بلال التل : تحية لكم ياخير الدعاة
بلال حسن التل :
يستحق مجاهدوا كتائب القسام التحية ليس فقط على ادائهم العسكري، في معركة طوفان الأقصى الذي اذهل العالم، وإنما كذلك على سلوكهم الأخلاقي العالي المنضبط بمعايير وقيم اسلامنا العظيم، القائمة على التسامح والمحبة والرحمة، والتي تجلت في تعامل كتائب القسام مع اسرى العدو الاسرائيلي، الذي شاهده العالم على شاشات الفضائيات، والذي تحدث عنه هؤلاء الأسرى بعد أن افرجت عنهم كتائب القسام، فقد تحدث هؤلأ الأسرى كيف كان المجاهدين يطببونهم، ويطعمونهم مما يأكلون، يوفرون لهم كل سبل الراحة والحماية، في الوقت الذي كانوا يعلمون فيه ان العدو يعذب اخوانهم في سجونه، ويمنع عنهم قطرة الماء وحبة الدواء.
سلوك كتائب القسام مع أسرى العدو يذكرنا بما نقرأه عن تعامل صحابة رسول الله مع من كان يقع في ايديهم من أسرى العدو، وبسبب هذا التعامل الرحيم كان الكثيرون من هؤلاء الأسرى يعتنقون الإسلام بعد تحريرهم، في دليل عملي على ان السلوك الإنساني هو سبيل إلى الله، ولبيان الحق، ومجاهدي القسام هم بفعل تربيتهم وتدريبهم هم دعاة يقاتلون وقت النزال، ويدعون إلى سبيل الله برفقهم ورحمتهم وبتبسمهم في وجه اسيرهم، لبشعروه بالطمأنينة مذكرينه بانهم مسلمين، يؤمنون إيمانا حقيقيا وعمليا بالقرآن الكريم، يطبقون تعاليم رسولهم، فاين من أسلوب مجاهدي القسام من أسلوب بعض الذين يعتلون منبر رسول الله، وهم لايفهمون من الإسلام إلى الحديث عن الثوب القصير للرجال، واين من دعاة القسام، هؤلأ الذين يدعون انهم يدعون إلى الله، فلا تعرف البسمة طريقها إلى وجوههم، متناسين ان رسول الله كان دائم الابتسام، مثلما كان عليه الصلاة والسلام رقيقا رحيما عطوفا انيقا.
ولئن القسام حركة جهادية قائمة على تعاليم الإسلام وفكره، فانها تولي التربية اهتماما خاصا، ليس لمجاهديها فقط، بل لمجتمعها، لذلك دهش العالم من صبر الغزين، ومن عفافهم،وتضامنهم معا ومع المجاهدين، حيث لم تقع حادثة سرقة واحدة،كما يقع عادة في ظروف الحروب، مما دفع الكثيرين في مختلف أنحاء العالم يقبلون على قراءة القرآن الكريم، ومحاولة التعرف على الإسلام، ليفهموا سر صمود اهل غزة، وتضحيتهم، وتمسكهم بارضهم، واعلان الكثيرين عن رغبتهم باعتناق الإسلام، مما يؤكد انه مثلما ان كتائب القسام مقاتلون من طراز رفيع، فانهم دعاة من طراز خاص لدين الله.
ــ الراي