الأخبار

سميح المعايطة : نكبة غزة..

سميح المعايطة : نكبة غزة..
أخبارنا :  

سواء أعجبنا الأمر أم لم يعجبنا، وسواء انسجم مع عواطفنا ورغباتنا أم لم ينسجم فإن واقع غزة اليوم بعد حوالي عشرين شهراً من العدوان يرتقي إلى مستوى النكبة.. نقول هذا ونحن في ذكرى النكبة الأولى التي انتجت انشاء كيان الاحتلال وتهجيراً لنسبة من اهل فلسطين إلى الضفة الغربية وخارجها وفتحت الباب لسلسلة نكبات ونكسات آخرها قضية غزة المفتوحة بنسختها الأخيرة منذ نهاية ٢٠٢٣.
البعض يحب أن يكون متفائلا فيقول ان ما يجري في غزة أعاد القضية الفلسطينية إلى دائرة الاهتمام لكن الحقيقة انه اهتمام يشبه حالة رجل تم قتله علنا في الشارع العام ونقل الإعلام مقتله فأصبح حديث الرأي العام وتعاطف معه البعض وشتموا القاتل ونشرت صوره وهو مقتول لكن دون وقف لعملية القتل او معاقبة القاتل او حتى تغطية الجثة بورق الصحف وهي على الشارع العام.
اهتمام لم يمنع ان يكون شهداء نكبة غزة أضعاف ضحايا النكبة الأولى والنكسة وحروب اخرى، ولم يمنع ان يجوع اهل غزة ويقفوا بالطوابير للحصول على وجبة او حزمة مساعدات منافسين لسارقي المساعدات وتجار الحروب.
غزة أعادت ذكر القضية الفلسطينية وليس الاهتمام بها، لأن نكبة غزة فتت القضية الفلسطينية إلى قضية غزة وقضية الضفة، ومؤكد انها غيرت في قناعات الناس هناك تجاه أمور مهمة كثيرة، ومؤكد انها فتحت أبواب التهجير بأعداد ليست قليلة دون ضجيج حتى وان لم يتحقق حتى الآن مشروع التهجير وفق ما يريد نتنياهو، واليوم غزة قضية انسانية يحاول المتعاطفون معها اقناع الاحتلال بإدخال المساعدات وليس بإقامة دولة وطنية على أرض غزة.
في ظل النكبات نحب نحن العرب ان نرى انتصارا ويطربنا منطق صناعة الأوهام حتى ونحن ندرك الحقيقة وربما لا يريد احد ان يعترف بالمسؤولية عما جرى ويجري، ونحب ان نرى عشرات آلاف الشهداء والجرحى والنازحين وفاقدي متطلبات الحياة ثمنا طبيعيا لمواجهة الاحتلال وليس امراً آخر.
لم تعد ذكرى النكبة الأولى مهمة، ولم تعد أقسى الخسائر واكبر الأثمان فهناك ما هو اكبر واقسى ربما ان لم نعترف او نرى ذلك اليوم فسنراه لاحقا وسيعترف به من سيكون الاعتراف اليوم إدانة لهم.. ــ الراي

مواضيع قد تهمك