الأخبار

د. طارق سامي خوري يكتب : القتل الطائفي.. إلى متى؟

د. طارق سامي خوري يكتب : القتل الطائفي.. إلى متى؟
أخبارنا :  

ما نشاهده اليوم من صراعات طائفية واقتتال بين أبناء الوطن الواحد تحت رايات المذهب والدين هو أمر يثير الاشمئزاز والأسى، بل يشكل طعنة في صميم القيم التي جاء بها الإسلام. ديننا هو دين الرحمة والتسامح، وليس ساحة لتصفية حسابات تاريخية تعود إلى 1400 عام.

إن تحويل العقيدة إلى سلاح للقتل والانتقام ليس سوى خيانة لكل مبادئ الإسلام، الذي يدعو إلى المحبة والتآخي بين البشر. الوصول إلى السماء يقتضي ارتقاء لا انحطاط، فكيف يمكن لأمة أن تنهض، وهي غارقة في نزاعات مذهبية تستنزف طاقاتها وتدمر مجتمعاتها؟ كيف نسمح لمن يريدون بث الكراهية أن يتحكموا في مصير شعوبنا؟ اقتتالنا على السماء أفقدنا الأرض.

الحقيقة أن هذه النزاعات لم تكن لتستمر لولا من يغذيها لمصالح سياسية وأجندات خارجية. من المستفيد من أن نقتل بعضنا البعض باسم المذهب؟ من الرابح حين يتحول الأخ إلى عدو بسبب اختلاف في التفسير أو العقيدة؟

علينا أن نعود إلى جوهر الإسلام، الذي جمع تحت مظلته أقوامًا مختلفة وجعل التقوى هي المقياس، لا الطائفة أو العرق. الإسلام الذي قال نبيه الكريم: "لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى.”

إن التصدي لهذه الفتنة مسؤولية الجميع، وعلى العلماء والمثقفين والإعلاميين أن يكونوا في الصف الأول لمواجهة هذه الموجة من الكراهية. يجب أن يكون خطابنا خطاب وحدة وتسامح، وليس تحريضًا وتأليبًا.

يكفينا ما خسرناه من أرواح ودماء، يكفينا ما ضيعناه من فرص للنهوض والتقدم. إن كنا نريد مستقبلًا لأبنائنا، فلنتوقف عن الاقتتال بسبب الماضي، ولنتجه إلى بناء مستقبل مشترك يقوم على التعايش والاحترام المتبادل.

د. طارق سامي خوري
13/3/2025

مواضيع قد تهمك