الأخبار

باسم سكجها يكتب: إلى روح محمد الخطايبة: لا أقول وداعاً بل إلى لقاء

باسم سكجها يكتب: إلى روح محمد الخطايبة: لا أقول وداعاً بل إلى لقاء
أخبارنا :  

لا أقول وداعاً يا حبيبي، ولكنّني أقول: إلى لقاء، فقد اجتمعنا عُمراً، وقد يجمعنا عُمر مديد لا ينتهي عنده سبحانه وتعالى.

كتبت لك، قبل أيام: لو فعلتها سأقتلك، أمّا وقد فعلتها ورحلت، فكيف لي أن أقتلك يا حبيب؟ هل لي أن أشطب عمراً من عُمري؟ وهل لي أن أغفر لك رحيلك، وكلّنا متفقون على أنّنا راحلون؟.

كنّا خمسة: أنت وأحمد سلامة وعبدالله العتوم وسمير الحياري، وأنا، نتقاسم الليل، ونسهر في بيوتنا، وفي المطاعم، ولا يباعد بيننا شيئ سوى نزق قليل، ولا نتشاغل إلاّ بالكلام الحلو، والمرّ، حتّى يأتي الفجر.

كنّا فقراء بالمال، وأغنى أغنياء البلاد، ونتشارك الدينار حتّى نصفه، إلى أن ظنّنا الآخرون أثرياء، ولم نشعر سوى أنّنا كذلك، نملك الدنيا، ولا نحسب حساباً سوى لـ"مكتبنا السياسي"، وكان الكثيرون يحسبون لنا ألف حساب!.

كنّا خمسة، يا صاحبي، وأصبحنا اليوم أربعة، فقد رحلتَ دون وداع، ومع كلّ ذرف الدموع تظلّ الأمور ناقصة، فذلك "المكتب السياسي" كما سمّيناه، لن يبقى كما كان، فقد جاء نقصان لا قبله ولا بعده هذا الفقد في قلب أحبّك، وهو قلبي.

يا حبيبي محمد، يا أيّها الأغلى، وأنت ستكون اليوم تحت تراب "الزمال"، مع أمّك وأبيك، حيث وقفنا ذات فجر فأشّرت باصبعك إلى الغرب. وقلت لي: تلك هي بيسان.

وها هي روحك تُطلّ على بيسان، تماماً كما تُحلّق فوقنا في كلّ مكان، وصحيح أنّ البكاء لا ينفع، وصحيح أنّ الدموع أصغر من اللحظة، ولكنّ الصحيح والأصح أنّك تركت في قلبي مساحة حزن لا يمكن أن تُعبأ إلاّ حين نلتقي، فليس هذا كلام وداع، ولكنّّ قول: إلى اللقاء، وللحديث بقية..




مواضيع قد تهمك