الأخبار

د. حازم قشوع يكتب : النشامى يكتبون التاريخ ؛

د. حازم قشوع يكتب : النشامى يكتبون التاريخ ؛
أخبارنا :  

د. حازم قشوع

نجح نشامى الأردن في كتابة سطر جديد من منجزات الأردن، عندما تأهلوا للمونديال قبل انتهاء مباريات المجموعة محققين بذلك انجازا كرويا غير مسبوق فى تاريخ الرياضة العربية، ليس كونهم أول منتخب عربي يتأهل للمونديال فحسب ولا لأنهم قدموا عروض فنية وتكتيكية عالية المستوى، بل لأنهم قدموا نموذج فريد فى الاداء الجماعي المنضبط عندما جمعوا فيه بين اللعب النظيف والأداء المتزن بأخلاقيات عالي،ة فاستحقوا بذلك احترام الجميع وسط رعاية ملكية هاشمية خاصة قدمت لهم الدعم والرعاية التي يستحقونها، والتفاف الشعب الاردني الذي وقف معهم محولا ليلة العيد إلى ليلة فرح مع النشامى وفرح مع منجزات الوطن، وهذا ما جعل من ليلة العيد ليلة فرح فى اردن النشامى وكأن حال لسان النشامى يقولون بصوت واضح أينما كان الأردن يبدأ العد ... ويكون سطر جديد فى كتابه تاريخ المجد.

ان الانجاز الكروي الذي حققه اردن النشامى، ما كان ليتحقق لولا العناية الملكية الخاصة من لدن جلالة الملك وولي العهد الأمين الذى راح يشاركهم تدريباتهم كما يكون بين ابناء شعبه فى صفوف المدرجات من أجل بناء حمله شعبيه تقف مع النشامى و تناصرهم وتغذي روح الإنجاز لدى الشباب الاردني، الذي بدوره أخذ يعتبر من "الحسين قدوة" وهو الإنجاز الذي يسجل للأمير علي والاتحاد الأردني لكرة القدم لكنه الإنجاز الذي يحسب للاعبين كما للجهاز الفنى والادارى للمنتخب الوطني.

ان الأردن وهو يضع اسمه في مونديال أمريكا القادم، انما ليضعه بأحرف من ذهب ويرسمه بعبارة مفادها يقول الإرادة تتغلب على كل الظروف وتتفوق على قلة الامكانيات وتحقق الحلم المنجز، وهى ذات الإرادة الواثقة من حتمية الإنجاز التي يحملها الملك القائد والتى راح ليزرعها ولى العهد الحسين فى نفوس الشاب، وهو يقدم هذا الإنجاز غير المسبوق للرياضة الاردنية وهو أيضا ما يجعل من أمير الشباب يقدم نموذج ذهبي للمنجزات الأردنية التي تتوحد عبرها كل المجهودات من أجل بناء هذا المنجز، عندما تعمل روح الفريق الواحد على بناء نموذج شعبي موحد يقف خلف الراية والعلم كما يقف خلف الفريق الذي يمثل نشامى الوطن باقتدار، فاستحق بذلك من الجميع الثناء والتقدير كما من الشعب الأردني الدعم والتأييد الأمر الذي جعل من النشامى يكتبون التاريخ.

ولعل النشامى وهم يكتبون المجد من أوسع أبوابه إنما ليكتبون سطر عنوانه القمه، وهذا ما يضع مسؤولية عليهم وعلى الاتحاد في كيفية المحافظة على هذا المركز وصيانته عبر إنجاز مشروع الأكاديمية المونديالية التي تقوم على مأسسة العمل الكروي واعتباره صناعة معرفية والبناء على ما تم إنجازه على مستوى الوصول للمونديال عبر تثبيت ظاهرة اردن النشامى باعتبارها مدرسة مهنية كروية، فان اعداد وصقل المهارات الاردنيه اصبح واجب تقتضيه المرحلة وظروفها والتزاماتها على كافة الاصعده المرحلية والاستراتيجية وذلك عبر بناء البنية التحتية كما فى بيان مهنة العمل الكروي باعتباره مهنة احترافية شأنها كباقي المهن، وهذا من المفترض أن يسقط بظلاله على الأندية كما على مستوى تسويق اللاعبين باعتبارهم ثروة وطنية والحفاظ عليهم واجب كما المحافظه عليهم، وهو فرض عين تقتضيه المصلحة الوطنية العليا وهذا ما يجعل من النشامى يكتبون التاريخ في صناعة المنجز وصيانته بشهادة مونديالية تاريخية.

مواضيع قد تهمك