الأخبار

فيصل ملكاوي يكتب : هل يمكن إحياءُ حلِّ الدولتين؟

فيصل ملكاوي يكتب : هل يمكن إحياءُ حلِّ الدولتين؟
أخبارنا :  

أسئلة كثيرة تطرح تزامنا مع التحرّكاتٍ والاتصالات من قِبَلِ قوى المجتمعِ الدوليِّ الفاعلةِ لإحياءِ حلِّ الدولتينِ والعودةِ إليه كأُساس وسبيل وحيد لحلِّ الصراعِ في الشرقِ الأوسطِ، وفي مقدمة هذه الإسئلة ان كانت هذه التحركات

 

ستحدِثُ الفرقَ المنشودَ هذه المرة؟ أم ستضاف هذه الجهود إلى أرشيفِ المحاولاتِ السابقةِ التي عفا عليها الزمنُ وطواها النسيانُ وما الذي كان ينقصُ المحاولاتِ والجهودَ السابقةَ لتتاح وتوفر سبل النجاح هذه المرّةَ؟

 

ربما يكمن بعض الفرق في ما أثبتته العقودُ الماضيةُ، وصولًا إلى حربِ الإبادةِ الجاريةِ على قطاعِ غزّةَ، من أنّ سياسةَ القلعةِ والعدوانِ والحصارِ من قِبَلِ الحكوماتِ الإسرائيليّةِ،

 

والصمتِ والانحيازِ والمعاييرِ المزدوجةِ، لم ولن تنجحَ بتصفيةِ القضيّةِ الفلسطينيّةِ وشطبِها عن الأجندةِ الدوليّةِ.

 

وقد يشمل الفرق ايضا المؤشّراتِ والشواهدِ التي تشير في هذه المرحلة إلى بصيص أمل بأن قوى دولية مهمة، بدأت على وقع حرب الإبادة على قطاع غزة تشكل قناعاتٍ أكثرَ جدّيةً وعمليّةً، مفادُها أنّ حلَّ الصراعِ في المنطقةِ لا ينفعُ معه البقاءُ في السياقات والسياسات السابقة التي اثبتت فشلها تماما.

 

وفي المقابل ثبت ايضا بان الأزماتُ والحروبُ ستبقى مشتعلة في المنطقةِ وتلقي بتداعياتها على الامن والسلم الدوليين إن لم يُعالَجْ جذرُها بحلٍّ عادلٍ وشاملٍ للقضية الفلسطينية

 

وفي ظل ما يجري من عدوانٍ إسرائيليٍّ على قطاعِ غزّةَ والضفةِ الغربيةِ، فإنّ الجوابَ على سؤالِ «اليومِ التالي؟» وفق منطق الحق والعدالة والشرعية

 

يقتضي ضرورةَ الاستمرارِ الجادِّ والمكثّفِ في الصحوةِ الدوليّةِ المتصاعدةِ لإحياءِ حلِّ الدولتينِ، بل والإصرارِ على تنفيذِه،

 

عبر محاولةٍ دوليّةٍ جادّةٍ ومكتملةٍ حيالَ القضيّةِ الفلسطينيّةِ وعدالتِها وشرعيّتِها.

 

ذلك امر ممكن إذا ما تحولت زاويةُ نظرِ العالمِ وقناعاتُه، لجهة

 

إنّ تتعدّى الجهود هدف التوصّلَ لوقفِ إطلاقِ النارِ وإدخالِ المساعداتِ الإنسانيّةِ وإجراء صفقة تبادل الاسرى، والانتقالَ لمسارٍ سياسيٍّ جادٍّ ومبرمجٍ زمنيًّا وغيرِ قابلٍ للعكسِ، يقودُ إلى الحلِّ المنشودِ بتجسيدِ حلِّ الدولتينِ،

 

الذي فيه مصلحةٌ مباشرةٌ للمجتمعِ الدوليِّ تمامًا، مثلما هو مصلحةٌ لدولِ المنطقةِ وشعوبِها.

 

الإشاراتِ القويّةِ الصادرةِ عن عواصمِ صُنعِ القرارِ الدوليِّ،بما في ذلك تطور نسبي في الموقف الامربكي وبإسناد من غالبية الأسرة الدولية

 

يُؤمَلُ أن لا تخفتَ، بل أن تذهبَ إلى مزيدٍ من الخطوات الايجابية مثل زيادة عدد دول العالم التي تسجل اعترافها بالدولةِ الفلسطينية،

 

ليس كخطوةٍ رمزيّةٍ فحسب، إنّما متابعتُها بجهدٍ ملموسٍ يضمنُ قيامَها ناجزة السيادة والاستقلال.

 

وفي هذا السياق فان المؤتمر الدولي الذي سيعقد في مقر الأمم المتحدة في نيويورك في السابع عشر من الشهر الجاري برعاية فرنسية سعودية لإحياء حل الدولتين وتحصيل مزيد من الاعترافات بالدولة الفلسطينية سيكون مناسبة من المهم انتظار مخرجاتها. ــ الراي

مواضيع قد تهمك