الأخبار

نيفين عبد الهادي : أين العالم مما يجري في القدس؟!

نيفين عبد الهادي : أين العالم مما يجري في القدس؟!
أخبارنا :  

ماذا عن القدس؟ سؤال يجب أن يبقى حاضرا في المشهد السياسي على مستوى دولي، فالقدس اليوم تتعرض لمخططات استيطانية غاية في الخطورة، حيث تمضي إسرائيل بإنشاء وحدات استيطانية ومستعمرات بشكل كبير، ما يجعل من القدس في مهب رياح التصعيد الخطير، نتيجة سياسات الاستيطان الاستعماري بمساحات واسعة وفي مناطق تضرب تتعمّد بها إسرائيل ضرب التواصل الجغرافي والديمغرافي الفلسطيني بين القدس ورام الله، وحتى بين القدس وباقي مدن ومحافظات فلسطين.
أمس الإثنين، أعلنت إسرائيل عن مخطط استيطاني يهدف إلى إنشاء نحو 9000 وحدة استيطانية، في قلب فضاء حضري فلسطيني كثيف، وفي ذلك تهديد خطير ومباشر وفقا لمحافظة مدينة القدس «للحيز الحضري الفلسطيني المتكامل شمال القدس ويعمق سياسة الفصل والعزل المفروضة على المدينة ومحيطها»، هذه هي السياسات الإسرائيلية الاحتلالية والاستعمارية بإصرار على تناسي أنها كيان محتل!!! لتعمل على استهداف مدينة القدس التي تعدّ جامعة لكل الخطوط الحمراء في القضية الفلسطينية، علاوة على أن مقدساتها الإسلامية والمسيحية محمية بالوصاية الهاشمية.
القدس ليست بخير، في ظل سياسات ومخططات إسرائيلية لا تتوقف، ولا تهدأ استيطانية واستعمارية، تفرض من خلالها واقعا استيطانيا متجددا، فهي لم وعلى ما يبدو لن تتوقف عن مخططاتها التي تزداد خطورة يوما بعد يوم، في واقع تفرض به وقائع استيطانية تقوض أي أفق سياسي قائم على حل الدولتين، وإقامة سلام عادل وشامل على أساس حل الدولتين، بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، فما تتعمّد فرضه إسرائيل من مخططات استيطانية، وما أعلنت عنه أمس من مخطط يهدف إلى إنشاء نحو 9000 وحدة استيطانية، هو تصعيد خطير، ومقلق، ويجب أن يقف المجتمع الدولي لمنع كل ما تقوم به إسرائيل في القدس المحتلة، على المجتمع الدولي أن يضغط على إسرائيل بما هو عملي لمنعها من تنفيذ مخططاتها التي تخالف وتعد انتهاكا خطيرا وصارخا للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.
ليس هذا فحسب، إنما أجبرت إسرائيل أمس ثلاث عائلات مقدسية على إخلاء منازلها قسرا في حي بطن الهوى ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، لصالح جمعية استيطانية، فيما أصيب أفراد من العائلات خلال عملية الإخلاء، وهي ليست المرة الأولى لمثل هذه الجرائم، التي تأتي ضمن سياسة تهجير قسري مستمرة بحق سكان الحي، والمقدسين بشكل عام، ناهيك للاقتحامات المتكررة من قبل المستوطنين لباحات المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلية، وتنفيذهم جولات استفزازية وأدائهم طقوسا تلمودية، مع فرض قيود على وصول المصلين والمقدسيين، إضافة لقرارات دائمة هدم مباني ومنازل المقدسين، وشن حملات مداهمات واعتقالات، ومزيد من السياسات الاستعمارية التي تفرض مواقف عملية وسريعة لإنقاذ القدس، والتأكيد على الموقف الأردني الثابت فيا يخص المسجد الأقصى بأن لا سيادة لإسرائيل على المسجد الأقصى المبارك، برفض واضح لأي انتهاكات للوضع القانوني والتاريخي القائم في القدس ومقدساتها، وكذلك رفص وإدانة مواصلة إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال، فرض وقائع جديدة تستهدف تقسيم الحرم القدسي الشريف زمانيا ومكانيا.
في القدس كما في غزة كما في الضفة الغربية، على المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، وإلزام إسرائيل وقف انتهاكاتها المستمرة للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة وتصعيدها الخطير وإجراءاتها اللاشرعية والأحادية في الضفة الغربية المحتلة، وإنهاء حربها على قطاع غزة، فلم يتوقف الأردن يوما عن المطالبة بهذه الثوابت، ما يجعل منها خارطة طريق على مستوى دولي تمنح الفلسطينيين حقوقهم الشرعية، وتوقف ما تقوم به إسرائيل في القدس والضفة الغربية وغزة، وتحديدا في القدس التي تتعرض لأكثر المخططات خطورة ولا بد من إيقاف إسرائيل عما تقوم به، فالنداء اليوم يجب أن يرتكز على مبدأ أن لا تتركوا القدس وحدها.
وعودة لذي بدء في السؤال ماذا عن القدس؟ القدس ليست بخير، ويجب أن يستمع العالم لصوت المقدسيين والفلسطينيين والأردن لحماية القدس من مخططات إسرائيل الخطيرة.

مواضيع قد تهمك