د.بيتي السقرات تكتب : أردننا بحجم الكون

د.بيتي السقرات/الجامعة الأردنية
يعود علينا تاريخ مناسبة عزيزة على قلوبنا: استقلال الوطن، المملكة الأردنية الهاشمية، في توقيت دقيق من الأحداث المفصلية الجسيمة، والقرارات الحاسمة المعنية بهويتنا، وقدرتنا على تشذيب الموقف الأردني مستقلًا، وطنيًا، عروبيًا، لا يتأثر بتفرده إذا لزم الأمر.
فالأردن، منذ التأسيس، يمشي بثبات غير مشوب بالانهزامية ولا بالغرور، رغم الطعنات التي تلقاها ولا يزال، ما بين إنكار للمواقف الطيبة، وما بين محاولات للضغط عليه لاستمالته لطرف ضد طرف.
إن الظروف التي مر ويمر بها الأردن أظهرت معنى الاستقلال، وبيّنت أن الأردن قلب نابض بالعروبة، وبيت لكل محب، لكنه درعٌ للأمة ضد كل معتدٍ، ولا ينتظر من أحد غير أبنائه الانتماء للوطن.
الاستقلال ليس حكرًا على يومٍ واحد، بل هو نهجٌ يوميٌّ لهذا الوطن في مواجهته للتحديات، وهو عازم على الانتصار، والوصول إلى الرفاه، قيادةً وشعبًا، من خلال الإصلاح السياسي، والاستمرار في ترتيب البيت الداخلي نحو الأفضل، وعدم إغفال أي جهد في بلوغ مراتب أعلى من الديمقراطية وحقوق الإنسان.
ورغم ضيق اليد، لا نزال في مصاف الدول التي ترعى الحريات، وتدعم البسطاء للوصول إلى مجالسهم، وتمثيل بلدياتهم ومجتمعاتهم، والعمل على التشاركية في الحكم.
الأردن، كمساحة بحجم الورد، لكنه يحمل من الشهامة والكرامة ما يجعله بحجم الكوكب. يخطو إلى الأمام، إلى العُلا، وقد تجلّى ذلك عند عودة الزوار واللاجئين مؤخرًا.
كل عام والأردن مستقل السيادة، وكل عام والقيادة والشعب قلبٌ واحد.
حمى الله الأردن شعبًا وأرضًا، قيادةً وجيشًا.
*عضو مكتب سياسي _ حزب عزم