م. فواز الحموري : الاستيلاء على الحرم الإبراهيمي

وفقا لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية رفض الاحتلال الإسرائيلي تسليم الحرم الإبراهيمي في البلدة القديمة من مدينة الخليل بكامل قاعاته وساحاته ومرافقه لإدارة الاوقاف كما هو متعارف عليه أيام الجمع من شهر رمضان من كل عام وهذه خطوة خطيرة وغير مسبوقة في حجمها وتوقيتها في شهر رمضان المبارك ضمن خطة ممنهجة لعرقلة فتح الحرم الإبراهيمي بقاعاته وساحاته بشكل كامل للمسلمين.
فيما أبلغ الارتباط الإسرائيلي إدارة الحرم الإبراهيمي الشهر الماضي بأن الأعمال في الحرم قد تم نقلها من وزارة الأوقاف الفلسطينية إلى ما تسمى هيئة التخطيط المدني الإسرائيلي، وبموجب القرار الذي أعلنت الأوقاف الفلسطينية رفضه، سيتم استئناف العمل بسقف المنطقة المعروفة باسم «الصحن» الخاص بالحرم الإبراهيمي.
وغير بعيد تصادف في الخامس من شهر رمضان المبارك الذكرى الحادية والثلاثون لمذبحة الحرم الإبراهيمي والتي نفذها باروخ جولدشتاين أو باروخ جولدستين، وهو طبيب عسكري يهودي والمنفذ لمذبحة الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل الفلسطينية فجر يوم الجمعة 15 رمضان عام 1414 هـ/ الموافقة لـ 25 شباط 1994 التي قام بها بتواطؤ عدد من المستوطنين والجيش في حق المصلين، حيث أطلق النار على المصلين المسلمين في المسجد الإبراهيمي أثناء أدائهم الصلاة فجر يوم جمعة في شهر رمضان، وقد استشهد 29 مصلياً وجرح 150 آخرون قبل أن ينقض عليه مصلون آخر?ن ويقتلوه.
عقب المذبحة تم التقسيم للحرم الإبراهيمي والاستيلاء على مساحات كبيرة منه والسيطرة على مرافقه واغلاقه بالعديد من الحجج والاستهتار بمشاعر المسلمين أصحاب الحق الشرعي والأصلي فيه.
يقع الحرم الإبراهيمي في البلدة القديمة من مدينة الخليل الخاضعة لسيطرة إسرائيلية، ويسكنها نحو 400 مستوطن يحرسهم 1500 جندي إسرائيلي، ومنذ عام 1994، قسمت إسرائيل المسجد الإبراهيمي بواقع 63 بالمئة لليهود، و37 بالمئة للمسلمين، عقب مذبحة الحرم الإبراهيمي، وما تزال الاعتداءات والانتهاكات ومخططات التهويد المكاني والزماني قائمة وتتم تحت حماية الجيش الإسرائيلي ويغلق الاحتلال الحرم 10 أيام سنويا بشكل كامل، بحجة الأعياد اليهودية، ويسلب حق المصلين الفلسطينيين في الصلاة فيه.
الحرم الإبراهيمي الشريف مدرج على لائحة التراث العالمي المهدد بالخطر في منظمة اليونسكو بالأمم المتحدة، وقد رفض العالم الحر المساس بالحرم الابراهيمي وبلدة الخليل العتيقة وفرض واقع جديد عليهما من خلال إجراءات الاحتلال المرفوضة وغير القانونية.
سبق أن كتبت وأشرت إلى ضرورة التدخل العاجل لحماية الحرم الإبراهيمي من التهويد والسرقة وتغيير معالمه الإسلامية من قبل الاحتلال الذي يحاصره بحواجز عسكرية وبوابات الكترونية وعرقلة الوصول اليه.
وكذلك لا بد من التحذير من الهجمة الإسرائيلية الشرسة التي تشنها على الحرم الإبراهيمي والبلدة القديمة خاصة وعلى مدينة الخليل بشكل عام، ومحاولات الطرد والتهجير القصري للسكان من خلال تضييق الخناق على المواطنين وبناء المستوطنات في قلب المدينة واستمرار حصارها بالحواجز العسكرية.
الخطر المحدق هو الاستيلاء الكامل على الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل وفرض السيطرة عليه ومسح الهوية الاسلامية للحرم وتهويده بالكامل وسلب حقوق الشعب الفلسطيني منه ومنعهم من اقامة الشعائر الدينية فيه وانتهاك فاضح لدور العبادة وخصوصية المسلمين.
التصعيد الحالي في الضفة الغربية هو امتداد للمشروع الإسرائيلي للتوسع وفرض التهجير داخل الضفة جنبا إلى جنب مع الضغط المبرمج على قطاع غزة وفرض الأمر الواقع بشتى الوسائل المتاحة ومن المأمول فشل ذلك بصمود وثبات ونضال الشعب الفلسطيني وسعيه للحرية وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
الخطر كبير على الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل والذي يجري منذ فترة طويلة وحتى الآن.ــ الراي
fawazyan@hotmail.co.uk