الأخبار

هيثم القضاة يرثي نبيل المعشر في ذكرى رحيله

هيثم القضاة يرثي نبيل المعشر في ذكرى رحيله
أخبارنا :  

كتب: هيثم القضاة
غاب وجهك النبيل
وما غاب ذكرك الجميل

إلى نبيل المعشر في ذكرى وفاته ، سأبقى أردد ؛ غاب الجسد ولكن الروح حاضرة ، في كل ذكرى ، في كل خاطرة ، بقيتَ في القلب نبراسًا منيرا" ، وسيرتك الطيبة تحيا أثيرا".

وتمر الأيام يا نبيل وتمضي السنوات ، لكن ذكراك تبقى حيّة في قلبي لا يبددها الغياب ، رحلتَ جسدا" ، لكن روحك ما زالت ترفرف حولي وتحزن قلبي ، في الضحكات التي تشاركناها ، في الكلمات التي همست بها يوما" ، وفي الذكريات التي تأبى أن تبهت ، كنتَ أكثر من صديق ، كنتَ أخا" لم تلده أمي ، وسندا" أستند عليه في ضعفي ، رحيلك كان موجعا" لي ، لكنه لم يمح وجودك من حياتي ، فكلما ذكرتك ، شعرت أنك لا تزال هنا ، تبتسم لي من بعيد .

اخي نبيل كم اشعرني فراقك بالألم والحزن وبنهاية الشوط حين فارقتني روحك العزيزة ، ويظل السؤال يطاردني بعد ان مضى العمر مبلغا ؛ لماذا ذهبت يا أخي بهذهِ السُرعة ، لحظاتٌ وكأنك لم تكُن هُنا ، وكأنك لم تدخل إلى هذهِ الدُنيا .

يا نبيل آلمني فُراقَك ، كل ليلة تأتيني ذِكراك ، في لمحِ البصر تَمُرُ كُل المشاهد دَفعةً واحدة ، ولا أدري هل تتسابق لتواسيني ، أم أنها تخشى من أن تطولَ لحظاتِ الألم فتقتلني .

لا أدري بما أعزي بهِ نفسي ، سنوات مضت سنوات رهيبةٌ مَرَت علي كأنها جبالاً تجثم على صدري .

يا نبيل وها أنت في العالم الاخر من هذه الدنيا هل سألتقي بك؟ يا لِهذا العالم ، ويا لِهذهِ الدنيا ، انقطعت عنها وتقطعنا عنك ، أفتَقِدُكَ كثيراً يا نبيل ، يا أَرقُ وأَنقى قلب عرفتُه ، أنا أتألم كلما اتذكرك ، وأبكي بلا صوت ، نارٌ في صدري بلا لَهب وقودها ذِكراك .

أيا نبيل سابقى استحضر معك الذكريات الجميلة واردد قول الشاعر :

يا راحِلاً والعينُ تذرفُ أدمُعَا

والقلبُ خلفَكَ قد تَرَكْتَهُ مُوجَعَا

كيفَ الرحيلُ بِلا وَداعٍ يا أخي

أوَلمْ ترَ القلبَ الكسيرَ تصَدّعَا؟

كُنا كظلّينِ التقينا في المدى

نحيا الحياةَ ونملأُ الدنيا صَدَى

ضحكاتُكَ العذراءُ ما زالتْ هنا

في كلّ رُكنٍ تستعيدُ لنا المَدَى

لكنّما الأيامُ تمضي مُسرعَا

وتَسوقُ من نُحبُّ للموتِ القَدَرَا

فنمِ يا نبيل ، فقد تركتَ محبّةً في القلبِ نبضُكَ سوفَ يبقى أَبَدَا ، وها هي سنة تلو أخرى يطوي الزمن حقبة من العمر كنت فيها من انبل البشر .

واليوم وانا أتذكرك في هذا الصباح اتذكرها الواحدة تلو الأخرى فيها من الخواطر والحب والوجع ما تجلب الحزن والألم وطول الرحيل ، وها هي الذكرى تلوح من بعيد لتقول ما اقسى الفقد والرحيل وكأننا في قطار العمر نمضي الواحد منا يودع الآخر ، رحمك الله بقدر ما كنتَ طيبا"، بقدر ما تركتَ في قلبي من أثر ، وبقدر الشوق الذي يسكنني إليك ، رحم الله من غاب بجسده ، وبقي بذكراه العطرة تنير دروب المستحيل .

اخوك المحب
هيثم القضاة
١١ / ٥ / ٢٠٢٥

مواضيع قد تهمك