د. ذوقان عبيدات يكتب: باب نسرين
د ذوقان عبيدات
بإهداء كريم من الإعلامية المبدعة نسرين الحمداني، حصلت على كتابها : باب نسرين
وشمل اسم الكتاب معانيَ عديدة مثل زهرة النسرين وهي وردة قصيرة العمر بقصر موضوعات الكتاب، هذه الزهرة تختفي وتمر بسرعة ، ولكنها تتجدد بنفس السرعة، وكأنها تقول: قل كلمتك وامشِ! كما تم ربط اسم الكتاب بِ باب قنسرين أو قُن النسور وهو أيضًا اسم باب في حلب يسمى باب قنسرين.
تكون الكتاب من الأبواب الآتية:
-باب أروقة وأحداث
-باب ،لنحيا الحياة حيوات!
-باب خنساء العصر.
واحتوى كل باب على عدد كبير من الأحداث.
قدم للكتاب المفكر همام غصيب
الذي وصف المؤلفة بابنة الطبيعة، وأعطاها بعض حقها كإعلامية وباحثة.كما شارك في تقديم الكتاب الإعلامي نضال العضايلة الذي وصف الكاتبة بشخصية نسائية وطنية مطلقًا عليها لقب :شمس الوطن!!
(١)
أعجبني في الكتاب
ومن خلال استعراض أولي سريع، عثرت على عبارات سعدت بها،وتمنيت لو كنت أنا كاتبها!!
أبرز على سبيل المثال:
من لا يتجدّد يتبدّد،كم سحرتني هذه العبارة بربطها بزهرة النسرين التي تمر بسرعة لتزهر من جديد!فلا مجال إطلاقًا للوقوف، فإذا وقفت تراجعت!
وعثرت أيضًا في أول صفحاتها على عبارة: العواصف والغيوم هي ما يحفز النسور على الطيران، فكلّما اشتّدت الصعوبات كلما زادت القدرة على تخطيها.
أخذت من محمود درويش أحلى عباراته مثل: كيف تصير النساء وطن، لنتعلم كيف يصير الوطن أشلاء نساء!، وإنا نحب الورد، لكنا نحب القمح أكثر، ونحب عطر الورد، لكن السنابل أطهر.
أعجبتني عمق عباراتهامثل، الفكر يقود السياسة، ومن المستحيل أن تقود السياسة فكرًا، فالسياسة برأي كمال جنبلاط كيف نعرف طريق الشعب بغياب الفكر.
تعالج نسرين أكثر القضايا تعقيدًا بأكثر الأساليب سهولة!
فالمدخن يدوس عقب سيجارته بقدمه وكأنه ينتقم منها! لاحظ إنه لم ينتقم من رأس السيجارة، ولا من قوامها! إنه يستهلكها قبل أن يرميها!! فتأمل عمق المعاني وبساطتها!! فالحلول عند نسرين ليست الهدف، بل وسيلة لفتح ألآفاق المغلقة قائلة:
أنا لا أحب الحلول ، ولكنني أعشق آفاقها!
يمتلىء الكتاب بأفكار عديدة أقتطف منها:
الجهل بالشيء المجهول ليس جهلًا! ومن يختار الجلوس في الظل ليس ضعيفًا، فمن يَرى ولا يُرى هو الأقوى! فالظل كالصمت، والصمت أكثر إنباءً من الكلِم!!
(٢)
المرأة عند نسرين
خصصت نسرين بابًا كاملًا عن المرأة، اختتمت فيه كتابها، ولكنك منذ الصفحات الأولى تجد الحديث عن المرأة باعتبارها وطن في السطر الأول من الكتاب
وتقول:
أنا الذي آتي إليك! ولن أطلب منك أن تأخذني معك أو إليك!
كما بدأت السطر الأول من باب
خنساء العصر بعبارة:
أرفع القبعة تقديرًا لامرأة صاحبة موقف! وترى أن المرأة تطورت مع عصرها دون أن تنسى أصالتها.
نحتاج نساءً يبنين وطنًا، يخترقن زمنًا
تنصح نسرين المرأة بأن لا تركض خلف مساواتها بالرجل! بل عليها السعي لترتقي إلى مستوى النساء العظيمات! تحفزها على كسر الجمود والانطلاق من أسر الفكرة إلى فضاءات الفكر!
وعن الخنساء قالت تركت لنا اسمها لنحذف حرف "الخاء" ويبقى لنا نساء في كل عصر!
قراء سريعة لهذا الكتاب الأنيق تاركًا لكم ولكُنّ الاستمتاع بكنوز
نسرين الحمداني!