ياسر كنعان يكتب : اللجوء الإنساني ابعاده وآثاره الاجتماعيه
كتب ياسر كنعان
قد يختلف مفهوم اللجوء الإنساني من بلد لآخر ومن مجتمعات تتميز بثقافات وتقاليد اجتماعيه معينه تتباين في قبول او رفض هذه الظاهره التي لا تقتصر حتى فى زمن الحروب والصراعات حيث يوجد لجوء وهجرات قسريه وطوعيه وهناك لجوء من نوع آخر كطلب العمل والحصول على جنسية تلك البلاد والاندماج في الحضارات الغربيه لبريق ما يروج لها من تحرر وديمقراطيه وميزات معيشيه يفتقدها اللاجئ في وطنه
لم يكن الاردن هو البلد الوحيد الذي عانى من قضايا اللجوء بل كان الاميز لموقعه الجغرافي والسياسي ضمن منطقة تعج بالصراعات والتحديات بل ان ظاهرة اللجوء هي ظاهرة عالميه تفرضها القيم الانسانيه والاخلاقيه والدينيه والمصالح المشتركة وغالبا ما يتأثر بها البلد المجاور فالاردن على سبيل المثال والخصوص قد املت عليه قيمه باستضافة هجرات ولجوء بموجات كبيره وعلى عدة عقود تحمل فيها هذالعبئ الكبير على موارده الاساسيه رغم شحها وندرتها
واذا ا اتفقنا على أن اللجوء حاجة انسانيه ملحه لهذا البلد او ذلك فأن البعض قد ينظر اليه من ناحيتين ايجابيه وسلبيه فالنظرة الايجابيه هي اولا بتمازج الثقافات والحضارات مما يثري البلد المضيف بالتنوع والانفتاح وثانيا قد يستفيد البلد المضيف من الكفاءات والمهارات والايدي العامله . واذا ما حصل اللاجئين على حق الإقامة والجنسية فيتكون للبلد بعدا ديمغرافيا تزيد من قوته ودخله
وثالثا تنتقل تلقائيا بعض الاستثمارات والمصانع بالاضافه للتحويلات الماليه التي ينتعش بها السوق المحلي والنظام المالي وغيرها
اما فيما يتعلق بالجانب السلبي بما يراه البعض من هدة النواحي قد يتكون غالبا لديهم خطاب أقرب للكراهية والعنصرية ويهدد الامن المجتمعي بتداخل عادات وثقافات دخيله على المجتمع وخصوصيته وولاآته وثانيا ينظر البعض إلى أن هذا اللجوء يستنفد المقدرات والحاجات الاساسيه وإمكانيات البلد المضيف مما يخلق واقعا يستدعي مساعدة الدول المانحع للقيام بهذا الدور لهذه الاسباب مجتمعه او منفرده قد يكون بعضه صحيح الجانب ظاهريا ولكنه يفتقد إلى الانسانيه لمعنى اللجوء والنجاة من المخاطر ويجسد العنصريه والانانيه بين الشعوب وحقوق المجاورين والاشقاء
أن خطاب الكراهية هو خطاب انانيه وعنصرية مبني على الجهل الفكري والديني والإنساني والسلم المجتمعي ويفتقر لمبادئ حقوق الإنسان
قد تكون الحروب والصراعات ما يميز اللجوء في بلداننا العربيه وطلب العمل واللجوء السياسي ما يميز بلدان الغرب وعادة يكون اللجوء من الدول الفقيرة إلى الغنيه وبعض تلك الول تتعامل ببعض قوانين حقوق الإنسان فيسمح لهم بالاقامةوالعمل وحتى الحصول على الجنسيه وبعض تلك الدول تضع اللاجئين في كانتونات بمناطق حجز دون حقوق انسانيه وغالبا ما يتم تسفيرهم ليلدانهم
أن ظاهرة اللجوء ظاهرة عالميه ومنذ آلاف السنين ومثال ذلك هجرة ولجوء المسلمين لبلاد الحبشه وهذا ما يكون العامل الإنساني لاستقبال اللاجئين ووصفهم بالضيوف وتقديم المساعدة لهم وتكريمهم مما يبعد شبح الكراهيه وتعزيز مفاهيم الانسانيه وحقوق الإنسان لذلك لابد من وجود هيئات ومنظمات تدعو للوعي المجتمعي والانساني كما يتفرد به مركز وعي للتدريب في حقوق الإنسان في الاردن من خلال ورشات عمل هادفه للتعريف بنوأحي حقوق الإنسان والانسانيه