صالح الراشد يكتب : ترامب يكذب ويقرع طبول الحرب
صالح الراشد
قرع ترامب طبول الحرب العالمية الثالثة ليصل صوتها وصداها لجميع دول العالم دون استثناء، في وقت جعل شعوب العالم قبل تتويجه برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية يعتقدون أنه قائد السلام وحمامته التي ستنثر الخير والأمان على الجميع، ولم تمر سوى أيام حتى ظهرت حقيقة ترامب التي يدركها كل من تابع مسيرته السابقة وسقوط صفقة القرن التي حمل لوائها بأنه أسوء أحفاد وتلاميذ ميكافيلي برفعه شعار "الغاية تبرر الوسيلة"، بل وصل به جنون كاليحولا ليضع نفسه وحلفائه فوق القوانين البشرية بخروجه من منظمات حقوق الإنسان وفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية في رسالة واضحة للعالم بأن الإجرام الأمريكي قادم، ليرد عليه العديد من رؤساء العالم بقوة رافضين الانصياع لديكتاتور العصر، ليتراجع بطريقة مهينة عن قراراته الاقتصادية الحمقاء ضد كندا والمكسيك ويوقف تنمره على بنما وكولومبيا.
فترامب لا يهتم إلا بالمال والمال فقط وكانه اعتنق ما ورد في كتاب "الأمير" لميكافيلي وسار على درب كاليجولا الذي قال: "المهم خزينة الدولة، ومن هنا يبدأ كل شيء.. وفي نهاية الأمر سوف أعيش.. أعيش الحياة والحب"، ويرفض علانية بفعلة مقولة غوبلز وزير إعلام هتلر حيث قال: "لقد جعلنا المال عبيداً فالمال لعنة البشرية"، ليظهر ترامب بابشع صورة وبالذات حين تجرأ على تقليد بلفور بمنح ما لا يملك لمن لا يستحق وأقصد هنا غزة التي هزت بصمودها العالم، ويريد أن يحولها لمحمية أمريكية على طريقة لاس فيجاس التي يعشقها ويستثمر فيها أمواله وعلى طريقة محميات الهنود الحمر التي صنعها أجداده.
لقد إدعى ترامب بأنه يريد وقف الحرب على غزة وقد فعل وظن الجميع أنه إنسان كبقية البشر، لكن ما قام به عقب ذلك جعل العالم يتأكد بأنه سيقوم بمقتلة عظيمة، فبعد وقف الحرب قدم دعماً للاحتلال بمليار دولار ورفع الحظر عن تزويد جيش الكيان الغاصب بأسلحة ثقيلة ورفع سقف رغبات، وبذلك سعى جاهداً لتحويل جيش الكيان إلى وحش قادر على القتل والتدمير وترامب واثق أن جيش الاحتلال سيفعل هذه الجرائم وهما يتشابهان بأنهما بلا ضمير، وصرح مراراً بأنه سيوقف الحرب الروسية الأوكرانية ولم يتخذ خطوات إيجابية صوب تحقيق الهدف كون هذه الحرب تحقق مراده باستنزاف القارة الأوروبية بكاملها من أصدقاء وأعداء.
ويبدو ان ترامب قد تفرغ خلال السنوات الأربع الماضية للإنخراط في دورات في التمثيل وتقمص الشخصيات ليظهر حيناً بدور الشخص الطيب وفي أدوار كثيرة بثياب الشرير، فهو يريد وقف الحروب في العالم وبذات الوقت يعلن حرباً اقتصادية على جاريه كندا في الشمال والمكسيك في الجنوب، ثم يحلق صوب بكين وجنوب أفريقيا والقارة الأوروبية ليجوب جميع القارات حاملاً الموت الاقتصادي لجميع الدول، ويعقبها بإعلان مشروعة الجديد انتصاراً لنتنياهو برغبته في احتلال غزة وتهجير أهلها وتحويلها لمركز تجاري تابع له شخصياً، وهذا أمر مستحيل في ظل الصمود الأسطوري لشعب غزة العظيم ورفض دول الجوار الإنصياع لكوابيس ترامب المحرمة ووقف العالم بدوله ومنظماته ضد فكره السقيم.
ويعتقد الكثيرون ان ترامب يرفع سقف عنترياته لترفع دول العالم سقف تنازلاتها، ولو رفضت دول العالم حديثه بالكامل لانصاع لهم، ففي قضية غزة يبحث رئيس البيت الأبيض عن أمور محددة تتمثل بعدم محاكمة نتنياهو عالمياً وإخفاء جرائم الاحتلال وإنهاء التعاطف العالمي مع أهل غزة التي لا تقبل القسمة، فهي إما لأهلها أو لأهلها كونهم لا يعرفون الاستسلام وليس لهم إلا طريقين، فإما الهروب صوب تحرير فلسطين بكاملها من النهر للبحر أو صوب السماء، وفي الحالتين سينتصر أهل فلسطين، ويبدوا ان عدم قدرة ترامب على العبث بالعالم بفايروس جديد على طريقة كورونا يهدد به وجود البشرية جعله يظهر على حقيقته الشريرة ويحاول الانتقام من جميع مظاهر الحياة في الدول الأخرى، حالماً بأن يكون خليفة قورش الفارسي في مساندة اليهود.
آخر الكلام :
قال قيصر الجنون الإجرامي كاليجولا: "يا للغرابة.. عندما لا أمارس القتل، أشعر بالوحدة"، وعبر فعل ترامب عن هذه المقولة الشريرة بفعله "عندما لا أقتل إقتصادات الآخرين أشعر بالفقر والجوع".