اللواء المتقاعد محمد بني فارس يكتب : رُموزٌ وَطَنِيَّة: الفَرِيقُ فاضل عَلي فَهيد السَّرحان نَمُوذَجًا
الفريقُ فاضلُ عليّ فهيد السرحان مدير الامن العام الاسبق ، شَخصِيَّةٌ استثنائيةٌ وقامةٌ وطنيةٌ كبيرة، عرفته خلال سنوات خدمتي في الأمن العام، فكان نموذجًا يُحتذى به في القيادة والعمل المخلص.
جمعتني به تجربةٌ عمليةٌ وإنسانيةٌ لا تزال مستمرة حتى يومنا هذا، وأيقنت خلالها أنني أمام رجلٍ استثنائيٍّ بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، فهو قائدي وقدوتي ومعلمي الذي تعلَّمت منه الكثير، سواء في مجال العمل أو في الحياة.
الباشا مثالًا للشجاعة والثبات في أصعب المواقف، تجلَّت هذه الشجاعةُ في محطاتٍ كثيرةٍ من حياتهً وأبرزها معركةُ الكرامة التي أُصيب فيها إصابةً بالغةً وهو يدافعُ عن وطنه بشجاعةٍ وإقدام. لم يكن يهابُ المخاطرَ، بل كان دائمًا في المقدمة، مؤمنًا بأنَّ التضحيةَ من أجل الوطن هي أعظمُ شرفٍ يمكن أن يناله الإنسان.
امتاز الباشا بكرمه وسخائه، فلم يكن يومًا يتأخر عن مساعدة أحدٍ، بل كان يُبادر بالعطاء، سواءً بالوقت أو المال، مما جعله قريبًا من قلوب كل من عرفه.
كرمه كان انعكاسًا لمروءته وشهامته، وهي صفاتٌ أصيلةٌ في شخصيته، تجعله دائمًا حاضرًا في كل مناسبةٍ اجتماعية، مشاركًا الناس أفراحهم وأحزانهم، متفقدًا أحوالهم، مطمئنًا عليهم، ليكون سندًا لهم في كل الظروف.
أما تواضعه، فهو سمةٌ قلَّما نجدها في شخصياتٍ قياديةٍ بهذا الحجم. رغم المناصبِ الرفيعة التي شغلها، بقي بسيطًا قريبًا من الجميع، يُعاملُ كلَّ من حوله بروح الأب الحنون والقائد المحب. تواضعه كان عنوانَ عظمته، حيث لم يكن يترددُ في الاستماع للجميع، صغيرهم وكبيرهم، بل وكان يُقدِّم النصيحة والتوجيه بحكمةٍ وسعة صدر.
تسامحه وسعةُ صدره من أبرز صفاته حيث دائمًا ما يتعامل مع الناس بحلمٍ وأناة، يصفح عند الخطأ، ويسعى إلى الإصلاح بروح الأب والقائد المحب. لم يكن يحملُ ضغينةً أو يترك في قلبه مكانًا لأيِّ خلافٍ، مؤمنًا بأنَّ التسامحَ قوةٌ عظيمةٌ لا يمتلكها إلا الكبار.
الباشا ، قائدٌ مُحنَّكٌ يمتلك رؤيةً ثاقبةً وأفقًا واسعًا، جمع بين الحزم في قراراته والمرونة في أسلوبه، وبين الحلم والعدل. كان مرؤوسوه يحبونه ويُوقِّرونه، لأنه لم يكن مجردَ قائدٍ يُصدر الأوامر، بل معلمًا ومرشدًا يُلهمُ من حوله ويدفعهم للعمل بحبٍّ وإخلاص. إخلاصُه في عمله كان مضربًا للمثل، فلم يكن يومًا يعرفُ التهاون أو الكلل، بل كان دائمَ السعي لتطوير العمل وتحقيق الأفضل.
الفريقُ السرحان هو تجسيدٌ لمعنى حب الوطن. كان يرى في خدمة الوطن واجبًا مقدَّسًا، وفي الدفاع عنه شرفًا لا يُضاهيه شرف. انتماؤه لعشيرةٍ عريقةٍ زاد من رصانة شخصيته، حيث حمل إرثًا مُشرِّفًا من القيم الأصيلة كالشجاعة، والكرم، وحب الوطن.
في كل مراحل حياته، سواء خلال الخدمة أو بعدها، بقي الفريقُ السرحان إنسانًا اجتماعيًّا بمعنى الكلمة، لا يتوانى عن السؤال عن أصدقائه وزملائه، حاضرًا في كل مناسباتهم، مشاركًا لهم لحظات الفرح والحزن. هذه الروحُ الإنسانية جعلته محبوبًا لدى الجميع، وترك أثرًا لا يُنسى في قلوب كل من عرفه.
نسأل اللهَ العليَّ القدير أن يطيل عمرَ الفريق فاضل علي فهيد السرحان، وأن يُحسن ختامه، وأن يُمتعَه بالصحة والعافية، ليظل رمزًا وطنيًّا وإنسانيًّا مشرفًا، قدوةً للأجيال، وذكرى خالدةً في ذاكرة الوطن وأبنائه.