الأخبار

رنا حداد تكتب : «هبد» النساء على مواقع التواصل الاجتماعي

رنا حداد تكتب : «هبد» النساء على مواقع التواصل الاجتماعي
أخبارنا :  

استبشرنا خيرا في ان تكون منصات مواقع التواصل الاجتماعي املا لكسر التقليدية في التعامل الذي يمارس في الاعلام عموما والطروحات المكررة مع المرأة وقضاياها وكل ما يخص عالمها، وان ترسم هذه المنصات الصورة التي نرغب للمرأة العربية عموما ، والاردنية خصوصا بعيدا عن قضايا الموضة ووصفات الطهو ، و لكن ، ومن مكان ما يخرج صوت ساخر، متهكم يقول «جبتك يا عبد المعين تعيني لقيتك يا عبد المعين عاوز تتعان « .
ما الذي يحدث على منصات مواقع التواصل الاجتماعي ؟
نعم هناك مبادرات وحركات نسوية سوية ساعية للتعبير عن المرأة ، وايضا هناك نشر لنجاح المرأة واستحقاقها لإنتصارات غير مسبوقة ، ولا ننكر ان هذه المنصات كانت من عوامل نشر الوعي وأدوات للتغيير ، بل بينت نجاحات المرأة واظهرت عملها للعالم .
لكن الشيء الذي يحدث الان وبكثرة هو النشر «غير المنضبط» من قبل البعض من النساء ، وبالتالي يساهم في تقليل احترام المرأة وهدم ما تم بناءه وتبنيه من ايجابيات اسهمت برفع الوعي وتغيير النظرة الشاملة للمرأة.
شخصيات درامية تجيد طرح «اللمز والغمز « ، واخرى رومانسية تصحب المتابعين في صولاتها وجولاتها العاطفية «وما أكثرها» ، واذا ما حدث شرخ او انفصال ، تبدأ «البكائيات» ومسلسلات الانتقام والغرام وتسميع وضرب الكلام «اونلاين» . وهناك نساء ادمن طرح كل ما هو خاص وخاص جدا علنا بالصورة والكتابة في الفضاء المفتوح وايضا المفتوح جدا .
بعضهن، وحتى نعالج نعترف ، يمتهن الهبل ، نعم الهبل والتفاهة لكسب المشاهدات، واخريات بتن يتبعن ترند «صف الصواني لتصير حلواني».
بالطبع هذا لا يعمم على كثيرات ممن يستخدمن مواقع التواصل الاجتماعي ، ولكن هؤلاء اللاتي من الممكن ان يعصفن بصورة المرأة اليوم .
نعم ، العلامة الشخصية، حق ومن الحقوق أيضا للفرد أن يسوق نفسه، لا نتحدث عن «بضاعة» ما، ولكن الحديث هنا عن التواجد والوجود على منصات التواصل الاجتماعي. هذه المنصات منحت الأفراد الحرية الكاملة في اختيار هوياتهم الرقمية، بالاسم والصورة التي يرغبون أن يعرفهم بها الآخرون.
لكن يصبح من الخطر بمكان ان نساهم في تزكية مشهور يمثلنا امام العالم وكل ما يجيده هو الهبل و «التخبيص» و»الهبد» ويا خسارة ان يكون هذا الشخص ، أما او زوجة او أخت .
لماذا تقترف بعض النساء «الهبد» و»الهبل» على مواقع التواصل الاجتماعي ؟ لماذا هذا الاذى لنفسها ولمجتمعها ؟
اخشى ان تزيد مساحة السلبي فيما يقدم وان يتحول الى مظاهر سلوكية تصبح قدوة للجيل القادم ، عوضا عن تقديم نماذج حقيقية ناجحة ومبدعة يحفل بها وطننا هي الاولى بالظهور والتقديم وحتى الشهرة . ــ الدستور

مواضيع قد تهمك