الأخبار

لما جمال العبسه : «التسول» وآليات عملية للحد منه

لما جمال العبسه : «التسول» وآليات عملية للحد منه
أخبارنا :  

لما جمال العبسه :

«التسول» ظاهرة قديمة متجددة، اضحت مهنة تتطور باستمرار يستغل من يديرونها الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي يتم توليفها للتناسب مع رغبة هؤلاء في استعطاف قلوب الناس، لايكاد يخلو شارع رئيسي واحيانا شوارع فرعية في مختلف مدن ومحافظات المملكة ممن يمد يده بالسؤال، ومعظمهم بعمر الشباب يتسمون بقوة بدنية وبقدرة اكيدة على العمل ان ارادوا بالاضافة الى ان هذه المهنة بقساوتها لم تتمكن من ان تصبغ على وجوههم الفتية اثار ضنك العيش او التعب لجعل قلوب من يستعطفونهم تحن عليهم وتقدم لهم المال ولو النزر منه، ليتحولوا لاحقا الى اذى حقيقي لمن حولهم.

سمعنا الكثير عن حملات للقبض على هؤلاء المتسولين ومحاولة لاخلاء الشوارع منهم، الا انه مع كل حملة يزداد عددهم، فعلى مدار اليوم طوال الاسبوع يعملون دون انقطاع، لكن عندما يصل اذاهم الى التعدي على سيارات الناس او التلفظ بكلمات نابية لمن يرفض اعطاءهم المال، او محاولة لاقتحام السيارات، فان هناك خطورة حقيقية من تواجدهم على مدى شوارع العاصمة تحديدا وبقية المدن الاخرى، ولابد هنا من اتخاذ ما يلزم للحد من تفشي ظاهرة التسول بالشكل الملحوظ الذي هي عليه الآن.

سابقا صرح مسؤولون ان جزءا كبيرا من هؤلاء المتسولين يعملون بشكل منظم وكأنها شركات قطاع خاص للحصول على المال، وان هناك من يقوم بتوزيعهم في الطرقات ضمن ساعات عملهم، ووصل بهم الحد الى استئجار اطفال صغار لاستغلالهم واستجداء الناس لرحمتهم من الذل، وبعد عمليات المداهمة ما نلبث الا ان نرى مستجدي المال مرة اخرى في الشوارع خاصة وان بعضهم متكرر التواجد في مكان ما ليصبح من المألوف رؤية وجهه.

من الواضح ان كافة عمليات القبض على عصابات التسول لم تؤتِ ثمارها كما يجب، فهم سيتواجدون بعد غياب ليس بطويل، وان هذا الامر هو اذى حقيقي سواء لسكان المناطق او زائريها او الذي يعمل فيها، كما انها تُعطي انطباعا سيئا عن البلد، خاصة وان هؤلاء الناس ميسورو الحال والتسول هو طبيعة عملهم.

يصعب القول بان هناك القدرة على انهاء ظاهرة التسول، لكن من المؤكد انه بالامكان تقليصها لاقل الدرجات، فتشديد العقوبة على المتسولين وعلى ارباب عملهم امر ضروري وملح حتى يكون العقاب رادعا بالمعنى الحقيقي للكلمة، ولا نبالغ ان قلنا ان هناك ضرورة لمصادرة اموال من يثبت انه يقوم بتشغيل هؤلاء الاطفال لتحقيق اموال طائلة.

جمالية عمان ومدن المملكة تشوبها ظاهرة المتسولين اتقنوا اللعب في ملامح وجوههم حتى يدموا اكباد الناس حزنا على حالهم، وحق مدننا علينا ان نزيل بعض ما علق فيها من شوائب اخفت ملامحها واصبغتها بوصف «التسول».

ــ الدستور

مواضيع قد تهمك