المقدسيون : على العالم الوقوف خلف الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية

عمان- نيفين عبد الهادي
تحوّلت باحات المسجد الأقصى/ الحرم الشريف لساحات حرب، وانتهاكات طالت حُرمة الأقصى والمصلين والمرابطين، تزامنا مع ما يسمى بموسم الأعياد العبرية، ليقابل ذلك تشديد مقدسي ومطالبة مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في القدس العالم الإسلامي والمجتمع الدولي بالوقوف خلف وصاية جلالة الملك عبدالله الثاني على المقدسات الإسلامية والمسيحية ودعم موقف جلالته بضرورة الانتقال من النقد والادانة الى ممارسة الضغط الملموس لإيقاف تصعيد الاحتلال ضد المسجد الأقصى والتمادي في الانتهاكات ضد الوضع القانوني والتاريخي والديني في المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس الشريف.
وطالب خطيب المسجد الأقصى، ورئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس، الشيخ عكرمة صبري بضرورة شدّ الرحال للمسجد الأقصى، لمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية وقوات أمن الاحتلال التي جعلت من باحات المسجد الأقصى، ثكنة عسكرية، وعلى العالم أن يتبه لخطورة ما يحدث.
وفي ذات السياق أكدت محافظة مدينة القدس على أن القدس تحولت لثكنة عسكرية وللأسف ما يحدث هو تطبيق للمخططات الإسرائيلية في تقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا، ذلك أن التقسيم الزماني قطعت به شوطا من خلال تقسيم الوقت لدخول المستوطنين، في حين تخطط اليوم للتقسيم المكاني للأقصى وما حدث أمس ويحدث يوميا ما هو إلاّ تأكيد على مخططات إسرائيلية خطيرة.
وفي متابعة خاصة لـ»الدستور» وقفت على تفاصيل المشهد في مدينة القدس والمسجد الأقصى، أكد مدير عام دائرة الاوقاف الاسلامية وشؤون المسجد الأقصى المبارك الشيخ عزام الخطيب أن الرباط في الأقصى والدفاع عنه شرف وواجب على كل مسلم والمطلوب هو عدم خذلان الأقصى أو إدارة الظهر له في ظل الأسابيع الصعبة القادمة.
وأكد الخطيب أن مجلس الأوقاف سيبقى في حالة انعقاد دائم لمراقبة الأوضاع، لمتابعة آخر التطورات في ساحات المسجد الأقصى المبارك.
من جهته طالب مجلس أوقاف القدس العالم الإسلامي والمجتمع الدولي بالوقوف خلف وصاية جلالة الملك عبدالله الثاني على المقدسات الإسلامية والمسيحية ودعم موقف جلالته بضرورة الانتقال من النقد والادانة الى ممارسة الضغط الملموس لإيقاف تصعيد الاحتلال ضد المسجد الأقصى والتمادي في الانتهاكات ضد الوضع القانوني والتاريخي والديني في المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس الشريف.
وشدد المجلس في بيان وصل «الدستور» نسخة منه على أنه لا يمكن القبول بهذه الإجراءات التعسفية المشؤومة تحت أي شعار او حجة واهية لا تتعلق بهوية المسجد الأقصى المبارك ورسالته الخالدة كمسجد إسلامي بكامل مساحته غير منقوصة والبالغة 144 دونما لا يقبل القسمة ولا الشراكة.
وتاليا تنشر «الدستور» تفاصيل البيان: يستنكر مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية تصرفات شرطة الاحتلال وأذرعها الأمنية وسياستها القمعية بحق فئة الشباب من المصلين داخل ساحات المسجد الأقصى المبارك وعلى مداخله، من خلال ما جنحت اليه اطقمها وقواتها العسكرية الخاصة من اعتداء وضرب وتنكيل بصورة مهينة لطردهم من ساحات المسجد الأقصى المبارك وافراغها من المصلين، والتي بدأت منذ ساعات متأخرة من مساء أمس وبلغت ذروتها في ساعات الفجر الأولى وساعات ظهيرة امس.
ويأتي كل ذلك بالتزامن مع تحويل ساحات المسجد الأقصى المبارك ومداخله والطرقات المؤدية اليه وكامل محيطه والبلدة القديمة في مدينة القدس الى ما يشبه الثكنات العسكرية التي تعج بمختلف الوحدات الخاصة والأمنية والشرطية والاستخبارية، والتي ذهبت الى تشديد إجراءاتها القمعية على أبواب المسجد الأقصى المبارك باحتجاز البطاقات الشخصية للمصلين والمصليات وتحديد أعمار من يسمح لهم بالدخول لساحات المسجد الأقصى المبارك بطريقة تعسفية مدانة ومرفوضة، لا يمكن السكوت عنها او اغفال حجم ما تسيء به لحرمة وقداسة ورسالة المسجد الأقصى المبارك كمسجد إسلامي بكل ساحاته ومرافقه ومصلياته وطرقاته ومداخله.
كما ويستنكر مجلس الأوقاف اقدام أحد اليهود بالنفخ بالبوق داخل ساحات المسجد الأقصى المبارك، بحماية شرطة الاحتلال التي سمحت لمثل هذا العمل المدان والمستنكر بالحدوث وبدخول مثل هذه الأدوات الى ساحات المسجد الأقصى المبارك.
وعليه يؤكد مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية على ما يلي:
أولا: يطالب مجلس أوقاف القدس العالم الإسلامي والمجتمع الدولي بالوقوف خلف وصاية جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين على المقدسات الإسلامية والمسيحية ودعم موقف جلالته بضرورة الانتقال من النقد والادانة الى ممارسة الضغط الملموس لإيقاف تصعيد الاحتلال ضد المسجد الأقصى والتمادي في الانتهاكات ضد الوضع القانوني والتاريخي والديني في المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس الشريف.
ثانياً: لا يمكن القبول بهذه الإجراءات التعسفية المشؤومة تحت أي شعار او حجة واهية لا تتعلق بهوية المسجد الأقصى المبارك ورسالته الخالدة كمسجد إسلامي بكامل مساحته غير منقوصة والبالغة 144 دونما لا يقبل القسمة ولا الشراكة.
ثالثاً: يعتبر مجلس الأوقاف هذا التصعيد الممنهج حلقة متصلة من الانتهاكات بالغة الخطورة بحق المسجد الأقصى المبارك ورواده والمصلين فيه، والتي تستدعي سحب هذه القوات المعززة من اطقم وافراد الشرطة من داخل ومحيط المسجد الأقصى المبارك، والذي يمثل تواجدها مثار قلق وتنغيصا على حق المسلمين في الوصول الى مسجدهم واحياء الشعائر والصلوات فيه.
رابعاً: يؤكد مجلس الأوقاف على بقائه في حالة انعقاد دائم لمراقبة الأوضاع واخر التطورات في ساحات المسجد الأقصى المبارك.
وأخيرا نسأل الله عز وجل ان يحفظ المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس والمصلين فيه من كل شر وسوء.
الشيخ عكرمة صبري
وفي متابعة «الدستور» حذّر خطيب المسجد الأقصى، ورئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس، الشيخ عكرمة صبري من مكيدة «إسرائيلية» تستهدف المسجد الأقصى المبارك في الأيام المقبلة، مؤكدا أن عسكرة القدس لن تمنح الاحتلال الحق في الأقصى.
وعن طقس النفخ في البوق قال الشيخ صبري النفخ في البوق أمر منكر وفيه استفزاز لمشاعر المسلمين، وهذا يدل على قمة الفساد، الذي استطاع المستوطنون الوصول إليه، مؤكدا ان هذه التصرفات العدوانية لن تعطي المستوطنين أي حق في اقتحام المسجد الأقصى وممارسة طقوسهم فيه، والنفخ بالبوق هو شعيرة من شعائر اليهود، فهم يحاولون إقامتها لفرض واقع جديد، على أمل أن نستسلم، هكذا يخططون ويحلمون.
وأشار الشيخ صبري إلى أن قوات الأمن قد جعلت من باحات المسجد الأقصى، ثكنة عسكرية، وأمنت اقتحام مئات المستوطنين المتطرفين لباحاته.
محافظة القدس
في ذات السياق قال مستشار محافظ القدس المتحدث باسم محافظة القدس الشريف معروف الرفاعي أن القدس تحولت الى ثكنة عسكرية، إضافة إلى ان قوات الاحتلال الإسرائيلي تقوم باعتقالات وابعادات لكل النشطاء المرابطين والمرابطات حتى الصحفيين الذين منعوا من تسجيل ما يقوم به الاحتلال من جرائم على المقدسين.
ولفت الرفاعي إلى أن المستوطنين قاموا بالكثير من الانتهاكات والاستفزاز للمصلين حيث نفخوا في البوق وأدوا السجود الملحمي الى كل الطقوس لتكون مشاهد معتادة للعين البشرية، قاموا بها، وللأسف فإن اسرائيل ذاهبة الى تقسيم الأقصى مكانيا وللأسف اليوم هو مقسم زمانيا تنفيذا لمشروع قدم للكنيست وسيتم الموافقة عليه، لإبقاء المسجد القبلي للمسلمين وما مساحته 144 دونما سيكون لليهود، وذلك تطبيقا لما حدث في المسجد الإبراهيمي.
وطالب الرفاعي العالم التنبّه لخطورة ما يحدث في الأقصى من الاحتلال، وعدم غض النظر عن هذه الجرائم، مؤكدا أن المقدسيين سيبقون رأس الحربة للدفاع عن الأقصى وسيكونون للمخططات الإسرائيلية بالمرصاد والمواجهة والرباط، وسيبقون في القدس على قلب رجل واحد مسيحيين ومسلمين امام هذه الاقتحامات وخط الدفاع الأول، لكن واقع الحال يتطلب أيضا حماية القدس من مخططات إسرائيلية خطيرة.
المطران عطالله حنّا
رئيس أساقفة سبسطية الروم الأرثوذكس «بطريركية الروم الأرثوذكس بالقدس» المطران عطا الله حنا أكد من جانبه أن الأعياد اليهودية في القدس أضحت كابوسا يعاني منه المقدسيون.
وحذّر في ذات السياق أن مدارس مدينة القدس الشريف تتعرض لابتزازات وضغوطات غير مسبوقة.
تقرير بحق الأقصى لدائرة أوقاف القدس
وكشف تقرير أعدته دائرة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك أبرز انتهاكات الاحتلال اليومية بحق المسجد الأقصى المبارك / الحرم القدس الشريف، حيث اقتحم صباح أمس وهو اليوم الثاني لعيد راس السنة العبرية، باحات المسجد الأقصى المبارك 303 متطرفين و 2850 سائحا تحت حماية أمنية وشرطية مشددة، حيث قاموا خلال جولاتهم بأداء الطقوس التلمودية والصلوات العلنية والانبطاح والصراخ والغناء والتصفيق دون ان تحرك الشرطة الإسرائيلية المرافقة لهم ساكنا.
ووفق ذات التقرير الذي زوّدت دائرة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك «الدستور» بنسخة منه قام مجموعة من ضباط الشرطة باقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك برفقة عناصر المخابرات.
وكانت المجموعة الأولى والتي كان على راسها عضو الكنيست السابق المتطرف يهودا غليك قد اقتحمت باحات المسجد الأقصى والمؤلفة من 60 متطرفا البعض منهم بلباسهم الديني والمعروف بلباس التوبة / لباس الصلاة الأبيض، وانتشر أكثر من 30 من افراد القوات الخاصة وحرس حدود والمخابرات بالساحات. وقام أحد المستوطنين وقبيل خروجه من باب السلسلة بالانبطاح على الأرض ضمن طقوسهم التلمودية.
وقامت الشرطة الإسرائيلية بإخراج 36 شابا اغلبهم من الداخل المحتل، ومن بينهم رجل كبير بالسن، وكذلك إبعاد مجموعة من المصلين من ساحة الأقصى لسطح قبة الصخرة المشرفة.
وبين التقرير أنه اثناء مرور مجموعة مستوطنين بمنطقه باب الرحمة، قام مستوطن باستفزاز حارس المسجد الأقصى المبارك حازم الصالحي، وقام الضابط بأخذ رقم بطاقة هويته وصورها، فيما قام شرطي آخر متواجد على باب السلسلة بالاعتداء على فتى لا يتجاوز عمره الـ 16 سنة بدون سبب إلا أنهم أوقفوه وجادلهم على الدخول وتدخل موظف من مديرية الوعظ والإرشاد طارق الهشلمون ليفصل بينهم، فاعتدوا عليه وعلى الحارس مهند الانصاري.
وتم عرقلة دخول طلبة المدرسة الشرعية اثناء توجههم للمدرسة صباح أمس على بابي فيصل وحطة، حيث طلبت الشرطة من الأساتذة التواجد على الأبواب للتأكيد ان الطالب هو من طلبة المدرسة ام لا، ولينحصر الدخول بطلبة المدرسة الشرعية فقط ويمنع على آخرين، وفق ذات التقرير.
وكشف التقرير أنه جرى مناورات بين المصليين المتواجدين في المصلى القبلي وضباط الشرطة، في فتح الدفة الثانية من باب المصلى التي أصرت الشرطة على فتحه وإزالة الحاجز الخشبي، فيما رفض المصلون والمتواجدون هناك وقاموا بإغلاقه عدة مرات. ــ الدستور