الأخبار

كمال زكارنة يكتب :ماذا ينتظر غزة بعد انتهاء صفقة التبادل؟

كمال زكارنة  يكتب :ماذا ينتظر غزة بعد انتهاء صفقة التبادل؟
أخبارنا :  

كمال زكارنة.
السؤال الاكثر اهمية وخطورة المطروح اليوم ،ما هي نوايا حكومة الاحتلال وادارة ترمب،ازاء قطاع غزة بعد ان تستكمل عملية تبادل الاسرى ،ويخرج آخر اسير اسرائيلي، وآخر جثة اسير اسرائيلي من قطاع غزة.
المخططات المرئية حتى الان ،توحي بأن عودة الاحتلال الى الحرب واستئناف العدوان على قطاع غزة ،مسألة شبه مؤكدة ،واهدافها واضحة،وهي القضاء على المقاومة في القطاع ،وتهجير سكانه ان امكن.
هذان الهدفان استحالة تحقيقهما، اقوى بكثير من احتمال النجاح في انجازهما،لان القضاء على المقاومة لا يتحقق الا بالقضاء على الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج،اما التهجير فلا يمكن تحقيقه ،الا بنقل الفلسطينيين من ارضهم بتوابيت الموت .
الاستعدادات العسكرية الاسرائيلية والامريكية في المنطقة،من خلال تزويد واشنطن تل ابيب بأم القنابل التي تزن احد عشر طنا ،المخصصة لضرب الاهداف العميقة في باطن الارض ،وآلاف القنابل التدميرية الاخرى التي تزن الفا رطل،اضافة الى العديد من انواع واصناف الاسلحة والذخائر الاخرى ،والحشود العسكرية الامريكية ،كلها تشي بنوايا عدوانية ضد غزة ودول اخرى في المنطقة ،وضرب اهداف استراتيجية في تلك الدول.
السيناريو المرجح لحكومة الاحتلال ،للتعامل مع قطاع غزة بعد انتهاء عملية تبادل الاسرى،هو التهجير ،خاصة ان ترمب يتبنى هذا الخيار،والتهجير هدف اسرائيلي استراتيجي ،ليس فقط في قطاع غزة وانما في الضفة الغربية وعموم فلسطين التاريخية،وحتى يتحقق هذا الهدف سوف تجرب اسرائيل استئناف الحرب مرة اخرى،وتختبر قوة المقاومة العسكرية ،وقدراتها على المقاومة والمواجهة والصمود،فاذا كانت صلبة وقوية وقادرة على ايقاع الخسائر الكبيرة في صفوف جيش الاحتلال ،كما كانت خلال الخمسة عشر شهرا الماضية ،سوف تلجأ حكومة الاحتلال الى فرض الحصار الكامل على قطاع غزة،وتعود لمنع ادخال المساعدات بجميع اشكالها وانواعها ،ومنع اعادة الاعمار وتصعيد الضغط الانساني ،وممارسة سياسة التجويع والتعطيش والتمريض والتمويت،وفتح معابر وممرات الخروج او الموت.
سوف تتبع اسرائيل سياسة الحصار التمويتي المطبق ،وتقدمه على الاشتباك المباشر مع المقاومة ،تجنبا للخسائر في جيش الاحتلال ،خاصة بعد اعتراف رئيس الاركان الجديد لجيش الاحتلال ايال زامير ،الذي اعلن مقتل اكثر من ستة الاف جندي وضابط اسرائيلي في الحرب على غزة ،واصابة 15 الفا،وتعطيل 71 الفا عن الخدمة ،علما بأن الخسائر اكبر بكثير من هذه الارقام،وبحسب الخبراء العسكريين ،فان الارقام التي اعلنها زامير، يجب ان تضرب بخمسة حتى تكون قريبة للواقع والحقيقة، يضاف الى ذلك تدمير حوالي ثلاث آلاف دبابة ومدرعة وآالية وجرافة .
المعضلة الاخرى التي تواجه مخطط التهجير،الموقف العربي وخاصة الاردني والمصري والسعودي،الحاسم والحازم الرافض لهذا المخطط ،والاستعداد لمواجهته وافشاله ،حتى لو ادى الى اعتباره اعلان حرب على الدول العربية.
استئناف اسرائيل الحرب على غزة ،سوف يحرك جميع الجبهات الاخرى ،اليمن والعراق ولبنان ،وجبهة الضفة الغربية مشتعلة ايضا.
صحيح ان الاحتلال يمتلك قدرات عسكرية كبيرة،ودعما امريكيا لا محدود ،لكنه يغرق الان في ازمة امنية واقتصادية واجتماعية ووجودية ،ولن يستطيع اخماد مصادر الخطر والتهديد الوجودي الذي يتعرض له، مهما حاول البحث عن حلول عسكرية بالتعاون مع الادارة الامريكية ،خاصة وان نتنياهو وترمب يؤمنان بأن السلام لا يتحقق الا بالقوة ،متجاهلين ان السلام الذي يفرض بالقوة ،لا يمكن ان يسمى سلاما ،بل احتلالا غير مباشر ،لن يدوم ولن يستمر .
كل ما تقوم حكومة نتنياهو حاليا ،من مماطلة وتمرد وتهرب وعدم التزام ببنود الاتفاق مع غزة،ناتج عن تحريض الرئيس الامريكي ترمب ،وتبنيه للمشروع الاسرائيلي التهجيري لأبناء القطاع،والقضاء على المقاومة .

مواضيع قد تهمك