بالتأكيد أننا الآن في الجُملة الأولى من الصفحة الجديدة في منطقة الشرق الأوسط وبالذات دولنا العربية.. ولا يعتقدن أحد حينما أقول صفحة جديدة أقصد ميلادًا جديدًا؛ بل هذه الصفحة من ضمن كتاب مفتوح في صفحته الأخيرة عشرات علامات التعجّب ومئات الأسئلة و آلاف الأوهام المربوطة بالأحلام التي تحوّلت إلى كوابيس على رؤوس نائميها..!

بالتأكيد أن السعودية هي الآن «ليدر» حقيقي ولها في قابل الأيّام شأن عظيم سيكون مفتاحًا لكثير من الملفات العالقة.

وبالتأكيد أن دول الخليج الآن برزت كقوّة موحدة تستطيع بدءًا من هذه اللحظة أن تشكّل «اللوبي» الذي نرجو أن يكون هو الحلم الجديد في التدخل والضغط والفكفكة عربيًّا ودوليًا..

بالتأكيد أن فلسطين وسوريّا الآن ينتظران ما بعد الجملة الأولى في الصفحة الجديدة.. وبناء على المعطيات الهابطة على المنطقة ستكون «إسرائيل» أقلّ خطرًا وسترجع لتنكفئ إذا لم يصبها الشطط وتضع قدميها في حائط لا طائل منه.

بالتأكيد أن «المقاومات» كل المقاومات على المحك الواقعي الآن.. فلها أن تعيد التموضع أو إعادة الهيكلة بعد جردة حساب طويلة يرافقها «نقد ذاتي» لإعادة إنتاج نفسها من جديد بخطاب أجد لا يكون فيه رؤوس الشعوب هو الثمن لبقائها.

أما الأردن.. هذا القائد المجهول المعلوم؛ المأكول المذموم؛ القابض على جمر البقاء بكل ما أوتي من قوة وعزّة وفخر.. فإن يده وعقله دخلا ويدخلان وسيدخلان في كلّ تفاصيل ما حدث ويحدث وسيحدث، فهو المشيح وجهه عن كل هذر؛ والممسك سيفه إذا شاء القدر.. فلا خوف عليه؛ لأنه يعرف أين يضع أقدامه ليجنّب الوطن كل شر.

عيوننا تتجه للسعودية.. حملها ثقيل و لكنها قدّها وقدود.