سري القدرة : تصاعد العدوان الوحشي مع حلول شهر رمضان

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي محاولاتها لفرض واقع جديد في المسجد الأقصى المبارك خلال شهر رمضان المبارك وإن إعلان الاحتلال مضاعفة إجراءاته القمعية وتحديد أعداد المصلين وقرارات الإبعاد، هدفها إفراغ المسجد الأقصى، وعزله عن محيطه الفلسطيني والاستفراد به، لاستكمال مشروعه التهويدي لمدينة القدس ومقدساتها والاحتلال يواصل أيضا عدوانه على الحرم الإبراهيمي الشريف بالخليل، للاستيلاء عليه وتغيير هويته الإسلامية ومكانته الدينية والقانونية، وطمس إرثه الحضاري .
الشعب الفلسطيني يستقبل شهر رمضان في خضم عدوان إسرائيلي وحشي وعقاب جماعي وحصار واعتقال وتدمير منهجي وتهجير قسري، خاصة في شمال الضفة الغربية التي تتعرض مخيماتها للتفكيك والتدمير والتهجير الجماعي لسكانها، تنفيذا لخطة حكومة اليمين المتطرف بضم الأراضي الفلسطينية .
ويستقبل آلاف الأسر في قطاع غزة، الأيام الأولى من شهر رمضان المبارك، بالكثير من الألم وتذكر من فقدوهم من الآباء والأمهات والأبناء خلال حرب الإبادة التي استمرت لأكثر من 15 شهرا في ظل الجراح النازفة وسط ظروف إنسانية قاسية حيث أغرقت الأمطار الغزيرة عشرات الخيام التي تؤويهم وبقايا المنازل المدمرة التي لجأوا إليها .
شهر رمضان المبارك يحل على أهلنا في قطاع غزة وهم يواجهون ظروفا إنسانية قاسية وهدنة باتت تتبدد الآمال في استمرارها في ظل الدمار الشامل والنقص الحاد بالمواد الإغاثية والطبية مع الأجواء الباردة التي أودت بحياة العديد من الأطفال حديثي الولادة، ويجب على الأمتين العربية والإسلامية والمؤسسات الدولية تحمل مسؤولياتها لوقف العدوان وإنهاء الاحتلال ومحاسبة مجرمي الحرب وحماية مستقبل شعبنا وأرضه ومقدساته .
لا بد من الفصائل الفلسطينية وجميع القوى الإسلامية والوطنية التحرك في أطار مواجهة للمخططات الإسرائيلية الرامية إلى فرض واقع جديد داخل الحرم الإبراهيمي، والتي تستهدف تقليص المساحات المفتوحة للمصلين المسلمين، وتعزيز سياسة التقسيم الزماني والمكاني، على غرار ما يجري في المسجد الأقصى المبارك، ومحاولات الاحتلال سقف صحن الحرم الإبراهيمي والتي تندرج ضمن سلسلة من الإجراءات التهويدية الهادفة إلى تقليص الدور الإسلامي وتقويض صلاحيات وزارة الأوقاف الفلسطينية، في انتهاك واضح للقوانين والمواثيق الدولية، كما تسعى هذه الإجراءات إلى طمس الهوية الإسلامية للحرم وتعزيز السيطرة الإسرائيلية عليه .
ويجب العمل على تفعيل لجان التكافل الاجتماعي خلال شهر رمضان وأهمية مواجهة الظروف الاستثنائية مع تواصل عدوان الاحتلال الشامل بقطاع غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة وأهمية التحرك لمواجهة التداعيات الخطيرة والكارثة الناتجة جراء هذا العدوان وجرائم الإبادة الجماعية بما فيها إجبار المواطنين قسرا على الخروج من منازلهم إضافة إلى فرض الحصار على من تبقى منهم بمخيمات الضفة وإعاقة وصول احتياجاتهم الأساسية، والعمل على اسناد أهلنا النازحين والوقوف على احتياجاتهم، سواء بما يتعلق بمراكز الضيافة والإيواء وأماكن تواجدهم، ودعم كافة القطاعات المجتمعية التي تضررت منذ بداية الحرب على قطاع غزة بسبب الحالة الاقتصادية الصعبة .
ومع بداية شهر رمضان نعرب عاليا عن تقديرنا إلى أبناء الشعب الفلسطيني وأهالي القدس والخليل ونقدر عاليا صمودهم وموقف وزارة الأوقاف الرافض لهذه الانتهاكات، وضرورة التحرك على المستويات المحلية والدولية لوقف هذه الانتهاكات والمخططات الاستعمارية وحماية المقدسات الدينية، وندعو الله أن يعيد هذا الشهر المبارك على الشعب الفلسطيني، وقد تحققت آماله في الحرية والاستقلال والدولة بعاصمتها القدس، وأن يرحم شهداء شعبنا ويعجل بشفاء الجرحى، ويمن بالحرية العاجلة على جميع الأسرى والمعتقلين . ــ الدستور