عبد الحافظ الهروط : الرأي ودندنة الفنان سعدون جابر

الاثنين الفائت، وعلى ساحة من أرض المؤسسة الصحفية الأردنية، نُصبت خيمة بيضاء لإستقبال المحتفلين بعيد الرأي الرابع والخمسين، وافتتاح مشروع التحول الرقمي للصحيفة.
الرعاية رسمية، حملت اسم رئيس الوزراء د.جعفر حسان، والحضور مختصر ، والحفل مَرّ على فكر عرّاب تأسيس وتسمية الرأي، الشهيد وصفي التل، طيّب الله ثراه.
المتحدثون ومن قالوا عنها، أشادوا بمسيرة الرأي والوجهة المهنية الجديدة لها، وهناك ملاحظات صغيرة وتفاصيلها كبيرة.
بالعودة إلى الوراء البعيد، كنت واحداً من "أبناء الدار" الذين أخذت أقدامهم إلى هذا الصرح الكبير، وهبطت اسماؤهم وأقلامهم على صفحاتها في شتى اسمائها، وما يراه رئيس التحرير، المرحوم الاستاذ محمود الكايد،مناسباً للنشر في هذا المكان، وذاك.
طلّ علينا العيد العشرين للرأي، فوجده "ابو عزمي" فرصة لأسرة الصحيفة ولقرائها وللمسؤولين في الدولة، ليطرقوا بابها، فكتب من كتب، وتلقت الرأي التهاني على أعلى المستويات، وصارت حديقة غناء بعد أن غمرها المحبون والمعجبون بباقات الورود.
وللتعبير عن تلك المناسبة، قمت بوضع "ورقة خرطوش" على مكتب رئيس التحرير تحمل عنوان "ياسامعين الصوت" قلت فيها:
عشرين عام من العطاء/ والخير باللي جاي
والراي لعيون الوطن/ تعزف مشورة وراي
عشرين عام من العطا/ بيها مرار ومر
( متغيَّرَتْ بيها أبد)/ والراي ظلت راي
بعد الظهيرة، كان الاستاذ الكايد ومعه الاستاذ عبدالوهاب زغيلات يدخلان مكتب المرحوم الاستاذ نظمي السعيد وكنت إلى جانبه في الدائرة الرياضية.
لمحت الورقة والقلم الأخضر في يد أبي عزمي، وقد ألقى السلام ووجّه الحديث لي، لإستبدال كلمة "مرار"بكلمة"حلاوة".
شعرت بالزهو ، ورئيس تحرير، بسمعة ومكانة الكايد، يأتي من مكتبه الذي يؤمه عليّة القوم، ويطلب من شاب في بداية عمله، هذا الطلب.
المناسبة، تعدّت حدود الاحتفال على الورق واستقبال الورود، عندما ارتأى"أبو عزمي"، بأن يكون هناك حفل فني يجمع أسرة الرأي.
كان وقتها الفنان العراقي سعدون جابر في نجوميته ويقيم في الأردن، فذهب الزميل زغيلات ليفاوضه، وعندما دخل الفندق، يقول زغيلات"وجدت سعدون يدندن على العود ويردد كلاماً وجريدة الرأي أمامه، فأدركت الكلمات المنشورة فيها (يا سامعين الصوت) .
ويكمل زغيلات حديثه للزملاء" وعندما كنت أُفاوضه على المبلغ الذي سيتقاضاه لإقامة الحفل، رد عليه النجم العراقي، "يا أستاذ عبدالوهاب هذي الرأي صحيفة العرب"، ورفض أن يتقاضى أي مبلغ ".
أُقيم الحفل واستمتع الحضور، حتى أن المرحوم الشاعر الكبير سليمان عويس، كان يكتب على "محارم السفرة، والفاين" بعضاً من أشعاره، ليرددها سعدون جابر .
هذا غيض من فيض في حكايا الرأي.
أما اليوم، وبمناسبة عيدها الرابع والخمسين، أقول:
لولا الخبر للرأي ما نكتب خبر /
ولولا العشق للرأي ما عاشق صبر
كل ما غزاها الشيب غازلها الهوى/
ضوّت (قمر ) ع الكون.. (بالأردن) عَبَر
ــ الراي