الدكتور امين الرواشدة يكتب : من مسقط إلى المجد.. النشامى إلى المونديال..

ثلاثة أهداف نظيفة، وبأداء رجولي يُكتب بماء القلب، كتب النشامى فصلاً جديدًا في الرواية الأردنية، وتأهلوا رسميًا إلى نهائيات كأس العالم.
هذه المباراة لم تكن مجرد تسعين دقيقة، ولكن تسعين عامًا من الحلم الذي ظل في ذاكرة الملاعب، ينتظر هذه اللحظة التي جاءت من مسقط، لكنها تعني عمان، وتخاطب كل بيت أردني.
في مدرجات مجمع السلطان قابوس، وبين حناجر الجماهير، كان سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، وسط الناس، يشجّع كما نشجّع، يفرح كما نفرح، حضوره لم يكن دعمًا رمزيًا، بل موقفًا وطنيًا يُقرأ بلغة الانتماء، لا البروتوكول.
ما جرى على أرض الملعب لم يكن مجرد فوز رياضي، بل كان إعلانًا أردنيًا صريحًا: نحن هنا، ونستحق مكاننا بين الكبار.
النشامى، برصيد 16 نقطة، حلّوا في المركز الثاني خلف كوريا الجنوبية، التي أنهت التصفيات بـ19 نقطة، فيما تجمّد رصيد المنتخب العراقي عند 12، لتكتمل حكاية الصعود وتُغلق أبواب الانتظار.
لم يأتي هذا الفوز معتمدًا على اجتهاد فردي أو حماسة عابرة، ولكن على منظومة من الانضباط والتكتيك، وعلى روح لم تخبُ يومًا، فكل تمريرة كانت محسوبة، وكل هدف كان يحمل بين طياته وجوه الأردنيين المنتظرين، وهذا المنتخب لا يلعب فقط، بل يُعبّر عن وطن بكامله.
الحدث أكبر من كرة قدم، وأعمق من منافسة، هو صورة لوطن يصنع المجد بالتدريج، وينتقل من الحلم إلى الإنجاز دون أن يتخلى عن هويته.
النشامى لم يتأهلوا فقط إلى المونديال، بل صعدوا إلى وجدان كل أردني قال يومًا: نحن نستحق أكثر. ــ الراي