عمران السكران : فرحة وطن: هكذا تكون الأعياد… وهكذا يكون الأردن

اليوم، لا يشبه أي يوم، فالأردن، وطن النشامى، دخل التاريخ من أوسع أبوابه وتأهل لأول مرة إلى نهائيات كأس العالم 2026.
هو ليس مجرد فوز في مباراة، بل لحظة وطنية خالدة نسجت فيها قلوب الأردنيين حكاية فخر، وعلت فيها راية المجد فوق كل السحاب.
على المستطيل الأخضر، كان النشامى على الموعد، وكانت الأقدام تتكلم بلغة الإصرار والعزيمة.. هدف وراء هدف، وهتاف وراء هتاف، حتى تحولت المدرجات إلى أمواج من الفرح، والبيوت الأردنية إلى ساحات احتفال.
ثلاثية نظيفة أضاءت سماء الوطن، لكنها لم تكن سوى عنوان لمرحلة جديدة من الحلم الأردني، الذي ظل حيًا رغم كل التحديات.
وما أجملها من مصادفة… أن يتزامن هذا التأهل التاريخي مع قدوم عيد الأضحى المبارك، ليكتمل الفرح وتصبح الفرحة فرحتين: فرحة إنجاز طال انتظاره، وفرحة عيد يزورنا هذا العام بنكهة كروية لا تتكرر.
في لحظة واحدة، اتحدت مشاعر الأردنيين من الشمال إلى الجنوب، من الريف إلى المدينة، من المغتربين إلى من في قلب الوطن، الكل نزل إلى الشوارع، يرفع العلم الأردني عاليًا، يهتف باسم "النشامى” بكل فخر، لا تفصل بين الناس طبقات ولا ألقاب، فكلهم اليوم… أبناء منتخبٍ وحّدهم على كلمة واحدة: "نحن نستحق هذا الحلم”.
إن تأهل الأردن إلى كأس العالم لم يأتِ من فراغ، بل هو ثمرة أعوام من العمل والتخطيط والدعم، بدءًا من القيادة الهاشمية التي لم تبخل يومًا في الوقوف خلف شباب الوطن، إلى اتحاد الكرة وأجهزته الفنية، وصولًا إلى اللاعبين الذين آمنوا بأن المستحيل ليس أردنيًا.
هذه اللحظة أكبر من الرياضة، إنها انعكاس لهوية، لروح لا تعرف الهزيمة، ولشعب كلما ضاقت به الأيام، صنع من الفرح معجزة، واليوم، صنع "النشامى” المعجزة، فاستحقوا أن يقف لهم الوطن كله مصفقًا.
مبارك للأردن، قيادةً وشعبًا، هذا الإنجاز الفريد، ومبارك لنا جميعًا هذا العيد الذي جاء ومعه هدية من ذهب… تأهل إلى كأس العالم، يحمل معه أحلام أمة، وآمال جيل جديد يتطلع إلى أن يرى علم بلاده يرفرف في ملاعب العالم.
هكذا تكون الأعياد… وهكذا يكون الأردن. ــ الراي