الأخبار

ماجد توبه يكتب: كبف تدق اسرائيل المسمار الأخير في نعشها!

ماجد توبه يكتب: كبف تدق اسرائيل المسمار الأخير في نعشها!
أخبارنا :  

حالة غضب وتشنج اسرائيلية واضحة لحقت الوصول الى اتفاق وقف اطلاق النار مع المقاومة الدي دخل حيز التنفيذ امس، تمثل في تاخير طويل فجر اليوم للافراج عن الدفعة الاولى من الاسرى الفلسطينيين ومحاولات اذلال الاسرى والاهالي بالانتظار لما بعد منتصف الليل وتشديد الخناق بالضفة الغربية. فيما استفتح العدو صباح يوم الهدنة امس بمجازر ارتقى بها عشرات الشهداء والجرجى!

مقابل ذلك، اندفع اليوم عشرات الاف الغزيين ، الذين ناموا امس على فرح انتصار الصمود وكسر ارادة العدو وافشال كل مخططاته، عائدين الى محنلف مناطقهم وبيوتهم او ما تبقى من بيوت ودمار مصممين على الصمود والبقاء واعادة الحياة للقطاع بعد ان سطروا اكبر الملاحم الوطنية ضد اشرس عدو واسوا حليف له.

هما وصفان مختصران لواجهتي الصراع، يضاف لهما متابعة حجم ما يكال من تهم وانتقادات وهجوم داخلي في الجانب الاسرائيلي ضد نتنياهو وحكومة اليمين وجيش الاحتلال وحالة عدم اليقين والصدمة، بحسب ما تعبر وسائل الاعلام الاسرائيلية من مختلف المشارب ، بينما يحتفي الشعب الفلسطيني والعربي واحرار العالم بانتصار عمد بالدم والارادة والصبر وكسر ارادة الاحتلال رغم فداحة الاضرار البشرية والمادية.

وحضرت ارواح كل شهداء المقاومة الفلسطينية واللبنانية واليمنية والعربية والايرانية لترفرف فوق الام وامال الغزيين تمدهم بالعزم والوعي بطبيعة المعركة مع هذا العدو الذي كاد يتهاوى نمرا من ورق يوم 7 اكتوبر 2023 لولا رمي الولايات المتحدة والغرب المجرم باثقالهم خلف هذا العدو المتهالك الذي ذهب يبكي لرعاته الامريكان من حجم الصدمة والضربة التي تلقاها بطوفان الاقصى.

هذا الصراع مع العدو الصهيوني وكل من يسانده من قوى البغي والاجرام في العالم لن ينتهي بالضربة القاضية او بحرب واضحة النتيجة.. النصر والهزيمة بصورتيهما الحادة، ابيضا أو أسودا، هو صراع وجود وصمود وتضحيات وصبر ومراكمة النقاط، هو صراع بين الحضارة والبربرية الهمجية الامبريالية والاستعمارية وبين اصحاب الانسانية والارض ومقاتلي الحرية والكرامة، بين الطارئين وبين الدائمين المزروعين بالارض.. ولا يمكن للبربرية والهمجية ان تنتصر مهما دمرت وقتلت وحرقت.

لقد حققت الثورة الفلسطينية الحديثة وراكمت الكثير على طريق العودة واستعادة الوطن السليب وارتقى فيها مئات الاف الشهداء والجرحى والاسرى والمتشردين، تعرضت لهزائم عسكرية وحققت انتصارات اخرى، صمدت وعانت لكنها لم تيأس، وسلم جيل جيلا أخر راية الثورة والمقاومة، وسيبقى ذلك هو ديدنها حتى التحرير والنصر وزوال الكيان الطاريء على الجغرافيا والتاريخ.

ليس النصر لحركة حماس والجهاد وباقي فصائل المقاومة على عظيم ما قدموه من شهداء وتضحيات بل هو نصر للشعب الفلسطيني في كل مواقعه ولكل احرار العرب والعالم. هو انتصار للانسانية والقيم والحرية والكرامة بوجه الموت والاجرام والبرابرة. هو نصر لكل من كانت بوصلته هي القدس ولكل من ناضل ضد السرطان الأوحد في هذا الأقليم ودفع.

لا تستطيع بل ولا يجوز ان تنجر للدخول في جدل من انتصر او انهزم بهذه المعركة؟ وان كان تدمير غزة ولبنان يستحقان خوض هذه الملحمة؟ فكما قلنا النصر هو عملية متراكمة.. وانظر قبل رؤية دمار غزة الى الشروخ العميقة في المجتمع الاسرائيلي الهجين وما ستطلقه هذه الحرب من تداعيات عميقة في اسس الكيان وتماسكه، لا يغرنك اشتداد القمع والاجرام واستخدام القوة العسكرية ضد الاخر، فهي تخفي ضعفا بنيويا داخل الكيان وتعكس الاستماتة في قلب سير التاريخ في مجتمع متشظي يتقدم فيه اليمين الصهيوني بكل تخلفه وخرافاته وخزعبلاته الى الدرجة التي بات فيها الكيان مجتمعا طاردا لنخب علمية وعلمانية وتفكر برؤوسها لا بفروجها وخزعبلاتها.

حركة التاريخ هي التي تقول ان الكيان الى زوال وتشظي طال الزمن او قصر.. فهو مجتمع يغرق اكثر في الرجوع الى حقب التاريخ المظلمة.. لا ينظر لمستقبل عكس الشعب الفلسطيني وكل احرار العالم ممن ينظرون للمستقبل وشمسه الجميلة.. ويستغلون الحاضر لتعرية وكسر ارادة دعاة العودة الى عصر التوحش باسم الاله وخزعبلات "شعب الله المختار" واقامة امبراطوريتهم الموهومة على حساب شعوب هذه المنطقة.

وللاسف انه كما ان وقوف الولايات المتحدة مع العدو الصهيوني هو نقمة ويمده بفائض قوة على المدى القصير، فان ذلك ايضا نقمة بمحاولة الاب الامريكي الامبريالي ضبط وتصليح الشروخ الداخلية في الكيان الاسرائيلي الهش والمنقسم والذي وقع بفجوة العودة للتاريخ السحيق. ما تزال امريكا تحاول ترميم هذا المجتمع المهشم والخارج عن الواقع لكنها في النهاية لن تستطيع انقاذه من ان يبتلغ كاملا بفجوة اليمين المتخلف والمتحجر والذي يعيش في اوهام واساطير التفوق الديني والعرقي والانساني!

هذا ليس حديث سياسة، وان كانت السياسة تقع في لبه، بل هي محاولة لتقديم رؤية اوسع لكامل الصورة ومستقبل هذا الكيان ولمستقبل الصراغ الوجودي معه.. وان لناظره لقريب.



مواضيع قد تهمك