الأخبار

علي ابو حبلة : «عملية السور الحديدي»

علي ابو حبلة : «عملية السور الحديدي»
أخبارنا :  

ما نشهده اليوم في جنين وطولكرم عدوان شامل وجزء من الحرب التي يواصل الاحتلال شنها على كل ما هو فلسطيني من عمليات محو، بالإضافة إلى الإعدامات الميدانية التي رافقت عمليات الاعتقال منذ بدء حرب الإبادة، مع تصاعد حملات الاعتقال في الضفة بشكل أساسي. لم يمر يوم دون إطلاق نار على المواطنين بهدف القتل، وعمليات إعدام ميداني ممنهجة، وكان جزء منها بحق اقارب لعائلات معتقلين، وبالتالي نحن نتحدث عن جريمة ممنهجة وعمليات إعدام للمواطنين.

وفيما شددت إسرائيل من حصارها للضفة وإغلاق عدد من الحواجز العسكرية والبوابات، يرى المراقبون أن عملية السور الحديدي كما يطلق عليها الجيش الإسرائيلي تأتي ضمن خطة ممنهجة لتنفيذ مخطط الضم وتوسيع الاستيطان.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه بدأ مع «جهاز الأمن العام (الشاباك)» و«شرطة حرس الحدود»، عملية عسكرية واسعة في مدينة جنين لـ«إحباط الأنشطة الإرهابية». وأطلق عليها اسم «السور الحديدي»، في تذكير واضح بالعملية الواسعة التي شنتها إسرائيل في الضفة عام 2002 خلال الانتفاضة الثانية، وأطلقت عليها اسم «السور الواقي» واجتاحت معها كل الضفة الغربية.

ووفق وسائل الإعلام الإسرائيلية أن العملية في جنين وطولكرم انطلقت بقرار من المستوى السياسي بعد اجتماع «مجلس الوزراء المصغر (الكابينيت)» الاسبوع الماضي

وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو: «بتوجيه (الكابينيت)، أطلقت قوات الجيش الإسرائيلي و(جهاز الأمن العام - الشاباك)، وشرطة إسرائيل، عملية عسكرية واسعة ومهمة، في جنين». وأضاف: «هذه خطوة أخرى نحو تحقيق الهدف الذي حددناه، وهو تعزيز الأمن في الضفة الغربية». وتابع: «نحن نتحرك بشكل منهجيّ وحازم ضد المحور الإيرانيّ أينما يرسل أذرعه؛ في غزة ولبنان وسورية واليمن والضفة الغربية».

وكان اجتماع الجمعة خُصص لمسألة المصادقة على وقف النار في قطاع غزة. ووفق «يديعوت»، فإن القرار بشأن العملية جرى اتخاذه بالفعل في مجلس الوزراء الجمعة الماضي؛ مما يدل على أن نتنياهو استجاب لمطالب وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، الذي هدد بالاستقالة رداً على الصفقة.

وكتب سموتريتش بعد إطلاق العملية: «بعد غزة ولبنان، بدأنا اليوم بمشيئة الله في تغيير المفهوم الأمني في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) من أجل اجتثاث الإرهاب في المنطقة، وذلك بوصفها جزءاً من أهداف الحرب التي أضافها (الكابينيت) بناء على طلب حزب (الصهيونية الدينية) يوم الجمعة الماضي». وأضاف: «(السور الحديدي) هي تحرك حثيث ومتواصل ضد عناصر الإرهاب ومنفذيه، من أجل حماية الاستيطان والمستوطنين، ومن أجل أمن دولة إسرائيل برمتها، التي يشكل الاستيطان حزامها الأمني».

بالمعنى التوراتي والديني لهذا الاحتلال فإن ساحة الحرب الحقيقية ستكون الضفة الغربية والقدس. اليوم الضفة الغربية عبارة عن كنتونات وسجون متلاصقة. الأمور ستشتد ونتنياهو ومن معه خاصة سموتريتش سيقومون بفعل المزيد لخلق وقائع على الأرض من أجل تهجير سكان الضفة الغربية، لأنه الصراع على الأرض وهم يريدون السيطرة على الأرض دون سكان.

وهناك تخوف حقيقي من أن العملية العسكرية الاسرائيلية ستطال مناطق أخرى بالأخص شمال الضفة وتحديدا مخيماتها.

إن المجتمع الدولي مطالب للقيام بدور فاعل في مساءلة دولة الاحتلال ومحاسبة مقترفي الجرائم بحق المدنيين وهدم البيوت والبنى التحتية كما يحصل في جنين وطولكرم لضمان عدم إفلاتهم من العقاب. خاصة في ظل تمادي سلطات الاحتلال في جرائمها بحق الفلسطينيين وضرورة تأمين الحماية للفلسطينيين الذين يرزحون تحت الاحتلال.

ان استهداف المدنيين الفلسطينيين بأسلحة فتاكة واستهداف بنيتهم التحتية وممتلكاتهم ترقى لمستوى جريمة حرب يقع على عاتق المجتمع الدولي وضع حد للاحتلال وضرورة تأمين الحماية للفلسطينيين مع ما يستتبع ذلك من ملاحقه لقادة الاحتلال بتهم ارتكاب جرائم حرب ويتطلب التحرك الفوري والعاجل لتمادي أعضاء حكومة الائتلاف اليميني المتطرف امثال سومتيرش وبن غفير وقيامهم بإنشاء ميليشيات مسلحه باتت خطر يتهدد الوجود الفلسطيني عبر تمرير مخططهم للتهجير ألقسري للفلسطينيين وتتماها في مخططها مع مقترح ترمب للترحيل

كل القوى الفلسطينية مطالبة أن تستنهض كافة قواها وتوحيد صفوفها للتصدي لهذه المخططات وبات مطلوب الشروع فورا لتشكيل حكومة إنقاذ وطني من التكنوقراط يكون بمقدرها ان تتحمل مسؤوليتها لتثبيت وتدعيم الشعب الفلسطيني وقد بات الفلسطينيون بأمس ألحاجه لخطة وطنيه تنقذهم من المخاطر المحدقة بهم وتهددهم وتتهدد وجودهم على أرضهم وتتهدد تصفية القضية الفلسطينية والمرحلة تتطلب قرارات نافذة وفاعلة وهذا هو لسان حال الشارع الفلسطيني ومطلبه بسرعة ترتيب البيت الفلسطيني وفق متطلبات المرحلة. ــ الدستور

مواضيع قد تهمك