الأخبار

هيا عربيات : الأسرة المعاصرة

هيا عربيات : الأسرة المعاصرة
أخبارنا :  

الوالدان لهما دور كبير وفعال جدًا في تربية أبنائهم وكذلك في تكوين شخصياتهم فمن خلال الوالدين يكون الابن صالحا أو العكس وذلك تبعًا لطريقة التربية المُتّبعة.

كلا الوالدين لهما واجبات نحو تربية أبنائهما فلا تقع مسؤولية التربية على عاتق الآباء فقط ولا على عاتق الأمهات فقط فتربية الأبناء هي واجب شرعيّ يحتّمه الدين وليس تكرُّما منهم

فلكل منهما مهامه في تأسيس الأسرة بجانب تربية الأبناء ولكن للأم دور أكبر من دور الأب وذلك بحكم وجودها مع أبنائها وقتا أطول من الأب.

فالأب يسعى جاهدًا لكسب الرزق كي يستطيع توفير كل متطلبات المنزل وكذلك الأم تسعى للقيام بالمهام اليومية في منزلها ولكن بجانب هذا يجب على الوالدين أن يحرصا على تربية أبنائهما تربية حسنة والأم عليها الدور الأكبر رأى المفضل بن زيد ابنًا لأعرابية مسلمة فأعجب بمنظره فسألها عنه فقالت

إذا أتم خمس سنوات أسلمته إلى المؤدب فحفظ القرآن فتلاه فعلّمه الشعر فرواه ورغب في مفاخرة قومه وطلب مآثر آبائه وأجداده فلما بلغ الحلم حملتهُ على أعناق الخيل فتمرّس وتفرّس ولبس السلاح ومشى بين بيوت الحيّ وأصغى إلى صوت الصارخ.

نحن أمام نموذج فريد للتخطيط والإعداد من أجل تربية ولد صالح فلا نستطيع أن نفسر طريقة هذه المرأة الأعرابية إلّا بأنّها كانت تخطط لتربية ولدها منذ ولادته وتنفذ ما خططت له المرحلة تلوى الأخرى فهي تعرف ماذا تفعل وإلى أين تسير فيا فتاة الإسلام اعلمي أنّ جميعَ الثغور قد يَسدُّها غيرُكِ إلّا ثغر الأمومةِ ‏فاعقلي وليكن كلّ هَمٍّ تحمِلينَهُ لِلأمّة مِن علمٍ وعمل ينصبّ في هذا الإتجاه كوني قريبة من أبنائك ونحن في زمنٍ طريقنا مملوءة بالذئاب المُفترسة وقافلة البيت تسير بمفردها تيقّظوا لم يبقَ شيء اسمه أُسرة كما يُخطّط ل?ا فالبيت خالٍ من المشاعر وكلٌ مُنشغل بذاته وجوجل مُتخم بالمشاعر والحّب بيتٌ كل فرد فيه دولة مُستقلّة مُنعزل عن الآخر ومتّصل بشخص آخر خارج البيت لا يعرفُه بيتٌ لا جلسات ولا حوارات الأب الذي كانت تجتمعُ حوله الأسرة تبدّل وصار تويتر الأم التي كانت تُلملم البيت بحنانها ورحمتها تحوّلت وصارت «واتس آب» الأبناء تحوّلوا من مسؤولين إلى مُتسولين يتسوّلون كلمة إعجاب من هنا ومديح مزيّف من هناك.

زمنٌ أصبحنا نستجدي فيه الحنان من الغريب بعدما بخلّ به القريب إلى أين نسير. أم تراقب كل العالم في مواقع التواصل لا يمُرُّ منشور إلا ووضعت بصمتها عليه‏ ولكنّها لا تدري ماذا يوجد في بيتها‏وهل لها بصمة في سكينته ومودته أب يهتم بكل مشاكل العالم ويُحلّل وينظر لكل احداث الأسبوع وهو لا يعلم ماذا يدور في بيته ولا يستطيع تحليل الجفاف العاطفي والروحي في بيته أُم يُحزنها ذلك الشاب الذي كتب إني حزين وهي لا تدري أن ابنتها غارقة بالحزن والوحدة تتأثر لقصص وهمية يكتبها أناس وهميّة والد يُخطّط لنصيحة شابة تمرُّ بازمة نفسي? وهو لا يهتم بابنته التي تعيش في أزمات.

ابن ٌمعجبٌ بكل شخصيات «الفيس"

‏ويراها قدوة له ويحترمها ويبادلها الشكر لما ينشروه ووالده الذي تعب لأجله ‏لم يجد منه كلمة شكر ولا مدح لِم هكذا صار المسير

لأنّنا نبحث عن رسالتنا خارج البيت نريدُ أن نؤدي رسالتنا خارج اسوار البيت، مع الآخرين‏، مع البعيدين، مع الغرباء، مع من لا نعرفهم

والحلُ والعلاج أن نتيقّن أن الرسالة الحقيقية هي التي تبدأ من البيت.

‏رسالتنا تبدأ من بيوتنا وفي بيوتنا ومع أهلنا،

‏ولنعلم أنّنا عندما نعمل على أداء رسالتنا في البيت ‏قبل الشارع ستنتهي أكثر مشاكلنا كما أنّ راحة المرأة جسديّا ونفسيّا هي راحة للبيت فإذا ارتاحت المرأة استَقبَلَت تعبَ زوجها بهدوء واستوعبَت غضبه وإرهاقه إذا ارتاحت المرأة استقبَلت اولادَها بحُبٍ وفرحٍ ومودة وشوق إذا ارتاحت المرأة خدَمَت بيتها الذي هو مؤسسة وشركة وأنتَجَت أحسن الثمار إذا ارتاحت المرأة أظهَرَت أجمل ما عندها لأهلها وجيرانها وأحبابها.

المرأة إذا أَمِنَت أعطَت وإذا خافَت هرَبَت، هَرَبَت وهي موجودة، هَرَبَت من جمالها وأنوثتها ودلالها.

حفظ الله بيوتناً من الاذى وجمع شملنا على التقوى وأصلح حالنا وعادت المرأة كما كانت صانعة الرجال لا فاتنة الرجال

ــ الراي

مواضيع قد تهمك