الأخبار

فارس الحباشنة : حادثا تدمر وسدني، وعودة داعش

فارس الحباشنة : حادثا تدمر وسدني، وعودة داعش
أخبارنا :  

كثيرون توقّعوا زوال تنظيم داعش، وأن الزلزال السوري يعني نهاية تراجيدية لتنظيم داعش.
ما بعد سقوط نظام بشار الأسد، وولادة نظام سياسي جديد في سورية، والقضاء على النفوذ والدور الإيراني في الإقليم، وأي تداعيات لذلك في خطة أمريكية في إقليم يكاد يقف على ناصية انقلاب دراماتيكي في العلاقات والمعادلات الإقليمية.
إنه زمن المصائب والكوارث والحماقات الكبرى.
حادث تدمر، ومقتل 3 جنود أمريكان ومترجم ليس حادثًا عاديًا. وفي إقليم يحتضن الحركات العقائدية والتيارات الدينية الجهادية والتكفيرية، وحالة الانقسام والانشقاق المرجعي بين تيارات وجماعات انطوت تحت مظلة جبهة النصرة، وأخرى بقيت تتراوح بين الخيار العقائدي والأيديولوجي في محاربة أمريكا وقواتها واستهداف قواعدها العسكرية، والأنظمة السياسية التابعة لها. في بيئة اجتماعية ودينية متشددة ومتطرفة يصعب قياس الارتدادات ورصدها في ضوء ما يجري في سورية الجديدة.
والانشقاقات في تنظيمات الإسلام التكفيري والجهادي لا تأخذ طابعًا معلنًا، بل تتخذ شكلًا من التقية والتربص والحذر، والانقضاض في أوقات مباغتة مدروسة وحرجة. وكما جاءت حادثة تدمر، منفذ العملية واحد من عناصر الأمن السوري، وهو مكلّف ومسؤول عن حماية اجتماع رسمي سوري مع الجنود الأمريكان والمترجم.
من أعوام غبرت عمليات داعش واستهداف قواعد وعناصر من الجيش الأمريكي.
داعش من تفريخات تنظيم القاعدة، وينتمي داعش إلى مرجعيات القاعدة الفقهية والسياسية والجهادية. وكذلك، جبهة النصرة وُلدت من رحم تنظيم القاعدة، ومرورًا بداعش في البداية.
والفارق بين النصرة وداعش، أن داعش تنظيم عالمي جهادي، فيما النصرة حصر أفق نشاطه الجهادي في دائرة إقليمية محدودة، وهي سورية والعراق.
لربما أنه تزامن غير مبرمج وفرضية الصدفة، ولكنه قابل للتأويل بين عمليتي تدمر وسدني. والأخيرة منفذا العملية، وهما أب وابنه، وقد ظهرا في استهداف مقر لاحتفال يهودي على سواحل سدني، وهما يحملان رايات داعش. وفي تحولات ومتغيرات جبهة النصرة، وهي عمود السلطة في سورية، من الصعب الجزم أن هذا التحول تم على مستوى كوادر وقواعد وفقهاء ومنظّري ومجاهدي التنظيم، وبعيدًا عن التداخل البنيوي بين داعش والنصرة والقاعدة. حادث تدمر لا يمكن أن يُقرأ استراتيجيًا في ضوء تقييم السياسات، وخصوصًا أن جبهة النصرة تدخل في مربع التدجين والتحالف الأمريكي، وكيف سيكون التعامل الأمريكي مع التحالفات الجديدة في سورية بعد حادث تدمر؟ في الإدارة الأمريكية معارضون للتحالف مع النصرة. وهنا من يرون أن الضرورة الاستراتيجية لأمريكا توجب دعم الأكراد و»حركة قسد» دون توسيع الرهان على جبهة النصرة.
ما بعد حادث تدمر يبدو أن القرار الأمريكي في سورية والإقليم والتحالفات والعلاقات الجديدة سيكون تحت ضغوط وتأثير المراجعات، وأما سورية فستكون مفتوحة أمام اختبارات وخيارات لا حصر لها.

مواضيع قد تهمك