الأخبار

سميح المعايطة : ماهي القضية الأولى للمنطقة؟

سميح المعايطة : ماهي القضية الأولى للمنطقة؟
أخبارنا :  

التغيرات الكبرى التي حدثت في الإقليم خلال العامين الأخيرين وما حدث خلال فترة ما يسمى الربيع العربي غيرت اولويات الإقليم ودوله، فالقضية الفلسطينية مازالت مهمة عند بعض الدول لارتباطها بمصالح واستقرار هذه الدول، لكنها عند دول عديدة مازالت تبحث عن مكان في قائمة اولوياتها.
وكلما ذهبت اي دولة الى ازمة كبرى داخلية او تفكك او انشغال بالحفاظ على وحدتها من خطر التقسيم او التفتت تتبعثر اولوياتها وحتى ان عادت الى طريق الاستقرار فانها تعود وعلى اجندتها كمية من الاولويات التي تحتاج منها عقودا طويلة حتى تنجزها.
قديما كان هناك جدل حول اولوية الدولة الوطنية او القُطرية والدولة الوحدوية العربية، لكننا اليوم دخلنا الى مسار مختلف اصبحت فيه الدولة الوطنية المستقرة عند بعض شعوبنا حلماً تسعى اليه ولا تصله.
فرق كبير ان تكون القضية الفلسطينية عند شعب او دولة عندما يتم التعامل معها عاطفيا او انسانيا او حتى تحت ضغط تداعياتها على تلك الدولة وبين ان تكون هي القضية الاولى والمركزية عربياً.
المنطقة اليوم وصلت إلى مرحلة الانشغال والاستغراق بالقضايا الذاتية او مشاريع التطوير او حل المشكلات الذاتية، والدول منهكة من الازمات التي جعلت أولوية الأفراد في كثير من الشعوب حياة آمنة وعملا ووضعا اقتصاديا معقولا، وتجارب الحروب والمغامرات والارتهان لمشاريع نفوذ دول غير عربية او المراهقة التي مارستها بعض القوى الشعبية تحت عناوين براقة انهكت كل فكر الا السعي لامان وأدنى متطلبات الحياة وان لا يكون البيت خيمة لجوء.
وفي المسار السياسي نحن مقبلون على واقع جديد في الإقليم تكون فيه علاقة معظم الدول مع إسرائيل جزءاً من أولويات الدول وحتى عندما تذهب إسرائيل إلى عدوان فإن التعامل لمعظم الدول تضامنا وربما اكثر من الواقع الذي صنعه الانقسام السياسي والجغرافي الفلسطيني الذي جعل التضامن سقف موقف كل جزء مع الآخر الذي يتعرض للعدوان.
الواقع يقول انه لم تعد هنالك قضية عربية مركزية بل هناك تحالفات وشبكات مصالح والمضمون سعي كل دولة لمصالحها، فالمغامرات والهزائم والتفكك وازمات الاقتصاد جعلت الاولوية المصالح الداخلية بوجود حالة تضامن عامة وهذا ينطبق حتى على حركات الثوار بانواعهم فمصالحهم التنظيمية اهم حتى من شعوبهم. ــ الراي

مواضيع قد تهمك