الأخبار

حسين دعسة : ترامب.. دومينو الولايات المتحدة الأمريكية في مواجهة انهيار العالم .

حسين دعسة : ترامب.. دومينو الولايات المتحدة الأمريكية في مواجهة انهيار العالم .
أخبارنا :  

*بقلم :حسين دعسة.

"ناقشت أيضا أهمية الانتقال السلمي للسلطة وأن يكون رئيسا لجميع الأميركيين".
.. ما قاله مساعد كبير كامالا هاريس.

نجاح ترامب، أربك المجتمع الدولي، وفي وسط هذا المشهد :ترامب وهاريس، اتفقا على: "أهمية توحيد" الولايات المتحدة.
على الطرف الآخر، هنّأ الرئيس الأميركي جو بايدن، الرئيس المنتخب الجمهوري دونالد ترامب على فوزه في الانتخابات ودعاه لزيارة البيت الأبيض، وفق ما أعلنت الرئاسة الأميركية.
انتخب دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة السابع والأربعين ، وهو ما يمثل عودة غير عادية لرئيس سابق رفض قبول الهزيمة قبل أربع سنوات، وأثار تمرداً داخل مبنى الكابيتول الأميركي، وأدين بتهم جنائية، ونجا من محاولتي اغتيال.
.. وفي جانب مختلف، تلقى السفاح نتنياهو جرعة دعم مع إعلان ترامب فوزه في السباق إلى البيت الأبيض.
حكومة الإحتلال الإسرائيلي الصهيوني، ترتاح أكثر لترامب الداعم بشكل مطلق السياسات الإسرائيلية التوراتية ، خصوصاً في ما يتعلّق بالحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، وعلى لبنان والجنوب اللبناني، والتحريض على إيران.

.. وفي الواقع العملي، مرحليا:تلقّت الجمهورية الإسلامية الإيرانية، خبر فوز ترامب وقالت إنّها "ليست قلقة كثيراً"، لكنّها لم تكن قادرة على إخفاء خوفها من تلاقي تطرّف ترامب ونتنياهو تجاهها وممارساتهما "غير القابلة للتوقّع"، نائب قائد الحرس الثوري الإيراني "علي فدوى" لفت إلى إنّ طهران لا تستبعد توجيه أميركا وإسرائيل "ضربة استباقيّة" لمنع الردّ الإيراني على إسرائيل.

وبدأت إيران تعدّ عدّة مرحلة جديدة من الحرب مع إسرائيل قد تكون أكثر حدّة، كانت أولى مؤشراتها إقالة نتنياهو لوزير دفاعه يوآف غالانت الذي كان يُعدّ "رجل أميركا في إسرائيل"، وتعيين وزير الخارجية السابق يسرئيل كاتس الأكثر تطرّفاً خلفاً له، وقد تكون أبرز ملامحها وصول ترامب إلى البيت الأبيض ومساعدة نتنياهو في "إنجاز المهمّة وتحقيق الأهداف" ضدّ إيران وجماعاتها.

*سياسة "دعم الحلفاء لمواجهة الخصوم"

لا يحبّذ ترامب سياسة "دعم الحلفاء لمواجهة الخصوم" التي كان ينتهجها الرئيس الأميركي جو بايدن، إذ يرفض تمويل حرب أوكرانيا لإضعاف روسيا، ويرغب في إنهاء هذه الحرب ووقف دعمها، لكنّ الصراع الإسرائيلي – الإيراني الاستثناء الذي يؤكّد القاعدة، فمن غير المستبعد أن يُطلق ترامب يد نتنياهو أكثر ضدّ إيران لإخضاعها وإعادتها إلى طاولة المفاوضات النوويّة.

يرى نتنياهو فرصة لم تسنح منذ عقود لضرب إيران وإضعاف محورها، وتغيير معادلات الردع، ومن المفترض أن يستغلّ وجود ترامب في البيت الأبيض لحشد دعم سياسي وعسكري لهدفه، وفي هذا السياق، يقول علي فايز، مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية، إنّ إسرائيل "ستشعر بقدر أقلّ من ضبط النفس" خلال عهد ترامب وستتاح لها "فرصة ذهبية لتغيير توازن القوى في الشرق الأوسط مرة واحدة وإلى الأبد".

في عهده السابق، انتهج ترامب سياسة الضغط القصوى على إيران، ومن المرتقب أن يعود إليها في عهده الحالي لدفع طهران إلى اتفاق نووي جديد بشروط أميركية، ولحصر نفوذ طهران في المنطقة عبر إضعاف مجموعاتها. وبرأي فايز، فإنّ هذه السياسة "ستفتح الباب أمام إسرائيل لمزيد من الضغط على إيران عسكرياً"، وفق ما يقول لـ"النهار".

أطلق ترامب وعوداً كثيرة لإنهاء الحرب في الشرق الأوسط، يضعها خبراء في إطار "الدعاية الانتخابية"، فيما الأنظار ستتجه إلى السياسة التي سيعتمدها تجاه إيران وإسرائيل، وفي هذا السياق، يُشير مدير معهد السياسات العامّة والشؤون الدولية في الجامعة الأميركية في بيروت جو باحوط إلى معطيات تُفيد بأنّ ترامب قال لنتنياهو "هذه الحرب ستنتهي، وموضوع الرهائن يجب أن يصل إلى خواتيم إيجابية".

لكنّ ترامب أبلغ نتنياهو بأنّ عليه أن "يُنهي ما يجب أن يفعله" قبل 20 كانون الثاني (يناير)، تاريخ تنصيبه رئيساً للولايات المتّحدة، وفي هذا السياق، يقول باحوط إنّ نتنياهو "سبق له أن تمادى بالهوامش الأميركية في غزّة ولبنان، ومن المرتقب أن يقوم بالأمر نفسه مع إيران، وخصوصاً أنّه يعتقد أنّه يقوم بما لم تستطع أميركا فعله"، حيال الملفّ الإيراني.

في هذا السياق، تتراوح الخيارات وتتعدّد، من ضرب إيران وصولاً إلى مُحاولة الإطاحة بنظامها، وإذ يُشير باحوط إلى أنّ "محيطين بترامب ونتنياهو قد تراودهم فكرة تغيير النظام في إيران والتوجّه نحو شرق أوسط جديد، ويستسهلون فرض أمر واقع جديد بعد تغيير موازين القوى"، فإنّ فايز يرجّح "شن إيران المحاصرة هجوماً وتبدأ باستهداف القوات الأميركية في المنطقة بشكل مباشر أو غير مباشر".

في المحصّلة، فإنّ المؤشرات تشي بأنّ التصعيد سيكون سيّد الموقف في المدى المنظور بين إسرائيل وإيران، فتل أبيب التي ترى فرصة ذهبية سنحت لها من 7 تشرين الأول (أكتوبر) لتغيير المعادلات، تعتبر أنّ وصول ترامب سيكون بمثابة فرصة جديدة لفرض أمر واقع وتنفيذ مشاريع استراتيجيّة على رأسها إضعاف طهران وتغيير معادلات الردع في المنطقة.

*تحدّيات كبيرة أمام ترامب


يوحي، ما بدأ يسمى بالعهد الرئاسي الثاني لدونالد ترامب، بمرحلة قد تحمل مفاجآت في ظل الفارق المريح الذي نجح في تحقيقه ضد منافسته الديمقراطية كامالا هاريس.

فارق مريح على منافسته ، وفوز بأصوات المجمع الانتخابي والأصوات الشعبية، وسيطرة على مجلسي النواب والشيوخ، كلها عوامل تعد ترامب بتخطي كل المطبات الممكن وضعها في طريق عهده الرئاسي الثاني سواء من معارضيه وحتى من داخل حزبه.



وستكون سيناريوهات العام 2016 على ما يبدو مرفوضة من ترامب رفضا تاما، فحجم انتصاره لن يترك مجالاً هذه المرة لمقاومة تمرير سياساته أو معارضتها أو إحباطها بالنقاشات المستفيضة داخل الحزب الجمهوري، وبين نتاهات الداخل الأمريكي .


.. وهناك الحديث عن دعم تشريعي يتطلع اليه ترامب، عمليا حصل عليه ، وهذا سبب كاف لاستمالة كل الجمهوريين المترددين إلى كفته فيما يتصل تحديدا بالسياسيات الداخلية والخارجية.
سطوة الفوز في مقابل سطوة التجربة السياسية، مع رصد

للإيجابيات التي يريد حصدها ترامب بعيد انتصاره هذا، لكن سلبيات خطيرة قد تنغص مشواره الرئاسي، منها صورة الشرق المشعل وفق إرادة أمريكية بدعم حرب الإبادة الجماعية والتهجير ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية، وأيضا الحرب على جنوب لبنان والدولة اللبنانية.

.. ويقرأ فريق ترامب كل ملفات ومجالات الهجرة والضرائب وتحرير التجارة والاقتصاد شبه مضمونه بالنسبة إليه وبدون تنازلات كبيرة.

مع سطوة السلطة والسيطرة على مجلس الشيوخ تعني سرعة في تعيين قضاة يرسخون نفوذه في المحاكم لعقود قادمة.

كما يأمل بحكومة موحدة مدعومة من المشرعين، ترجمتها استجابة أسرع للقضايا الاقتصادية والأمنية.

.. وفي الأفق الجيوسياسي الأمني، هناك رصد لشوق ترامب للسلطة، والمخاوف المطروحة تختصر بحماسته لتمرير كامل الأجندة الجمهورية في توقيتات خاطئة وفي ملفات قد لا تحظى بالرضى الشعبي، وهي خطوات قد تؤدي إلى تعمق الانقسامات داخل الولايات المتحدة أو تنامي صوت شعبي سلبي يفاجئه ويفاجئ الجمهوريين، مثلما ترك نفس الانطباع عند الحزب الديمقراطي.

ما يفهم، أن دومينيو الاقتحام، طاولة يتصارع حولها عديد الرؤى عن حال أمريكيا في السنوات والعقود التالية.

* حدوثة الاقتصاد.

القضية رقم واحد في هذه الانتخابات هي الاقتصاد، حسبما أوردت شبكة "CNN".



عدد كبير من الناخبين الأميركيين باللوم على الرئيس جو بايدن ونائبته كامالا هاريس، لفشلهما في إجراء تحسينات كافية على الأوضاع المالية على مدى السنوات الأربع الماضية، حيث أشارت استطلاعات الرأي إلى أن الأميركيين لديهم آراء سلبية إلى حد كبير بشأن ملف الاقتصاد.

وكان تركيز ترمب الشامل على الاقتصاد والهجرة له صدى كافٍ بين الأميركيين، أكثر من الرسالة التي نقلتها هاريس، التي دعت إلى الوحدة وحذرت من أن ترمب "طاغية تافه مهووس بالانتقام"، وفق الشبكة الأميركية.


في نفس السياق، صنّف ثلثا الناخبين الاقتصاد الأميركي بأنه "ليس جيداً" أو "رديئاً"، مقارنة بثلث واحد فقط صنفوه بأنه "ممتاز" أو "جيد"، وفقاً لاستطلاعات الرأي نُشرت قبل إجراء الانتخابات الرئاسية، ومن بين الناخبين الذين صنفوا الاقتصاد سلباً، صوت 69% لصالح ترمب، بهامش كبير.



وعكَس فوز ترمب على هاريس استياء الناخبين الرئيسيين بشأن حالة الاقتصاد التي تراكمت منذ ارتفاع التضخم في عهد الرئيس جو بايدن في أعقاب جائحة فيروس كورونا.

وأمضى الديمقراطيون جزءاً كبيراً من العامين الماضيين في التعبير عن الإحباط والحيرة بشأن تشاؤم البلاد الاقتصادي، في ضوء ازدهار سوق الأوراق المالية وانخفاض معدلات البطالة باستمرار وارتفاع الناتج. لكن الناخبين كانوا متشائمين بشأن الظروف الاقتصادية منذ أن وصل التضخم إلى ذروته عند 9% في عام 2022، وهو أسرع ارتفاع في الأسعار منذ ما يقرب من 40 عاماً، وفق "واشنطن بوست".

وانتقد الجمهوريون بايدن وهاريس بلا هوادة بشأن التضخم، وألقوا باللوم على خطة الإنقاذ الاقتصادي لعام 2021 التي وافق عليها

الديمقراطيون، وحول ترمب الأسعار المرتفعة إلى سمة أساسية لخطابه الانتخابي.

ووجدت دراسات اقتصادية غير حزبية أن خطة الإنقاذ التي وضعها بايدن بقيمة 1.9 تريليون دولار في عام 2021 أدت إلى تفاقم التضخم، ربما بنسبة 3 نقاط مئوية، ولكنها أيضاً دفعت نمو الاقتصاد للخروج من واحدة من أسوأ فترات الركود منذ عقود.

وطرح الرئيس المنتخب سلسلة من الإعفاءات الضريبية المستهدفة، بما في ذلك إلغاء الضرائب الفيدرالية على الإكراميات ومزايا الضمان الاجتماعي وأجر العمل الإضافي.

ووعد ترمب بإنهاء الضرائب على الإكراميات، على الرغم من أن حملته لم تكشف عن تفاصيل الاقتراح، فقد أشار ترمب إلى أنه سيقضي على كل من ضرائب الدخل الفيدرالية وضرائب الرواتب، والتي تمول الضمان الاجتماعي والرعاية الطبية.



وقال إن خططه لزيادة التعريفات الجمركية وخفض معدل ضريبة الشركات ستؤدي إلى طفرة في التصنيع الأميركي.

ما يقرب من 70% من الناخبين الأميركيين من أصول متباينة حالة الاقتصاد على المستوى الوطني بأنها "ليس جيدة" أو "ضعيفة"، وذكر ما يقرب من 40% أن الاقتصاد يمثل قضية من الدرجة الأولى، وأيد أغلبية ضئيلة من الناخبين من أصل إسباني ترمب، وفقاً لاستطلاعات الرأي. وأظهرت استطلاعات الرأي أن الناخبين من أصل إسباني الذين قالوا إن الاقتصاد كان قضيتهم الرئيسية فضلوا ترمب بهامش 2 إلى 1 تقريباً على هاريس.

خبراء استطلاعات الرأي في تقارير صحيفة "واشنطن بوست" قالوا : السبب وراء خسارة هاريس، انها لم تعالج التضخم بطريقة تمنحها مصداقية في قضايا أخرى. كان لديها كل الأسباب لهزيمة ترمب، فهو متابع في 90 جريمة جنائية، وإدانتين بالعزل، ومع ذلك فاز عليها.
*حكاية ليلى والقبعة الحمراء

تختصر حكاية ليلى والقبعة الحمراء العالقة في شريط ذكريات أطفال العالم حكاية الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب مع قبعته الحمراء التي أسماها "maga"، وهي اختصار لعبارة "Make America Great Again".

وإن بدأت حكايته مع "الماغا"، التي سرعان ما أصبحت حركة تدل إلى أتباعه في السنوات الأخيرة، منذ عام 2015 تاريخ استخدامها للمرّة الأولى بينما كان في جولة حدودية في ولاية تكساس المحاذية للمكسيك. وكان في حينه الطقس شديد الحرارة، فاستخدمها منتقياً اللون الأحمر لشغفه به، ولأنها مصممة لتناسب "أصحاب الجماجم الضخمة"، كما مازح أصحابه ذات يوم، ومن حينه باتت لا تفارقه في ملاعب البيسبول ولاحقاً باعتبارها "وجه الحظ" لجلبها الرئاسة له للمرّة الأولى عام 2017، مسجّلاً "الماغا" باعتبارها حقوقاً ملكية تجارية تعود لشركته، والأخيرة باعت منها بأعداد ضخمة وكسبت ملايين الدولارات لقاء 40 دولاراً للقبعة الواحدة.


المثير للدهشة، أن القصة، هي قصة تحول كبير في ارتياد المستقبل ففي خطاب النصر الأول، مستبقاً إعلان النتائج الرسمية، قال ترامب خلال كلمة لأنصاره، في مقر حملته بفلوريدا، إنه "استطاع تجاوز كل المعوقات وحقق أروع إنجاز سياسي"، معلقاً: "إن حركة "ماغا" هي أعظم حركة سياسية في التاريخ، لأنها حققت نصراً سيسمح بجعل أميركا عظيمة مرّة أخرى. نحن نفوز في كل الولايات المتأرجحة وسنصل إلى 315 صوتًا بالمجمع الانتخابي. أميركا ستدخل عصرًا ذهبيًا".

ومن على منصة مهرجان إعلان النصر أعاد التأكيد بخصوص قضايا الهجرة في أنه سيعمل على إعادة المهاجرين غير الشرعيين إلى بلادهم، "سنغلق الحدود ولن نسمح باستمرار الهجرة غير الشرعية".





كيف اختار ترامب موضة "الماغا"؟
التعليل انه "يحسبها جيداً" ويجيد اختيار الرموز باعتباره رجل اقتصاد يفهم بأن "واحداً زائداً واحداً يساوي اثنين"، وأن الحروب يمكن أن تكون بصيغ أكثر إيلاماً من القتل والدمار على شاكلة حصار اقتصادي على سبيل المثال، أو اتباع موضة "رمزية"، وهو أسلوب اعتمده خلال رئاسته الأولى.



أما خيار القبعة الحمراء، فخلفياته وفق الآتي، بحسب تحليل الأطلسي الجديد: في حكاية الكاتب الفرنسي شارل بيرو الذي قدّم للأطفال في حدود عام 1648 أجمل قصص الخيال، وبينها ليلى صاحبة القبعة الحمراء وسندريلا والأمير والضفدع وعقلة الإصبع والأميرة النائمة، تعلّمت ليلى ألّا تثق يوماً بالغرباء، ولاسيما الذئب الذي أكل جدتها وكاد يلتهمها. الحكاية نفسها يطبّقها ترامب منذ وضع في أجندته أولوية وقف هجرة "الغرباء"، ولاسيما الهجرة غير الشرعية من جهة المعابر الأميركية غير المشمولة برقابة الدولة العظمى.

وبتنصيه اليوم الرئيس الـ47 للبلاد من قبل الشعب الذي منحه أصواته، يعني أن حكاية ليلى راسخة في أذهان الشعب الأميركي، الذي نجح ترامب في إيقاظ هذه القصة تحديداً، ليؤكّد لهم أن ثمة خطر اًمقبلاً على البلاد من قبل الغرباء، ولا يمكن لـ"الديبلوماسية أو لامرأة حاكمة أو لبسمات بريئة أن تواجه هذا الخطر".

وبجانب نجاح ترامب في استثمار "الماغا" لأرباح خيالية، ليس في أميركا فحسب، يحكي الرئيس الفائز عن عشقه للون الأحمر، كونه لون "العاطفة والانفعال"، وبحذاقته ثمة يقين في أن الشعوب لا تأخذ بادرة للاستيقاظ والذهاب إلى صندوق الانتخابات في يوم عطلة دافئ لا تتجاوز حرارة الطقس فيه الـ20 درجة إلّا "باستثارتها". فكان الأحمر قبعة الانفعالات التي لا تأخذ إلى النوم وإنما إلى ردّ الفعل.

ماذا في دلالات اللون؟


في لقاءاته الأخيرة اعترف ترامب أنه بصدد الانتقال من "الأحمر" إلى "الأخضر" في صناعة القبعات، على اعتبار أن الاخير لون "النقد". يقول إن الشعب الأميركي يجب أن ينتقل من الانفعال وردّ الفعل بعد طول ركود، إلى تحفيز الفكر النقدي، لتكون لديه خطة واضحة بشأن: "ماذا لدينا في اليوم التالي من مخططات لنحمي أميركا. البلد المجاور لدول تشكّل مخاطر كبرى على وجوده "وديموقراطيته" و"جمهوريته". هناك مخاطر قادمة من روسيا ومن الصين وكوريا الشمالية. وجميعها "إنذارات" تستدعي الانتقال إلى "الأخضر".



علم النفس، وعلم الاجتماع السياسي يدلل بالقول:الأحمر لون أساسي يبلغ طوله الموجي على الطيف المرئي نحو 700 نانومتر. لون دافئ وإيجابي "يرتبط بالاحتياجات الجسدية وإرادة البقاء، كما يعزز الطموح والعزيمة ويبعث النشاط، ويحفز على اتخاذ الإجراءات، يقوي الإرادة ويمنح الثقة، يُستخدم في التعبير عن الحب، ويُستخدم أيضاً في المطاعم كونه يحفّز الشهية.

وفي الشق الأخير من دلالات اللون، تكمن نقطة ضعف ترامب المدمن على وجبات "البرغر" والوجبات السريعة، ولم يتوان يوماً عن تقديم فاصل إعلاني للترويج لوجبة برغر دجاج.
وبالإفاضة في دلالات اللون، يحذّر علم النفس: "يضع الأشخاص الذين يفضّلون اللون الأحمر الحدود في مكانها المناسب في تعاملاتهم مما يُكسبهم الاحترام، يعيشون الحياة بكامل تفاصيلها، يحبون السيطرة، وقد يصبحون عدوانيين عندما لا يحصّلون أهدافهم، وقد يكونون مخيفين في بعض الأحيان".


بالإشارة، حسب رؤية الأطلسي الجديد:هناك احتمال أن تغدو الموضة المقبلة لأتباع حراك ترامب "الماغا" مصبوغة بالأخضر، يؤكّد ترامب لأنصاره خلال الافتتاح الاحتفالي للمصنع الجديد لشركة الإلكترونيات "فوكسكون" في ويسكونسن: "اليوم نشهد نتائج الأجندة المؤيدة لأميركا. أميركا أولاً، إجعل أميركا عظيمة مرّة أخرى، كل تلك القبعات. أعتقد أنها أعظم عبارة استُخدمت على الإطلاق في السياسة، أليس كذلك؟".

يضيف: "عندما تنظر إلى ما نفعله، فالأمر بسيط للغاية. إنها تسمّى "حافظ على أميركا عظيمة". سنوفر لك قبعات جميلة. ربما سنجعلها خضراء هذه المرّة بدلاً من الحمراء. الأخضر يمثل النقد. سوف ننتقد ونحاسب ونوقف الحروب وننزع قبعات الحماية".

حكاية قبعات التفكير الست

من الأحمر الى الأخضر، وربما باتجاه انتقاء ألوان جديدة لقبعات "الماغا"، يكشف ترامب لأنصاره أن التهديدات لن تكون من "ذئب" الغرباء فحسب، وإنما من قبل أجيال تتراخى بقيمها وعليها "منذ لحظة تنصيبه" مساندته في اعتماد قبعات التفكير الست لتنمية الإبداع في "نمط التفكير وأسلوب التعامل مع مجريات الأحداث المختلفة".


ما حدث:
يرفع ترامب قبعته لتحية أنصاره أينما حل في الولايات الأميركية، غير آبه بالتهديدات ومحاولات الاغتيال. يمازح أنصاره: "الأحمر يحتمل كل الدلالات: الدماء والقتل والعاطفة والشغف و"الماغا". ومن خلال نكات يطلقها، ولا يخجل إن احتملت مرادفات إباحية، يسعى لتوسيع دائرة قبعته لتتسع لأكبر عدد من أنصاره وفق قناعته في السياسة. أن يتبع الاسلوب الآسيوي المعتمد في الصين أو اليابان مثلاً بدلاً من "الفلسفة السفسطائية" التي يتبعها الغرب، والقائمة على الجدل والحوار والمناقشة". يفنّد قناعته تلك وفق الآتي: "يعتمد الحوار الغربي على التفكير المتعاكس بين الأفراد المجتمعين، أي كل فكرة تقابلها فكرة مختلفة، مما يجعل الأفكار تتجاذب في أحيان كثيرة، فتصبح المحصلة صفراً في النهاية، وذلك وفقاً للقانون الفيزيائي. أما طريقة تفكير اليابانيين مثلاً، تقوم على التشارك بالرأي باستخدام عدة أنماط متوازية في التفكير، فكل نمط يوازي النمط الآخر ولا يعاكسه، وذلك من أجل الوصول إلى نتائج وقرارات سريعة وفعّالة. يؤمن ترامب بالتفكير الأخير وعليه يسعى للمّ شمل الأميركيين تحت قبعة واحدة. قبعة "الماغا" التي لا مكان فيها للغرباء أو "الملونين" بأفكارهم واعتقاداتهم.

في خطاب إعلان النصر "غير الرسمي" تخلّى ترامب عن قبعة "الماغا" التي وصفها بأنها عظيمة، وحضر بالزي الرسمي ميقناً: "الماغا لم تعد قبعة فحسب، لقد باتت حركة تأتي برئيس لأميركا"، ومعاً يلعبون "بيسبول" السياسة، وهذا يعني جمهور الولايات الاي تعشق هذا النوع من الرياضة.

*استعادة ترامب.. المعنى والأثر.

فاز الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية بمواجهة الديموقراطية كامالا هاريس، على ما أعلنت وسائل الإعلام الأميركية الأربعاء، محقّقاً عودة استثنائية إلى السلطة.

وأعلنت شبكات تلفزيونية عدّة فوز ترامب مع تخطّيه الرقم 270 في المجمع الانتخابي ليعود الرئيس السابق البالغ 78 عاماً إلى السلطة في القوّة الأولى في العالم بعد حملة طويلة عرفت الكثير من التقلّبات وتعرّض فيها لإدانة قضائية ومحاولتي اغتيال.

ما أسباب الفوز؟

-1:
وفق موقع "فوكس" الإخباري، تفوّق ترامب في الضواحي التي حقّق فيها الديمقراطيون مكاسب طوال فترة رئاسته السابقة وحصل على تأييد كبير في مختلف المناطق الريفية منذ بدء التصويت.

-2:
كان الجميع يتوقّعون أن يهيمن ترامب في المناطق الريفية. ومع ذلك، لم يكن واضحاً ما إذا كان بإمكانه زيادة الدعم الكبير الفعلي له في هذه المناطق التي فاز بها في عام 2020. إلا أنه تمكن من ذلك بالفعل،.

-3:
ظهر التأييد في المقاطعات الريفية في جميع أنحاء بنسلفانيا، والتي تمكّن ترامب من زيادة هامش دعمه ودعم الحزب الجمهوري بها بشكل ملحوظ.

-4:
كانت هذه الضواحي تميل إلى الديموقراطيين منذ عام 2016، ولكن يبدو اليوم أن هذا التوجّه نحو اليسار لم يستمر، وأول علامة واضحة على وجود تراجع في دعم الديموقراطيين في الضواحي، ما حدث في لودون شمالي فيرجينيا، وهي ضاحية بها نسبة كبيرة من الناخبين الحاصلين على تعليم جامعي. وفي ضواحي مقاطعة هاملتون في إنديانا، والتي يُنظر إليها ربما على أنها مؤشر مبكر لاتجاهات الضواحي الأخرى بالولاية، كانت هاريس متخلفة عن ترمب بنحو 6 نقاط.

-5:
شهدت بعض الأماكن التي تضم عدداً كبيراً من السكّان اللاتينيين تحوّلات درامية في اتجاهاتها الانتخابية، والمثال الأكثر وضوحاً هو فلوريدا. فقد تحرّكت الولاية في اتجاه جمهوري حاسم، كما فعل ناخبوها اللاتينيون أيضاً. وتحولت مقاطعة ميامي ديد بالولاية التي كانت في السابق مقاطعة ديموقراطية حاسمة، والتي تمتلك عدداً كبيراً من السكان الأميركيين الكوبيين، لمصلحة ترامب.

-6:
انقلبت أوسيولا -وهي مقاطعة بها مجتمع بورتوريكي كبير- لمصلحة ترامب.

-7:
شهدت المدن التي تضم عدداً كبيراً من السكان البورتوريكيين والكوبيين -مثل كيسيمي وهايليا- انخفاضاً كبيراً في الدعم الديموقراطي.

-8:
حدثت تقلبات مماثلة في جنوب تكساس حيث وسَّع ترامب هوامشه في مقاطعة زاباتا التي فاز بها في عام 2020، وقلب النتيجة لمصلحته مقاطعتين أخريين (ستار وكاميرون)؛ وتعادل تقريباً مع هاريس في مقاطعتي هيدالغو وويب.



-9:
بحسب صحيفة "التلغراف"، "لقد فعلها ترامب مرة أخرى ويبدو أن أميركا جعلت ترامب عظيماً مرة أخرى". وسألت: كيف يمكن لترامب "العجوز المجنون" ــ الذي يخضع للمحاكمة بتهمة ارتكاب جرائم لا حصر لها ــ أن يفوز بولاية ثانية؟ لأنه ليس مجنوناً إلى هذا الحد بالنسبة لملايين الأميركيين.

-10:
سلّطت استطلاعات الرأي على 3 قضايا رئيسية: الإجهاض والديموقراطية والاقتصاد. لعبت أول قضيتين على نقاط قوة هاريس، والأخيرة على نقاط قوة ترامب - لذكريات ولايته، قبل كوفيد، عندما ارتفعت سوق الأسهم وانخفضت البطالة إلى أدنى مستوياتها التاريخية. في عهد جو بايدن، تحمّل الأميركيون التضخّم المرتفع. هذا، إلى جانب التدهور الجسدي لبايدن، وضع البلاد في دوامة عاطفية هبوطية. بدا الديموقراطيون غير أكفاء، مشتتين بسبب اليقظة. غير قادرين على إحلال السلام في أوكرانيا أو إسرائيل؛ مهانون في أفغانستان.

-11:
كانت الظروف مواتية لانتصار ترامب قبل وقت طويل من انسحاب بايدن من السباق، بضعة أسابيع من الدراما التي ربما صرفت الانتباه عن الديناميكية الأساسية للسباق: لا يفوز شاغلو المناصب عندما يكون الناخبون بائسين.

-12:
لقد حلّت هاريس محل بايدن وتستحق الثناء على انتعاش دعم الديموقراطيين لكنّها فشلت في متابعة أجندة واضحة أو سياسات تحويلية.

-13:
خاض ترامب حملة منضبطة إلى حد معقول مع بعض "الفظائع" كـ"أكل الحيوانات الأليفة". لقد تعلم الناخبون التمييز بين النكات والتعليقات الجادة، وبين ترامب الذي يتحدّث بوقاحة وما سيفعله بالفعل.

-14:
في نظرة إلى الوراء، سيصف المؤرخون الأمر بالمعجزة الواضحة. اعتقد الأميركيون أن ترمب كان رئيساً جيّداً. لقد أحبطهم بايدن وتعاملت معهم هاريس باستخفاف لذلك قرّروا استعادة ترامب.

*الاحتلال الإسرائيلي : خوف من سياسة "أميركا أولاً".
ما هو واضح، أن المنطقة والإقليم وكل الشرق الأوسط، يقف الشاهد على موقف
بعض الإسرائيليين، الذين اعتبروا فوز ترامب "جزءاً من خطة إلهية.

في القدس، انطوت الأنباء عن فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأميركية على أمل في أن تتمكن إدارته الجديدة من إنهاء الحروب المستمرة، حتى أن البعض اعتبر فوزه "جزءاً من خطة إلهية"، بحسب وكالة "فرانس برس".


وأظهر استطلاع للرأي اجرته القناة 12 الإخبارية الاسرائيلية الأسبوع الماضي أن 66 في المئة من الإسرائيليين يأملون في رؤية ترامب يعود إلى البيت الأبيض.
ويقول يوسي ميزراحي (51 عاماً) بينما كان يبيع الفاكهة في السوق الشعبي: "هذا ممتاز، إنه جيد لليهود". ويضيف: "الآن نحتاج فقط إلى أن يمدنا بالأسلحة" مشيراً إلى قدرة ترامب على "إنهاء الحرب".
وفي مقهى في السوق، يقول يحيئيل حاغبي (57 عاماً) إنه "سعيد للغاية" بفوز ترامب، ويحدوه أمل أن تجلب عودته إلى البيت الأبيض "السلام". ويتوقع الرجل الخمسيني أن يستخدم ترامب مهاراته كرجل أعمال ناجح للتوسط في السلام بين إسرائيل والقادة الإقليميين، كما فعل في عام 2020 مع اتفاقيات إبراهيم التي أرست التطبيع بين الدولة العبرية وعدد من الدول العربية. ويضيف حاغبي: "إنه قوي...أنا اؤمن به. أعتقد أنه قادر على صنع السلام مع العرب... إنهم يحبونه".

في مقابل كل ذلك، يتعامل إسرائيليون آخرون بحذر مع عودة ترامب الى البيت الأبيض، لأنه متقلب ويمكن أن يكون متقلباً في ما يتعلق بنا أيضاً"،، و"لا ينكر المجتمع الإسرائيلي، أن ترامب أرسى اتفاقيات إبراهيم وغيرها، لكنني آمل ألا يبدأ الحروب بل أن ينهيها".
الكاتب في القناة 14 الإسرائيلية ، تائير ألتشولر، أن: "ولاية ترامب الثانية قد تؤدي لدعم أمني قوي لإسرائيل، واتخاذ موقف أميركي حازم ضد إيران، والسعي لتوسيع اتفاقيات التطبيع مع دول عربية إضافية". وأضاف ألتشولر أنه: "رغم ذلك فإن سياسة "أميركا أولاً" قد تؤدي أيضاً لزيادة العزلة الدبلوماسية، وتؤثر على علاقات الاحتلال مع الديمقراطيين وحلفاء الولايات المتحدة في أوروبا".
وتابع بأن: "التأثير المباشر لفوز ترامب على العلاقات الإسرائيلية الأميركية يعيد للأذهان أن ولايته الأولى قد أسفرت عن قرارات مهمة للاحتلال، أهمها نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة، والاعتراف الأميركي بسيادة الاحتلال على هضبة الجولان، وانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران، وكل ذلك عزّز علاقته مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووفّر للاحتلال الدعم الدبلوماسي".
وأشار: "ترامب قد يعمل على العودة لسياسته "أميركا أولاً"، ما يعني انخراطاً أقلّ في الشرق الأوسط، لكنه في الوقت نفسه سيدعم فرض عقوبات أكثر صرامة على إيران، والتعبير عن موقف صارم ضد منظمتي حماس وحزب الله، الأمر الذي يدفع للحديث عن التأثير المتوقع لفوزه على مستقبل الحرب الجارية".

.. وفي الوجه الآخر، بدت السلطة الفلسطينية ترحب.. وحماس تطلب وقف الحرب
ربطت حماس موقفها من الإدارة الجديدة بسلوكها تجاه الفلسطينيين.

لهذا يعيش الفلسطينيون حالة ترقب بعد فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة الأميركية، في ظل حرب الإبادة التي يتعرضون لها في قطاع غزة، وفي وقت عبّرت فيه السلطة الفلسطينية عن ثقتها بالولايات المتحدة تحت قيادة ترامب، ربطت حماس موقفها من الإدارة الجديدة بسلوكها تجاه الفلسطينيين.

حركة حماس في بيان، تعليقاً على فوز ترامب، إن موقفها من الإدارة الأميركية الجديدة يعتمد على مواقفها وسلوكها العملي تجاه الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة وقضيته العادلة، مشيرة إلى أن جميع الإدارات الأميركية المتعاقبة، منذ احتلال عام 1948، كانت لها مواقف سلبية من القضية الفلسطينية، وكانت دائماً الداعم الأكبر للاحتلال الإسرائيلي في جميع المجالات.
وطالبت حماس بوقف الانحياز الأعمى للاحتلال الإسرائيلي، والعمل على وقف حرب الإبادة وتقديم الدعم العسكري والغطاء السياسي لإسرائيل. وأكدت للإدارة الأميركية الجديدة أن "الشعب الفلسطيني ماضٍ في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي ولن يقبل بأي مسار ينتقص من حقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس".


لا يمكن نسيان ان ولاية ترامب السابقة، قدمت دعماً كبيراً لإسرائيل من ناحية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها والاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، ووقف تمويل وكالة أونروا، إضافة إلى تعزيز اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل ودول عربية، مما اعتبره نتنياهو انجازاً استراتيجياً لتعزيز أمن إسرائيل.
اعتبر مركز رصد للدراسات السياسية والاستراتيجية ومقره لندن، قال في ورقة بحثية، تتناول تساؤلات حول السياسات المستقبلية الأميركية وتأثيراتها على الشؤون الدولية، بما في ذلك القضية الفلسطينية، أشار فيها المحللون إلى أن استمرار ترامب في البيت الأبيض يثير مخاوف بشأن استمرارية النهج الذي اتّبعه خلال فترته الرئاسية الأولى.
وختمت الورقة بالقول: "إن فوز ترامب يضع المنطقة أمام تحديات سياسية كبيرة. القضية الفلسطينية بشكل خاص قد تشهد المزيد من التعقيد في ظل السياسات المتوقعة من إدارة ترامب. في ظل هذا المشهد السياسي، يبقى الفلسطينيون والأطراف الدولية المعنية في حالة ترقب لما ستأتي به الأيام المقبلة، وسط احتمالات مفتوحة ومخاوف من مزيد من التصعيد أو الجمود السياسي".


*حقائق قبل الدخول إلى دومينو البيت الأبيض.

* 1:
المجتمع الدولي دخل عصر جديد في السياسة الأمريكية بعد انتخاب دونالد ترامب الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة.




* 2:
ترامب هندس العودة الأكثر إثارة للدهشة والتي تتحدى الجاذبية في تاريخ السياسة الأمريكية .

وفاز ترامب في بنسلفانيا وويسكونسن وجورجيا وكارولاينا الشمالية، ويتقدم في الولايات الثلاث الأخرى المتأرجحة - ميشيغان وأريزونا ونيفادا.
وأعلنته الشبكات ووكالة الأسوشيتد برس رئيسا منتخبا بعد الساعة الخامسة والنصف صباحا بقليل عندما فاز بولاية ويسكونسن، مما أدى إلى هدم الجدار الأزرق.
*3:
في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية، عبر جميع الفئات السكانية ما ترويه النتائج : لقد حسن ترامب هوامشه مقارنة بعام 2020، وجمع ائتلاف الحزب الجمهوري الأكثر تنوعًا منذ عقود.

* 4:
أسفرت انتخابات عام 2024 عن رفض تاريخي للحكم الديمقراطي، ومن المرجح أن يتفوق على انتصار ترامب المفاجئ على هيلاري كلينتون في عام 2016.

*5:
فاز ترامب بتفويض ديمقراطي حاسم للعودة إلى البيت الأبيض - مما جعله، دون أدنى شك، أحد أكثر الشخصيات السياسية سمواً في عصرنا.



*6:
لم تتمكن نائبة الرئيس هاريس من التخلص من عبء إدارة بايدن، وواجهت نفس رد الفعل العنيف من جانب الناخبين مثل كل الحكومات القائمة في العالم تقريبًا خلال السنوات العديدة الماضية.
*7:
كان التضخم - وحلم العودة إلى أسعار ما قبل كوفيد خلال رئاسة ترامب - أكبر بكثير من خطة هاريس بشأن الديمقراطية، أو انقسام ترامب، أو حتى حقوق الإجهاض.
وحظيت حملة نائب الرئيس التي استمرت 100 يوم بإشادة بسبب أخطائها البسيطة، والحماس الشعبي الهائل، وجمع التبرعات الضخمة، وبدا أنها اكتسبت زخما في عطلة نهاية الأسبوع الأخيرة.
*8:
المال والاقتصاد، لم يكن مهما، كما لم تكن لعبة حملة هاريس المزعومة في ساحات المعارك الرئيسية مهمة: لقد خسرت لأنها فشلت في إقناع الناخبين بأنها مرشحة "التغيير".


*9:
حقق ترامب مكاسب مزدوجة الرقم في الولايات الزرقاء العميقة، بما في ذلك نيويورك ونيوجيرسي. كما ساعد الجمهوريين على الفوز بمجلس الشيوخ، وعزز من مكانة فلوريدا كملاذ للمحافظين.
*10:
نجح ترامب في بناء ائتلاف ضخم متعدد الأعراق، بما في ذلك زيادة الدعم اللاتيني الذي يمكن أن يعيد توجيه السياسة الأميركية بشكل جذري لجيل كامل.
*11:
كانت هوامش ترامب كبيرة للغاية لدرجة أنه لا يمكن أن تُعزى إلى عوامل قد يشكك فيها الديمقراطيون - بما في ذلك مواقف هاريس الليبرالية السابقة، أو اختيارها لمنصب نائب الرئيس، أو تعامل الرئيس بايدن مع الحرب في غزة.




*12:
لقد أنفق الديمقراطيون كل رأس مالهم السياسي في إثبات أن ترامب - المجرم المدان الذي حاول قلب نتائج انتخابات عام 2020 - غير لائق لمنصبه.
بدعم من مستشاري ترامب السابقين، اتهموه بأنه فاشي، وخاضوا حملات انتخابية على أساس تاريخه من العنصرية، وحذروا من أنه سيحكم كشخص مستبد دون أي حواجز وقائية.
*13:
إن سياسات أقوى دولة في العالم قد انحرفت بشكل حاد نحو اليمين، بقيادة حركة MAGA المتجددة التي تحدت كل الصعاب من خلال توسيع ائتلافها التصويتي.



*14:
أعلن ترامب فوزه في حفل ليلة الانتخابات في ويست بالم بيتش بولاية فلوريدا، وأشاد بحملته باعتبارها "أعظم حركة سياسية في كل العصور"، بحسب ما كتبت إيرين دوهيرتي من موقع أكسيوس.
*15:
قال ترامب إن الناخبين الأميركيين منحوه "تفويضًا غير مسبوق".
وقال ترامب في مركز مؤتمرات مقاطعة بالم بيتش، محاطا بأفراد من عائلته وموظفي حملته الانتخابية ومساعديه: "ستكون هذه حقا العصر الذهبي لأمريكا".

*16:
وعد ترامب بـ"إغلاق الحدود" وجعل أميركا أكثر أمانا وازدهارا.
وقال إن حملته "تغلبت على عقبات لم يكن أحد يعتقد أنها ممكنة" خلال سعيه للوصول إلى البيت الأبيض.

*17:
روبرت ف. كينيدي جونيور، الذي خاض سباق الترشح للرئاسة بشكل مستقل قبل أن يعلن دعمه لترامب.

*18:
قال ترامب عن إيلون ماسك، أحد أكبر مؤيديه في الحملة: "ولد نجم: إيلون".

*19:
يعود الرئيس السابق ترامب إلى البيت الأبيض بمساعدة من المجموعات التي رفضته بشدة عندما كان رئيسًا: نساء الضواحي، والمستقلون، والشباب، كما كتب هانز نيكولز وستيف دبليو كيت من موقع أكسيوس.
* 20:
من خلال التركيز على الاقتصاد والهجرة غير الشرعية والجريمة، تمكن من حرمان هاريس من الهوامش التي كانت بحاجة إليها لإعادة تجميع التحالف الذي قاد الرئيس بايدن إلى النصر قبل أربع سنوات.
* 21:
كانت التحولات الانتخابية، بين المجموعات الديموغرافية الأساسية خفية، ولكنها مهمة.



*22:
فاز ترامب بحصة أكبر من أصوات الناخبين تحت سن الثلاثين مقارنة بأي مرشح رئاسي جمهوري منذ عام 2008، وفقًا لاستطلاعات الرأي التي أجرتها شبكة إن بي سي..

* 23:
الحزب الجمهوري يتطلع إلى أغلبية خيالية في مجلس الشيوخ
خريطة توضح نتائج الانتخابات الحالية لعام 2024 لانتخابات مجلس الشيوخ الأمريكي.

*24:
أصبح لدى الجمهوريين في مجلس الشيوخ الآن أغلبية قدرها 54 أو حتى 55 مقعدًا في متناول اليد بعد الأداء القوي غير المتوقع للرئيس السابق ترامب في الولايات المتأرجحة مع سباقات الاقتراع التنافسية.

* 25:
الديمقراطيون المنهكون قد يقلبوا مجلس النواب

*26:
يتجه الديمقراطيون إلى زعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز (ديمقراطي من نيويورك) باعتباره أملهم الأخير في إيقاف الثلاثي الجمهوري بقيادة ترامب في واشنطن، بحسب ما كتبه أندرو سوليندر في موقع أكسيوس.

يعاني الحزب الديمقراطي من هزيمة مذهلة في مجلس الشيوخ وفوز الرئيس السابق بالبيت الأبيض، بينما السباق إلى مجلس النواب على حافة السكين.
*27:
"الغثيان" هي الكلمات التي لخص بها أحد كبار الديمقراطيين في مجلس النواب الحالة المزاجية للحزب في تصريحات لوكالة أكسيوس.



* 28:
يبدو أن الديمقراطيين والجمهوريين في مجلس النواب على استعداد لقلب حفنة من المقاعد، مما يجعل معركة السيطرة على مجلس النواب متقاربة.

استيقظ حلفاء الولايات المتحدة وأعداؤها في جميع أنحاء العالم هذا الصباح على رئاسة ترامب الثانية، بحسب ما كتب باراك رافيد في موقع أكسيوس.

*29:
لقد كان العديد من حلفاء أميركا الغربيين يشعرون بقلق بالغ إزاء عودة إدارة ترامب، التي قد تغير بشكل كبير السياسة الخارجية الأميركية وتفاعلها مع العالم.
*30:
ادعى الرئيس السابق ترامب أنه سيكون قادرًا على إحلال السلام في أوكرانيا، وإنهاء الحرب في غزة، وتقييد الممارسات التجارية للصين، وإجبار الحلفاء على دفع "حصتهم العادلة" في حلف شمال الأطلسي.

*31:
كانت علاقات ترامب مع العديد من الزعماء الأوروبيين متوترة وأعرب عن استخفافه بالاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي والمؤسسات الأخرى.
*32:
سعى إلى بناء علاقات جيدة مع زعماء خصوم الولايات المتحدة، بما في ذلك الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، والرئيس الصيني شي جين بينج، والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون.

*33:
من المتوقع أن يستغل رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، الحليف الرئيسي لترامب، فوز ترامب لتعزيز مكانته كزعيم للحركة المحافظة في أوروبا.
ومن بين الزعماء الآخرين الذين يفضلون فوز ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي تعامل مع نائبة الرئيس هاريس بشكوك عميقة.
*34:
كان الزعماء العرب، وخاصة في الخليج، على علاقة وثيقة للغاية مع ترامب خلال ولايته الأولى، وكانوا يأملون في العودة.

ولكن القادة الإيرانيين لا يشاطرونهم هذا الشعور. وتقول أجهزة الاستخبارات الأميركية إنهم - إيران خططوا لاغتيال ترامب.


*بوتين يتحرش في الترامبية.

عندما القى الرئيس الروسي بوتين كلمتة أمام "منتدى فالداي للحوار" المنعقد في روسيا، انتقد ما وصفه بإنها مساع لإلحاق هزيمة استراتيجية ببلاده في أوكرانيا، مؤكدا وجود صراع لتشكيل نظام عالمي جديد مع تداعي عصر ما بعد الحرب الباردة .
وأضاف بوتين في "منتدى فالداي للحوار" المنعقد في منتجع سوتشي على البحر الأسود، بعد يوم من فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، "وصلنا إلى حد خطير"، مؤكدا أن "البنية السابقة للعالم تختفي بشكل لا رجعة فيه، بوسعنا القول إنها اختفت بالفعل، ويدور صراع جدي لا رجعة فيه لتشكيل بنية جديدة".
ومضى قائلا إن "دعوات الغرب لإلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا، الدولة التي تمتلك أكبر ترسانة من الأسلحة النووية، تظهر نزعة مفرطة للمغامرة".
وقال إن الغرب سعى إلى تصوير روسيا كقوة مهزومة بعد انهيار الاتحاد السوفييتي عام 1991، ووصف حلف شمال الأطلسي (الناتو) بأنه عفا عليه الزمن.
وأضاف، بحسب المصادر الإعلامية الروسيك:أن روسيا لا تعتبر الحضارة الغربية عدوا رغم محاولات عزل موسكو.
وتابع أن العالم يتغير على أي حال وأن العديد من الدول القوية لا تريد عزل روسيا.
بوتين، في مواجهته للترامبية القادمة على الولايات المتحدة، انتقل الى القول أن: "العالم يحتاج إلى روسيا ولا يمكن لأي قرارات من قادة في واشنطن أو بروكسل أن تغير ذلك"، استنادا الى:
*أ:
لا جدوى من محاولات الضغط على روسيا لكن موسكو مستعدة دائما للتفاوض.
*ب:
"لا جدوى من الضغط علينا. لكننا مستعدون دائما للتفاوض مع مراعاة المصالح المشروعة المتبادلة.
*ج:
إن البعض في الغرب يحلمون بعالم بدون روسيا لأنهم يسعون إلى الهيمنة على العالم لكن روسيا أوقفت مرارا أولئك الذين سعوا إلى الهيمنة.
.. ترامب يصنع طاولة جديدة، لعبة دومينيو بحجم الكرة الأرضية، من يستطيع كبح عدم استقرارها، او/و تدحرجها.

ــ الدستور المصرية

*huss2d@yahoo

مواضيع قد تهمك