الأخبار

محمد خروب : واشنطن قرّرتْ «رفع» مستوى علاقاتها مع.. «السلطة الفلسطينية»؟!

محمد خروب : واشنطن قرّرتْ «رفع» مستوى علاقاتها مع.. «السلطة الفلسطينية»؟!
أخبارنا :  

الخبر أعلاه أورده الموقع الالكتروني الاشهر في دولة العدو الصهيوني, الذي يحمل إسم «واللا» ويُموّله إيهود موزس/ ناشر صحيفة يديعوت أحرونوت. الجريدة الاكبر الاكثر انتشار. «واللا» نقلَ ذلك عن مسؤولين رفيعي المستوى في الخارجية الاميركية.

تفاصيل الخبر الذي قد يُفاجئ المُتابع العربي وخصوصا الفلسطيني, إن لجهة الإيحاء بان ثمة علاقات ذات اهمية بدأت تتكرّس بين ادارة بايدن والسلطة الفلسطينية, ام خصوصا في شأن تنكّر بايدن لـ"كل» الوعود التي كان اطلقها في حملته الانتخابية, ولاحقا بعد وصوله الى المكتب البيضاوي في البيت الابيض قبل نحو من عامين. سواء في ما خص إعادة فتح القنصلية الاميركية في القدس الشرقية, التي كان أغلقها ترمب بعد نقله السفارة الاميركية من تل ابيب للقدس المحتلة. ام في ما خص إعادة فتح مكتب منظمة التحرير في واشنطن. ناهيك عن «دفّنِه» الفعل? للشعار الذي كان رفعه عن «حل الدولتين», وإعلانه الصريح في القدس المحتلة ورام الله ان «مطالب» الفلسطينيين لا يستطيع احد تلبِيتها, سوى السيد «المسيح» صاحب المعجزات, وبالتالي عليهم كما «وَعَظَ» فخامته ان ينتظروا عودة عيسى بن مريم عليه السلام.

ما قاله و«فعله» بايدن عنى ان لا علاقة سياسية او دبلوماسية ذات «طابع رسمي» بين الجانبين, خاصة من الجانب الاميركي الذي تؤخذ اتصالاته بأركان سلطة رام الله على أنها ذات طابع بروتوكولي محض, وتنحى خاصة ببُعد وحيد يُوصفُ بـِ»الانساني» فقط, حيث يرمي الى تحسين «المستوى المعيشي» للفلسطينيين دون طرح اي مقاربة سياسية. فيما تُغدق ادارة بايدن مليارات الدولارات على دولة الاحتلال في جوانب ومسارات مختلفة, خاصة العسكرية والأمنية, ناهيك عن توفير مظلة سياسية ودبلوماسية لتل ابيب تحول دون ادانتها او نزع الشرعية عنها. فضلا عن تو?ير حملات اعلامية مُمنهجة وذات طابع دعائي تضليلي لها, يروم التصدي للانتقادات الدولية لارتكاباتها العنصرية وجرائم الحرب بحق الفلسطينيين, عبر بثّ الأسطوانة المشروخة عن «حق» اسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد الارهاب, وايضا المسارعة لدمغ المُنتقدين إجرامها بـ»العِداء للسامِية وبث الكراهية».

ما علينا..

فيما كانت - وما تزال - تصدرُ تحذيرات اميركية وخصوصا اسرائيلية من «خطر انهيار السلطة الفلسطينية», خاصة بعد بروز مؤشرات على «طبيعة ونوع» شركاء الائتلاف الحكومي الفاشي, الذي يواصل نتنياهو مشاوراته لإشهاره خلال المدة الممنوحة له وهي 28 يوماً (يمكن تمديدها لـ14 يوما اخرى), خاصة تسليم حقائب وزارية ذات طبيعة امنية/عسكرية على تماس/احتكاك مُباشر مع الشعب الفلسطيني, مثل وزارة الدفاع ووزارة الامن الداخلي/الشرطة, التي ينوي تسليمهما للفاشِيّيْن.. سموترتش وبن غفير على التوالي. جاءت تلك التحذيرات من خطر انهيار السلطة, عل? لسان «مصادر» أميركية وكان الابرز فيها التحذير الذي اصدره رئيس الشاباك (المخابرات الداخلية) رونين بار، خلال لقائه الاخير مع نتنياهو, وما قيل عن «نصائح» اميركية, هي التي دفعته لإطلاق تحذيره وطلبه الاجتماع مع نتنياهو. وقوله له: إن «تسلّم سموترتش وبن غفير الحقائب هذه, «سيُؤدي الى تشكيل جماعات فلسطينية مسلحة جديدة مثل «عرين الاسود», الى جانب «فقدان» السلطة الفلسطينية السيطرة على اجزاء كبيرة من مناطقها, وبالتالي - قالوا/ وروّجوا - نشوء حال لم تشهدها الاراضي المحتلة منذ عقدين!!.

لم نبتعد كثيرا عن عنوان المقالة: قرار واشنطن رفع مستوى العلاقات مع السلطة الفلسطينية كما قال موقع «واللا», تلخّص في تعيين دبلوماسي اميركي هو «هادي عمرو» مبعوثا خاصا للشأن الفلسطيني، وهو يعني كما فسّره الاميركيون: إظهار «قلق» واشنطن من تدهور الاوضاع الامنية في الضفة الغربية المحتلة. اما المهمة المنوطة بـ«المستر عمرو», فستكون المسؤولية عن علاقات الولايات المتحدة بالسلطة الفلسطينية و«الشعب الفلسطيني»، في خطوة قالوا انها ترمي الى «الارتقاء بالعلاقات بين الولايات المتحدة والفلسطينيين».

كل هذا الكلام الذي لا يقول شيئا, يجري في ظل استمرار إغلاق القنصلية الاميركية في القدس المحتلة منذ العام 2019. ويبقى السؤال الأكثر أهمية من كل هذا الضخ الإعلامي المُضلّل, والذي لن يُجدي نفعا... مَن يضحك على مَن؟ ــ الراي

kharroub@jpf.com.jo

مواضيع قد تهمك