر على ضرورة تأسيس جهاز استثماري إنساني يوحد أهداف العاملين في مؤسسات الحفاظ على الإرث الديني والمجتمعي وأوقافهم ورسم خطة استثمارية شاملة للأوقاف كافة.
مع التركيز على أهمية تشجيع المؤرخين وعلماء الآثار والمفكرين لتوطيد العلاقات والتشبيك فيما بينهم في إنجاز مشاريع مشتركة، على نحو يليق بتاريخ القدس.
بقي أن نشير إلى أن رعاية سمو الأمير الحسن للمؤتمر أثرت الحوار بين العلماء والباحثين من مختلف الجنسيات المشاركين في المؤتمر، وكانت محفزا لإبراز ابداعات المؤرخين والآثاريين الذين قدموا مداخلات غاية في الأهمية بشأن المدينة المقدسة التي تلتقي على محبتها البشرية جمعاء.
Tareefjo@yahoo.com