الأخبار

حمادة فراعنة يكتب : حضور حماس السياسي

حمادة فراعنة يكتب : حضور حماس السياسي
أخبارنا :  

أطلقت حركة حماس سراح الأسير الأميركي الإسرائيلي عيدان الكسندر، كبادرة حُسن نية للأميركيين بدون أية شروط أو مقابل، وقد تم ذلك بمبادرة توصلت لها عبر مفاوضات مع الأميركيين: ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس ترامب، مع وجود وسطاء أيضاً، وبذلك سجلت مكسباً سياسياً لها، عبر المفاوضات المباشرة مع الإدارة الأميركية، كما سجلت إدارة الرئيس نجاحاً من خلال تمكنها إطلاق سراح الأسير الأميركي، وهو ما لم تتمكن حكومة نتنياهو من تحقيقه رغم احتلالها لكامل قطاع غزة، وإخفاقها في معرفة أماكن تواجد الأسرى الإسرائيليين، وفشلت في إطلاق سراحهم بدون عملية تبادل.

حماس تحقق إنجازات سياسية تراكمية لصالحها، بدءاً من:

1- نجاحها في الانتخابات التشريعية يوم 25/1/2006، وفوزها بالأغلبية، مكنها من تولي رئاسة المجلس التشريعي، وتكليفها بتشكيل الحكومة الفلسطينية ورئاستها.

2- تمكنها من السيطرة المنفردة على قطاع غزة طوال 17 عاماً، منذ حزيران 2007، عبر الانقلاب الذي أطلقت عليه وأسمته «الحسم العسكري».

3- مبادرتها الكفاحية يوم 7 تشرين أول أكتوبر 2023، وعمليتها غير المسبوقة ضد المستعمرة الإسرائيلية، وأسرها 250 أسرائيلياً.

4- صمودها أمام هجمة واجتياح وعدوان المستعمرة الإسرائيلية على قطاع غزة، منذ 8 تشرين أول أكتوبر 2023، إلى اليوم، الذي كلف الفلسطينيون حوالي 200 الف شهيد وجريح، وتدمير ثلثي مؤسسات ومُنشآت ومباني ومساكن قطاع غزة.

5- وها هي رغم مواصفات الإرهاب من قبل الأميركيين والإسرائيليين، ولكنها تقود مفاوضات غير مباشرة، والتوصل معها من قبل الإسرائيليين والأميركيين بوساطة قطرية مصرية، إلى اتفاق سابق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، ها هي تصل إلى مفاوضات مباشرة مع الأميركيين، مما سيعزز من مكانتها السياسية، ودورها المنفرد، خاصة أنها اتفقت مع الأميركيين على الخطوات السياسية اللاحقة بما فيها تشكيل لجنة إدارة مدنية لقطاع غزة، وتسليم سلاحها إلى الجانب المصري، وتحويلها إلى حزب سياسي، وهو اتفاق يُنتظر الإعلان عنه بعد موافقة حكومة المستعمرة التي أرسلت وفدها إلى قطر للوصول إلى هذا الاتفاق.

حركة حماس أعلنت استعدادها للبدء الفوري لإجراء مفاوضات مكثفة للوصول إلى اتفاق نهائي لوقف الحرب، وتبادل الأسرى، وإدارة القطاع من جهة مهنية مستقلة، وأن الإدارة المستقلة (عن حماس وعن السلطة في رام الله) ستعمل على ضمان استمرار الهدوء والاستقرار لسنوات طويلة، إلى جانب الإعمار، وإنهاء الحصار، وثمنت جهود الوسطاء القطريين والمصريين وتركيا طوال المرحلة الماضية.

حكومة المستعمرة في بيانها يوم الاثنين 12/5/2025، أكدت على أنها «غير ملتزمة بأي وقف لإطلاق النار، أو إطلاق سراح أسرى، وإنما سهلت ممرا آمنا للافراج عن الأسير عيدان الكسندر، وأن المفاوضات لاطلاق سراح أسرى، ستستمر، مع الاستعدادات لتكثيف العمليات العسكرية، كما هو حاصل حالياً في قطاع غزة».

ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي، وجه انتقادات لحكومة المستعمرة، وقال إنها «تُطيل أمد الحرب بدون أفق» وهذا ما بدأ يلمسه قادة الجيش والأجهزة الأمنية الجدد الذين عينهم نتنياهو بعد إقالة القادة العسكريين والأمنيين السابقين الخمسة: وزير الدفاع، رئيس الأركان، رئيس الموساد، رئيس أمان، وأخيراً رئيس الشاباك، الذين أعلنوا أنه لم يعد أي هدف استراتيجي يمكن تحقيقه في قطاع غزة. ــ الدستور

مواضيع قد تهمك