الأخبار

د. كميل الريحاني : الرياضة تجمع ولا تُفرِّق..

د. كميل الريحاني : الرياضة تجمع ولا تُفرِّق..
أخبارنا :  

مهما تكن نتيجة اللقاء الحاسم بين المنتخبين الشقيقين الأردني والسعودي فقد أثبتا أن الرياضة تجمع ولا تُفرِّق.
أداء مشرف وروح رياضية تضع الكرة العربية في موقع الصدارة.
بعيداً عن لغة الأرقام ونتيجة لوحة التسجيل، قدّم المنتخبان الشقيقان الأردني والسعودي في لقائهما الحاسم نموذجاً راقياً لما يجب أن تكون عليه كرة القدم: منافسة شريفة، وأداء فني مميز، وروح رياضية عالية تعكس عمق العلاقات الأخوية بين الشعبين، وتؤكد أن الرياضة جسر للتقارب لا ساحة للخلاف.
لقد جاء اللقاء على مستوى التطلعات، سواء من حيث الانضباط التكتيكي، أو الالتزام البدني، أو الحضور الذهني للاعبين، ما يعكس حجم العمل المؤسسي داخل الاتحادين، والاهتمام المتنامي بتطوير اللعبة على أسس علمية حديثة.
روح رياضية قبل أن تكون مباراة
ما ميّز هذا اللقاء ليس فقط ما دار داخل المستطيل الأخضر، بل ما أحاط به من أجواء أخوية واحترام متبادل بين اللاعبين والأجهزة الفنية والجماهير.
فلم نشهد استفزازاً، ولا خروجاً عن النص، بل التزاماً واضحاً بقيم المنافسة النزيهة، وهو ما يبعث برسالة مهمة مفادها أن الرياضة قادرة على ترسيخ الأخلاق قبل حصد الانتصارات.
إن هذه الصورة المشرقة تمثل الرد العملي على كل محاولات الزج بالرياضة في مسارات التعصب أو التوتر، وتعيد التأكيد على أن كرة القدم، في جوهرها، مساحة للفرح المشترك.
أداء فني يعكس تطور الكرة العربية
على الصعيد الفني، أظهر المنتخبان مستوى متقدماً من حيث:
- التنظيم الدفاعي
- سرعة التحول الهجومي
- الانضباط التكتيكي
- القراءة الذكية للمباراة
وهو ما يضعهما عن جدارة ضمن المنتخبات القادرة على المنافسة إقليمياً وقارياً، بل والظهور المشرف على الساحة العالمية، إذا ما استمر العمل بالوتيرة ذاتها.
لقد بات واضحاً أن الكرة العربية لم تعد ضيفاً عابراً في البطولات الكبرى، بل طرفاً فاعلاً قادراً على مقارعة المنتخبات العريقة بثقة واحترام.
النتيجة ليست نهاية الحكاية مهما تكن نتيجة اللقاء، فإن الخاسر الحقيقي هو من يختزل كرة القدم في فوز أو خسارة.
فالمنتخبان قد ربحا الأهم:
- احترام الجماهير
- ثقة الشارع الرياضي
- تعزيز صورة الرياضة العربية
- وتأكيد وحدة الهدف والمصير الرياضي
وهي مكاسب لا تقل قيمة عن أي ثلاث نقاط.
رسالة إلى الجماهير والإعلام
تقع مسؤولية كبرى على عاتق الجماهير ووسائل الإعلام في الحفاظ على هذا المشهد الحضاري، عبر:
- نبذ التعصب
- احترام الخصم
- الاحتفاء بالأداء قبل النتيجة
- دعم المنتخبات بروح إيجابية
فنجاح أي منتخب عربي هو في جوهره نجاح للرياضة العربية ككل.
الخلاصة: الرياضة لغة وحدة
لقد أكد اللقاء بين المنتخبين الأردني والسعودي أن الرياضة لغة عالمية توحّد الشعوب، وتُقوّي العلاقات، وتزرع القيم النبيلة.
وأن التنافس الحقيقي هو في تقديم الأفضل، والارتقاء بالمستوى، وصناعة الفرح للجماهير.
فمهما تكن نتيجة اللقاء، يبقى الانتصار الأجمل هو الروح الرياضية، والأداء المشرف، والصورة الحضارية التي تليق بالأردن والسعودية وتستحق أن تُرفع إلى مصاف الصدارة العالمية. ــ الدستور

مواضيع قد تهمك