الملك الحسين ظاهرة قيادية مدهشة، برهنت مسيرتُه وحكمه طيلة 47 عاماً، على أن المُلْكَ يقوم على الكرامة والعدل والتسامح والصفح والإنصاف والعطاء، لا على الأشلاء والظلم والفساد والدمار والمعتقلات والمقابر الجماعية.

عاد الملك الحسين من بريطانيا متخرجًا من كلية ساند هيرست العسكرية، شابًا يحمل آمال تحديث المملكة الثالثة وتطوير الحياة الديمقراطية.

فاتخذ قرار استقلال وسيادة وطنيًا تاريخيًا، هو عزل قائد الجيش الإنكليزي الجنرال جلوب؛ وتعريب قيادة الجيش في 1 آذار 1956.

ثم اتخذ قرار ثقة تقدميًا، حين كلّف سليمان النابلسي بتشكيل أول حكومة حزبية في الأردن يوم 29 تشرين الأول عام 1956.

كان المسجد الأقصى والقدس في وجدان الملك الهاشمي، وحين علِم ان لجنة إعمار المسجد الأقصى تعاني من شح مالي كبير، باع الحسين بيته في لندن بمبلغ 8.249

مليون دولار حمل معالي الصديق نبيه شقم رئيس التشريفات الملكية الأسبق "الصك" وقدمه إلى لجنة إعمار المسجد الأقصى.

كنت أُعد تقريرًا صحافيًا يوميًا للملك، وأنا مدير إعلامه، يتضمن أبرز ما كُتب في الصحافة الوطنية والعربية والدولية عن الأردن وعن الملك، فأمر أن أُضمِّن التقرير الإساءات الشخصية قبل الإشارات الإيجابية !!.

تعرض الحسين إلى 20 محاولة انقلاب، أبرزها تهريب صاروخي سام لإسقاط طائرته عام 1980، عن طريق "حزب الشعب الثوري الأردني"، تم القبض على المتورطين ولم يُعدِم أحداً منهم.

كسر الجيشُ، الذي عرًب قيادته، الجيشَ الإسرائيلي في يوم واحد، هو يوم معركة الكرامة المجيدة، 21 آذار 1968.

ويتحلى الملك عبد الله الثاني، بالود والكرم والتسامح والشجاعة، كما تجلى في قيادته وإشرافه بنفسه على حملات الإغاثة الإنسانية والطبية إلى أشقائنا في قطاع غزة.

وكما تجلى في موقفه الوطني القومي الشجاع الحكيم من كارثة تهجير أشقائنا فلسطينيي قطاع غزة.

إنها جينات الحسين الهاشمية التي تطبع الإنسان على صورة أبيه، فنِعم الأبُ ونِعم الإبن ونِعم الحفيد.

وإنها من أعز المناسبات الوطنية والقومية لتقديم الاحترام والاعتزاز والتهاني إلى الملك عبد الله الثاني القائد الأعلى لقواتنا المسلحة الباسلة، وإلى رئيس هيئة الأركان المشتركة لقواتنا المسلحة يوسف باشا الحنيطي، وإلى نشامى جيشنا العربي الأردني، العاملين والمتقاعدين، الحماة الكُماة أبطال الكرامة.