د. امجد ابو جري آل خطاب يكتب: ثنائية السلطة والمقاومة
لطالما أثبت الشعب الفلسطيني بأنه الأجدر والأقدر على البقاء والصمود، مُثبتٌ بأرضه ودولته لا يمكن له المساومة على حقوقه أومشروعه "فلسطين" عبر التاريخ، فالفلسطيني هو العنوان الأكثر دقة وحقيقة لأي نصر مبين.
فالمشاهد التي توالت من خلال النفير والزحف العظيم نحو شمال غزة والتي تابعها وراقبها بدقة العالم أجمع دليل دامغ بأنه شعب لا يلين ولا تستكين له عزيمة التحرير، وما دامت هذه الروح المقاومة لن يكون هناك حل للقضية الفلسطينية إلا ضمن استحقاق يلبي تطلعاتهم بدولة كاملة السيادة خاصة ونحن نشاهد ما يجري في الضفة الغربية من مواصلة المقاومة رغم ضراوة عدوان الاحتلال، رغم الموت والدمار إصرار على الحياة.
سابقًا كنت قد كتبت مقال جاء فيه "لابد من دعم الإنسان الفلسطيني الواقع تحت نير الاحتلال ليواصل درب المقاومة وذلك باعتباره طريق الثبات والنصر والتحرير"، فالمفاوضات لا تجني نفعا في ظل التهاون والهوان في المشهدين العربيين والدوليين.
الجميع تساءل حينها وماذا سيجري بعد وقف الحرب "اليوم التالي"، وما هي سيناريوهات إدارة غزة، وجاءت الإجابة في اليوم الأول لوقف إطلاق النار في الصفقة فظهرت المقاومة وأدارت كل الملفات التي يمكن إدارتها بالإمكانات المتاحة والتي سخرتها درسًا للاحتلال والعالم، لكن ما بعد ذلك من المهم نقول نحن أمام معطيات تتطلب رآب الصدع الفلسطيني وإنهاء حالة الإنقسام وجدلية العلاقة وفقًا لمخرجات اتفاق بكين وبذلك نقفز عن طموحات السلطة للإنفراد بإدارة غزة وكذلك حماس إضافة دون أن نختزل المشهد بين التنظيمين فلكل منهما ولبقية التنظيمات حواضن شعبية يمكن استثماره لإغناء الحالة الفلسطينية، وذلك أيضًا لضرورات يفرضها المنطق فاستمرار الانقسام بشكله الحالي لا يستفيد منه إلا المحتل "الكيان العبري" والخاسر هم الشعب الفلسطيني وكل مسارات التفاوض والقضية الفلسطينية لأنه أمام سيل عرم من المساومات والتنازلات، لذلك لابد من مبادرة عربية تعيد لم الشم الفلسطيني وجمع الفرقاء في هذا المشهد ووضع كل الحلول الممكنة لإنهاء الانقسام، ومن الممكن أن يقوم بهذا الدور الأردن ومصر والسعودية.
فهل نشاهد مبادرة من هذه الدول العربية للتقدم في إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني ووقف الاحتلال وتهديداته متعددة التيارات والاتجاهات.