الأخبار

د محمد كامل القرعان : يد تدافع.. ويد تساعد.. ويد تعالج

د محمد كامل القرعان : يد تدافع.. ويد تساعد.. ويد تعالج
أخبارنا :  

هكذا تعلمنا من مدرسة الهاشميين، بأن نكون حاضرين في كل مجال، وفي الدفاع وفي تقديم العون والمساعدة الى أهلنا في فلسطين ولكل العرب ولكل مكلوم وجريح وغريب، وتجلت تلك الصورة عبر التاريخ بوقوف الأردن الى جانب اشقائه العرب بكل المحن والمصائب.

وعلى مدار 15 شهرا مضت ترسخت تلك الصورة، جهودا جبارة حطمت كل الأبواب المغلقة امام تعنت دولة الاحتلال بتحقيق حصار مطبق على قطاع غزة، وتمثلت بالتأكيد على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته على ترابه الوطني الفلسطيني انطلاقا من ثوابت الموقف الأردني الداعم للقضية الفلسطينية.

ومنذ اللحظة الأولى لبدء العدوان الاسرائيلي على غزة نهض الاردن بكل قواه متخذا الطرق والوسائل كافة نحو وقف النزيف الإنساني الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني الشقيق في غزة، ويعزز من فرص تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

لقد ظهر الدور المحوري للاردن جليًا من خلال الشارع الفلسطيني الذي لمس بشكل مباشر تأثير جهود الأردن لتحقيق وقف الحرب وحقن الدماء وذلك بالنظر إلي تفاقم حجم الخسائر البشرية التي تقدر بنحو 50 الف شهيد وأكثر من مائة ألف مصاب وجريح إلى جانب الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية في غزة والتي تصل إلي دمار اكثر من 92% منها.

هذه الجهود تأتي في سياق الدور الذي يلعبه الأردن للتعامل مع الأزمات الإنسانية والسياسية في المنطقة، وذلك بما يتماشى مع دوره لعقود من الزمن في قيادة مبادرات السلام وإرساء قواعد الأمن والاستقرار؛ فالدولة الأردنية لن تدخر أي جهد لدعم حقوق الشعب الفلسطيني ودفع كافة الأطراف نحو الحوار والتفاهم بدلاً من اللجوء إلى التصعيد والعنف.

وجاءت التحركات الأردنية في وقت حساس وحاسم، واستطاعت من خلاله تقديم نموذج يحتذى به في إدارة الأزمات السياسية والإنسانية برؤية القيادة السياسية في التعامل مع الأزمة، ولم تسهم هذه الجهود فقط في تهدئة الوضع في قطاع غزة، بل ساعدت أيضًا في تجنيب المنطقة تداعيات كارثية قد تنتج عن التصعيد المستمر حيث أن استقرار الأوضاع في غزة لا يخدم الفلسطينيين فحسب، بل يعزز أيضًا الأمن والاستقرار في المنطقة بأكملها.

كان الأردن وسيبقى حامل لواء الدفاع عن القضية الفلسطينية، وهو موقف ثابت وتاريخي راسخ بيد أن دور الأردن لا يقتصر على الوساطة بين الأطراف المختلفة، بل يمتد ليشمل تقديم الدعم الإنساني للشعب الفلسطيني والعمل على تخفيف معاناته، سواء من خلال تقديم المساعدات، أو عبر التواصل المستمر مع القوى الدولية لدعم القضية الفلسطينية في المحافل الدولية.

واستغلت الدولة علاقاتها مع الأطراف الفاعلة في المجتمع الدولي لتطرح القضية الفلسطينية على الطاولة وتحذر من مغبة مواصلة التصعيد الإسرائيلي في المنطقة وتدعو لإنهاء حربه العدوانية على قطاع غزة ولبنان وسوريا والتأكيد على حقوق الشعب الفلسطيني.

وفي كل اللقاءات الثنائية والمؤتمرات التي دعا إليها الملك، أو شارك فيها أكد أنّ موقف الاردن ثابت تجاه القضية الفلسطينية، فوقف إطلاق النار في غزة إنجاز غير مسبوق للجهود التي بذلت، وتكلل بنجاح الأردن في قلب الموازين واعادة ترتيب حشد الرأي العام العالمي وقيادة المجتمع الدولي نحو مفاوضات بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الذي بات يُهدد حقوق أهالي غزة وفكرة الدولة الفلسطينية والتهديد باتساع رقعة الصراع بما يهدد أمن واستقرار المنطقة والأمن القومي الأردني والإقليمي والدولي.

إنّ المملكة بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني تظل القوة المحورية التي تمثل الركيزة الأساسية في الدفاع عن القضايا العربية، لا سيما القضية الفلسطينية، من خلال جهودها المتواصلة لتحقيق السلام ووقف التصعيد في النزاعات الإقليمية، بما يضمن استقرار المنطقة وحفظ أرواح الأبرياء.

ويعول الاردن على المجتمع الدولي ضرورة مواصلة جهوده لضمان تنفيذ الهدنة بشكل كامل ودائم، وإيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية بما يضمن تحقيق حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وإقامة دولته المستقلة. ــ الراي

مواضيع قد تهمك