الأخبار

العين د . زهير ابو فارس يكتب : استفتاء عفوي على حب ولي العهد في قلوب الأردنيين!

العين د . زهير ابو فارس  يكتب : استفتاء عفوي على حب ولي العهد في قلوب الأردنيين!
أخبارنا :  

شهد وطننا خلال الأيام والأسابيع الأخيرة، وعلى امتداد ساحاته، من شماله إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه، حالة احتفالية والتفافاً جماهيرياً لم يشهدها منذ عقود حول مؤسسة العرش، احتفاءً بزواج ولي العهد سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني.

فقد عبر شعبنا، بكافة مكوناته، في البوادي، والأرياف، والمدن، والمخيمات، وبعفوية عن حبه الصادق تجاه هذا الحدث البهيج، حيث خرج الناس نساء، وشيباً، وشباباً، وأطفالاً، إلى الشوارع، والساحات، وفي بيوتهم وأزقة شوارعهم، ليعبروا عن فرحتهم العارمة وحبهم العفوي لأميرهم الشاب، الذي أسر العقول، وتربّع في حجرات القلوب، لما يتمتع به من صفات وسجايا قلّ نظرها، والأهم، دونما ترتيبات رسمية أو إكراه أو ترغيب، لتكون خياراً شعبياً حقيقياً.

ولهذه الحالة جذورها الموضوعية، فخلال السنوات الأخيرة، استطاع الحسين الشاب، ومن خلال نشاطاته على مختلف المستويات، ومبادراته المشهودة، أن يتحول إلى شخصية قيادية استثنائية أردنياً وعالمياً، ورمزاً وعنوناً لمستقبل مشرق، ملؤه الأمل والشعور باليقين بالنسبة لشبابنا الأردني، الذي تعّلق به عاقداً الآمال عليه، فقد عرف فيه الصادق القريب منهم، العارف بهمومهم، والذين تأسرهم طيبته وعفويته وذكاؤه الاجتماعي، وتواصله المباشر معهم، دونما موانع أو مسافات، إضافة إلى حضوره البهي الذي خرج به أمامهم بزيه العسكري الإحتفالي الذي أبهر الجميع بحركاته الجميلة ووجهه البشوش، تزينه ابتسامة صافية صادقة، كفارس نبيل عربي أسطوري.

لقد عكس في تصرفاته خُلقاً هاشمياً رفيعاً متوارثاً عن أجداده أشراف العرب وسادتهم، لينهل هذه القيم النبيلة وطيب الخلق عن والده جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا » أم الحسين » التي جهدت أن تُربيه على نهج جده الحسين، حيث أوفت العهد وبّرت بالوعد له، بل أننا نرى فيه الحسين الباني، وكاريزميته القيادية، التي تمثل الإرث الهاشمي الممتد إلى الشريف الحسين الثائر على الظلم، ومن أجل تحرر العرب ووحدتهم، وصولاً إلى الحسين–سبط جده النبي العربي الهاشمي محمد بن عبدالله. هذا هو الرهان، وهذا هو الأمل الذي ينطلق من الجذور المغروسة عميقاً في التاريخ.

لنقل وبكل ثقة، بأن الحسين، هو الأمير وولي العهد، قرة عين القائد، والأمل القادم، بأذن الله.

لقد كان عرساً أردنياً بامتياز بكافة تفاصيله وتجلياته، ومثّل مرآة عكست بيئتنا وعاداتنا وتقاليدنا.. وتجسدت في طقوس عقد الزواج، وحفلات الحناء واحتفالات العسكر، وأهازيج الشباب، وحمّام العريس، وحلقات الدبكة، ومنها الرقص القوقازي الذي يعّبر عن الفروسية والقيم النبيلة، والأغاني، والدحية، وزغاريد النساء، والمآدب التراثية في مضارب بني هاشم، وترحيب (الملك – الإنسان) الذي هزّ بعفويته الوجدان، وأسر القلوب بمشاعره الأبوية، التي ستبقى راسخة طويلاً في الذاكرة.

وفي الوقت نفسه، فقد كان عرساً ملوكياً، لكنها الملوكية على الطريقة الأردنية، التي تعودنا عليها، والتي تمزج بين الأصالة والحداثة، والمتمثلة في البساطة، والقرب من الناس، والتي تريحهم، ويقابلونها دائماً بالولاء والوفاء والإلتفاف حول القيادة.. وهذه هي «المعادلة الأردنية» في العلاقة بين العرش والشعب. وعندما تقول جلالة الملكة رانيا: » حسين إبنكم، وإنتو أهله، وهذا عرسكم.. » فإنها تجسد هذه العلاقة بكل دقة وصدق !

وأخيراً، يمكن القول، بأن ما جرى يؤشر إلى حقيقتين هامتين هما:

الحقيقة الأولى – أن مناسبة زواج الأمير الحسين شكّلت استفتاءً عفوياً على حب ولي العهد في قلوب الأردنيين، الذين عبروا عن حبهم الصادق وإعجابهم وتعلقهم بشخصيته الكاريزمية، التي أسرت القلوب والعقول في آن معاً؛ أما الحقيقة الثانية، والمرتبطة عضوياً بالأولى، فتتمثل في أن الحضور الإستثنائي المميز لولي العهد، والإلتفاف الجماهيري حوله، يؤشر إلى رسوخ مؤسسة العرش، واحتفاظها بقوة ديناميكية مسارها الطبيعي، من خلال إلتفاف شعبنا الأردني، على إمتداد الوطن، حول الملك القائد وقرة عينه ولي العهد المهيوب، مما يعطينا الشعور بالطمأنينة واليقين بمستقبل آمن لأبنائنا وأحفادنا. ــ الراي

مواضيع قد تهمك