الأخبار

عبد الحافظ الهروط : الرأي.. الاسم والمبنى، ماذا تنتظر؟!

عبد الحافظ الهروط : الرأي.. الاسم والمبنى، ماذا تنتظر؟!
أخبارنا :  

ربما اكون واحداً من بين الآلاف الذين واكبوا صحيفة الرأي، سواء الذين غادروا أحياء وأمواتاً، أو الذين ما يزالون ينظرون اليها برؤى شتى، ولم تحبطهم ثورة التكنولوجيا، وأن الصحف الورقية لم تعد صالحة للمهنة.
كما أنني ما وجدتها إلا صحيفة تستمد من اسمها وتاريخها، البقاء، رغم كل الذي عصف بالمنظومة الإعلامية محلياً، وما أصاب الإعلام في العالم من وهن وتطور.
أنا لا اكتب عن الرأي في ذكرى تأسيسها الذي يصادف في الثاني من حزيران المقبل، فهذه قصة لها خصوصية عند المتحدثين عنها والمحبين لها.
في الحديث مع الزملاء في هذه الصحيفة العريقة، ومع زملاء المهنة، فإنني ما زلت أقبض على جمر القلم وزّر الطباعة، بعبارتين، الاولى: أن الرأي بالنسبة لي، هي هوية المهنة التي بدأت بها.
وقد يرى آخرون أن في هذه العبارة، مغالاة، في حين هي بالنسبة لي كبرياء، وقد كنت أشعر حقيقة هذا الشعور، وخصوصاً في عصرها الذهبي.
والثانية، فهي أن الانتماء لهذه الصحيفة، سيظل ما دام القلب ينبض ولي قدرة جسدية للوصول اليها، حتى وإن لم يبق للرأي، سوى الاسم والمبنى، لا قدّر الله، وقد يرى آخرون، ايضاً، في هذه، مكابرة، وليكن شأنهم، فأهل الرأي أدرى بمن هم الذين ما يزالون يراهنون على بقائها والبقاء معها.
الرأي اليوم، ورغم التحديات التي تواجهها منذ سنوات، تقوم على إعادة إنتاجها بذاتها، فهي تدخل ثورة التكنولوجيا بإعلام حديث، تحاول فيه الادارة العامة والقائمون على سياستها وتحريرها، أن يجعلوا من هذا التحول المهني الناطق بالمحتوى بالصوت والصورة، إعلاماً رديفاً وانطلاقة مهنية جديدة.
هذه الانطلاقة، يمكن القول، إنها لن تخرج عن سياق السياسة العامة للصحيفة، التي كانت مصدر ثقة للمواطن، ومرجعية للدولة، لا الحكومة، فحسب، عندما يكون هناك حدث أو قضية وطنية.
ما تم تسريبه من التحول الجديد، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يشير إلى أن العمل به رسمياً، في مرحلته الأخيرة، والمنتظر أن يكون في الشهر المقبل، إن شاء الله.
الأمل يراودنا، أن تلبي الرأي في صوتها وصورتها وكلمتها، تطلعات محبيها، وتعيد للدولة ترياق الإعلام الذي فقدناه، لما ظهر فيه الإعلام الأردني، بشكل عام، من فوضى، لا يمكن القبول باستمرارها.

مواضيع قد تهمك