علي حمد المري يكتب : الأردني والقطري: قلبان عربيان ينبضان بالأصالة والكرم

حين تلتقي الروح القطرية بروح الشقيق الأردني، لا يكون اللقاء مجرد صدفة عابرة، بل هو استدعاء فوري لذاكرة عربية نقيّة، فيها الكرم فطرة، والنخوة عادة، والاحترام متبادل بصدق لا يُصطنع. كلا الشعبين يجمعهما إرث عريق من العادات والتقاليد التي ترفع من قيمة الإنسان، وتضع الأخوّة فوق كل اعتبار.
في قطر، كما في الأردن، تجد المجالس مفتوحة، والقلوب أرحب من الصحارى التي احتضنت الأجداد. لا يحتاج الزائر إلى تعريف بنفسه، يكفي أنه ضيف حتى يُكرم، وتُبذل له الطاقات، وتُقال له أجمل العبارات: «يا مرحبا»، أو «نورت الدار»، وكأنما العروبة لا تزال بخير في تفاصيل هؤلاء الناس.
أبناء قطر يُجلّون الأردني، وأبناء الأردن يبادلون القطري المحبة باحترام، لا تمييز في الحديث، ولا تكلّف في العلاقة. كلا الشعبين عاشا ظروفًا جعلت من التلاحم والمروءة سلاحًا للاستمرار. فمن رحم التحديات خرجت صداقات، ومن عمق النوايا الطيبة وُلدت علاقات لا تهزّها الظروف.
ولأن القيم لا تتغيّر، فإن العلاقات بين الشعبين ظلت متينة رغم تغيّر الأزمنة. في الجامعات، في مواقع العمل، وحتى في المنتديات الثقافية، ترى الشاب القطري والأردني يتبادلان الرأي، يدعمان بعضهما، ويبتسمان بلغة واحدة: لغة الإنسان العربي الحر.
هذا التقدير المتبادل ليس وليد المصالح، بل هو امتداد لصورة أكبر: صورة أمة واحدة، في جسدين. وما بين الدوحة وعمّان، هناك جسر طويل من المحبة لا يحتاج إلى صيانة، لأنه مبنيّ على قيم لا تتصدع.