حمادة فراعنة : صمود فلسطين بدعم عربي

ممارسة الفعل الإجرامي لقوات المستعمرة في الضفة الفلسطينية، شبيه بما فعلته في قطاع غزة، لنفس الأهداف الجوهرية المبرمجة، وهدفها المركزي العودة إلى أصل المشكلة، و هي الصراع بين برنامجين، ومشروعين :1-برنامج مشروع المستعمرة الإسرائيلية التوسعية القائم على احتلال کامل أرض فلسطين، وإحباط أي حل يمنح الشعب الفلسطيني حقوقه في وطنه، 2- برنامج المشروع الوطني الديمقراطي الفلسطيني القائم على حق الفلسطينيين في استعادة حقوقهم التي جسدها قراري الأمم المتحدة: قرار التقسيم 181، وقرار حق العودة 194.
مشروع المستعمرة يعمل على إلغاء كل الاتفاقات التي تم التوصل إليها بين الجانبين المتصادمين، وفي طليعتها اتفاق أوسلو التدريجي متعدد المراحل الذي بدأ بالانسحاب من غزة وأريحا أولاً وتواصلت مع سلسلة الانسحابات من باقي المدن الفلسطينية، والتي عمل شارون على الغائها وأعاد احتلالها في آذار مارس 2002، واضطر للرحيل عن قطاع غزة عام 2009، بعد فكفكة المستوطنات وإزالة قواعد جيش الاحتلال، بفعل أحداث ووقائع وتضحيات الانتفاضة الثانية عام 2000.
حكومة الائتلاف اليمينية المتطرفة بقيادة نتنياهو تعمل على تحقيق هدفين: أولها أن القدس الموحدة عاصمة للمستعمرة الاسرائيلية، وثانيهما جعل الضفة الفلسطينية جزءاً من أراضي المستعمرة وخارطتها باعتبارها يهودا والسامرة، وليست فلسطينية وعربية ومحتلة. بل هي جزء من خارطة المستعمرة سبق وأن تم تحريرها 1967.
ما تفعله المستعمرة من خراب ودمار وقتل بدءاً من مخيمات الضفة الفلسطينية تهدف إلى تحقيق عرضين: أولهما شطب وإلغاء المخيم كعنوان واللاجيء كمضمون بشري إنساني يحمل حق العودة إلى المدن والقرى التي سبق وطردوا منها عام 1948، وثانيها جعل الضفة الفلسطينية طاردة لشعبها بشكل تدريجي، من خلال الدمار والقتل والخراب أسوة بما فعلته المستعمرة في قطاع غزة.
فشل برنامج وأهداف المستعمرة في قطاع غزة: 1-إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين بدون عملية تبادل، 2- تصفية المقاومة الفلسطينية وإنهائها، 3-طرد أهالي قطاع غزة، وتشريدهم باتجاه سيناء المصرية، وبدلا من تحقيق ذلك بفعل إجرامه بقتل خمسين الف فلسطيني، وإصابة مئة ألف، وتدمير ثلثي بيوت وبنايات قطاع غزة، إضطر لإجراء تبادل الأسرى واطلاق سراح حوالي ألفي مناضل فلسطيني مقابل اطلاق 34 أسير إسرائيلي، وبدلا من اجتثاث المقاومة الفلسطينية إضطر للتفاوض معها بوساطة مثلثة مصرية قطرية أميركية، وإضطر أكثر للتوصل معها إلى اتفاق التهدئة، وفشل بشكل واضح في طرد أهالي قطاع غزة خارج فلسطين.
فشله واخفاقاته في قطاع غزة، دفعته لممارسة الفعل الإجرامي المماثل في الضفة الفلسطينية ونقل معركته من غزة إلى الضفة، وهذا ما يفسر حدة الهجمة على أهالي الضفة الفلسطينة وزادت من حنقه ما فعله أهالي قطاع غزة في مبادرة إزالة الانقاض، وعودة السكان إلى منازلهم المهدمة المدمرة وبنائهم خيما على انقاضها، وما حفلة السحور الجماعي في أول يوم من رمضان في خان يونس، وما اعقبه من افطارات جماعية دالة على التعبير عن نوعية التضامن والشراكة والتفاعل الإيجابي بين الأهالي والبلديات والفصائل حماس وفتح والجهاد، تحت شعار « غزة في رمضان أحلى»، وضمن حملات الفارس الشهم 3.
لن يرضخ شعب فلسطين، فهو متماسك موحد، باسل شجاع في مواجهة عدوهم الوطني والقومي والديني والانساني، وتوفر الروافع السياسية المالية العربية من الإمارات وقطر والسعودية ومصر والأردن، في دعمهم وإسنادهم، وسوف تظهر نتائجه وافعاله في قمة القاهرة بعد غد الثلاثاء 4/3/2025، ومقدمات القمة الخماسية التي عقدت في الرياض يوم 21/2/2025 ، بمشاركة مصر والأردن والإمارات وقطر والسعودية. ــ الدستور