كمال زكارنة يكتب : التهجير مخطط امريكي اسرائيلي مشترك.
كمال زكارنة :
كشف ترمب امس بكل وضوح نوايا ورؤية ادارته ،الرامية الى تهجير الشعب الفلسطيني من فلسطين التاريخية ،باجزائها الثلاثة،قطاع غزة والضفة الغربية ومناطق ال48،والبداية من قطاع غزة ،حيث اعلن ترمب ان ادارته تتكفل بذلك ،من خلال ابعاد سكان قطاع غزة الى دول عربية اخرى ،وادارة القطاع بعد احتلاله وتملكه تماما،وتوفير مكان لاهله خارجه.
وحتى ينطبق نفس السيناريو على الضفة الغربية،بدأت اسرائيل بحرب الابادة هناك ،والتدمير والتخريب ،تمهيدا للضم والترحيل والتهجير،وحتى يتم ترحيل فلسطينيي ال48 ،قامت اسرائيل باحتلال الاراضي السورية الجديدة بعد الثامن من كانون الاول الماضي لنقلهم هناك،وتصبح فلسطين التاريخية خالية من اصحابها الشرعيين وتقام دولة يهودية احادية القومية،كما يخطط المحتلون.
يقول ترمب ان لا بديل لغزة الا رحيل اصحابها عنها ،لكن القول الصحيح هو ازاحة ترمب تماما عن المشهد العالمي والامريكي ،لانه سوف يكون سببا في دمار العالم،وهو اشبه ما يكون بمصارع صعد الى الحلبة ،واخذ يركض ويتباهى ويتحدى في غياب خصمه ثم خسر المنازلة في النهاية.
ماذا يمكن ان نسمي هذا المستعلي المستبد ،الذي يعادي العالم اجمع ويهاجم جميع دول العالم، هل نسميه رئيس الاتاوات او الخاوات،مجنون امريكا ،فرعون العصر ،الثور الاصفر الهائج،الاستقوائي الاستعلائي،المغرور المنفصم، جميع هذه المسميات تنطبق عليه وتليق به،لانه ينظر الى السياسة على انها حلبة مصارعة ،ويستطيع تحقيق كل ما يريد بالقوة .
البديل ايضا موقف عربي حاسم ورافض لهذه المخططات الامريصهيونية ،والتصدي لها بكل حزم ،وهذا ليس صعبا ولا مكلفا، كما يظن البغض،وكولوملبيا والمكسيك وكندا وبنما والدانمارك امثلة امام الجميع ،فقد رفضت بلطجة وعنجهية هذا الخالع، وتعاملت معه بنفس الاسلوب والندية ،فعندما رفع الضرائب على منتجاتها الواردة الى امريكا تعاملت معه بالمثل ،ورفضت املاءاته وشروطه المجنونة ،وفي النهاية رضخ وتراجع.
ترمب لا يستقوي الا على العرب ،ولا يحترمهم ويعتبرهم اغبياء ،ويعلن كراهيته للعرب والمسلمين علنا دون خجل،ويطالبهم بدفع اثمان حمايته لهم كما يدعي،ويجب التعامل معه كعدو ،لانه لا يمكن ان يكون صديقا او حليفا او عاقلا،انه صهيوني اكثر بكثير من نتنياهو وزمرته الحاكمة في الكيان،ويقف اليوم على يمين نتنياهو بالعداء للشعب الفلسطيني والامة العربية،بعد ان كان يدعي انه رجل تسويات ويسعى الى ترك موروث السلام.
فلسطين اليوم خط الدفاع الاخير والوحيد عن الامة العربية ،واذا نجح مخطط نتنياهو ترمب التهجيري وترحيل الفلسطينيين،سوف تنهار الدول العربية واحدة تلو الاخرى ،ويصبح 450 مليون عربي عبيدا للاحتلال الصهيوني وتحت سيطرته ،هم وثروات ومقدرات الوطن العربي.
مواجهة هذا المشروع والمخطط الاجرامي الصهيو امريكي،تعتبر الفرصة الاخيرة للحفاظ على ما تبقى من العروبة والامة العربية والدول العربية.
المطلوب موقف عربي موحد، لمواجهة هذا المجنون الذي يستهدف الوطن العربي عموما ،وفلسطين خصوصا،والاستعداد الحقيقي لكل الاحتمالات والسيناريوهان.
فهو لا يكتفي بالتهجير ،بل يريد فوق ذلك التملك والاستغلال والاستثمار ،وجني الارباح ،ربما يعتبر مساحة الكرة الارضية مباحة له ويمكنه استباحتها وتملكها متى شاء.