الأخبار

القس سامر عازر يكتب : يكفينا تلويثا بالبيئة بالأكياس البلاستيكية

القس سامر عازر يكتب : يكفينا تلويثا بالبيئة بالأكياس البلاستيكية
أخبارنا :  

القس سامر عازر :

الحفاظ على البيئة لا يكون فقط بإصدار التشريعات حيال ذلك، بل يتبعها تعزيز ثقافة الحفاظ عليها والقيام بمشاريع وبرامج عملية تزرع هذه القيمة الكبيرة في نفوس أبنائنا إبتداء من البيت والمدرسة والشارع والأماكن العامة. كذلك يجب أن تُتبع التشريعات بسياسة تنفيذ للقوانين الهادفة إلى حماية البيئة من تسلّط الإنسان عليها وإستغلالها وتغيير طبيعتها، لا وبل التسبب في إيقاع الضرر الأكبر عليها جراء التعامل الجائر معها أو عدم الحفاظ عليها من كل من يتسبب في تلوّثِها وتلويثها.

موضوع حماية الطبيعة والبيئة ليس موضوعاً مستورداً من الخارج أو أن أهميته تنبع من أنه موضوع ذات شأن وإهتمام عالميين، وقد أُسست له جمعيات ومؤسسات خاصة تُعنى به، بل هو موضوعٌ وطنيٌ بإمتياز، حبّاً لبيئتنا التي ولدنا فيها، وإنتماء لترابها الذي نعشقه. وعادة الذي يعشق ويحب لا يتسبب بالأذى لمعشوقته وحبيبته، بل يسعى جاهدا للحافظ عليها من نسمة هواء طائرة قد تتسبب بضرر ما.

ما نلحظه اليوم في المحال التجارية هو إنتشار ظاهرة الأكياس البلاستيكية وبكميات هائلة، والأدهى من ذلك إستعمال أعداداً مضاعفة منها عشوائيا يمكن توفيرُها والإستغناء عنها، والسبب الأول في ذلك هو من أجل حماية البيئة، فالأكياس البلاستيكية يصعب تحللها وتحتاج لوقت طويل جداً لذلك، لا وبل تتسبب بأذى للبيئة من نبات وحيوان وتتسبب في تلوّث بيئي ضار. وفي تصريح صادر عن وزارة البيئة الأردنية يوم الخميس ٢٠٢٣/٨/١٧ فإن 500 كغم نفايات بلاستيكية يستهلكها الفرد سنويا في الأردن، وأنه ما يعادل نحو 100 مليون كيس بلاستيكي تطرح في البيئة الأردنية، مما يرفع حجم النفايات البلاستيكية من إجمالي النفايات المطروحة سنويا إلى 17%. وتشير إحدى الدرسات إلى نفوق 2200 رأس من الماشية بسبب انتشار تلك الأكياس.

وما تسير على نهجه الدول المتقدمة هو إستخدام أكياس ورقية بديلا للبلاستيكية، يسهل تدويرها وتحللها، لا وبل تقوم بتوفير أكياس خاصة قوية تباع بأسعار رمزية ومتكررة الإستعمال لفترات طويلة، علاوة على أنها تشجيع المتسوقين على إحضار سلاتهم معهم لغايات التسوّق.

الملاحظ في بلدنا إزدياد عشوائي كبير في إستعمال الأكياس البلاستيكية المضرّة بالبيئة، والتي لا بد من التقليل منها بشكل كبير، وتشجيع المواطنين على إستخدام أقل عدد منها، والإستعاضة عنها بالأكياس الورقية أو الأكياس القوية متعددة الإستخدام، مساهمة منّا في حماية البيئة والحفاظ عليها. فالعناية ببيئتنا والحفاظ على جمالية طبيعتها واجب وطني ومفهوم إيماني يجب أن نكرسه في مناهج التربية والتعليم والمشاريع والبرامج والخطط العملية، تحفيزا لصون الطبيعة التي إئتمننا الله عليها، والتي تتعرض لمخاطر جمّة من التلوّث والتصّحر والجفاف وتناقص الرقع الزراعية الضرورية لسياسة الإعتماد على الذات، ف- "ويل لأمة تأكل مما لا تزرع وتلبس مما لا تغزل".

لنبدأ بأنفسنا.

مواضيع قد تهمك