الأخبار

صحيفة فرنسية: يجب التحرك من أجل غزة قبل فوات الأوان.. والضفة تكشف نفاق العواصم الغربية

صحيفة فرنسية: يجب التحرك من أجل غزة قبل فوات الأوان.. والضفة تكشف نفاق العواصم الغربية
أخبارنا :  

تحت عنوان "التحرك من أجل غزة قبل فوات الأوان”، قالت صحيفة "ليمانيتي” الفرنسية، في افتتاحيتها، إن الخطر بات الآن واضحاً ومباشراً: احتمال التهجير الجماعي للفلسطينيين من غزة أصبح واقعاً ملموساً بشكل متزايد. فمنذ انهيار الهدنة، التي منحت بعض الأمل السريع في نهاية الحرب، استأنفت العمليات الإسرائيلية بوتيرة أعنف. وها هي عملية "عربات جدعون”، وهو اسم الحملة العسكرية الإسرائيلية، تجتاح غزة، المثخنة بالجراح.

ليمانيتي: الدبلوماسية الوحيدة النشطة حالياً هي دبلوماسية دونالد ترامب، التي تهدف إلى شراء صمت دول الشرق الأوسط

تتساقط القنابل، ويتزايد عدد القتلى، ولم تعد المساعدات الإنسانية مجرد غير كافية، بل تم حظرها بالكامل من قبل إسرائيل لمدة عشرة أسابيع.

حذّرت منظمة الصحة العالمية من أن مليوني شخص يعانون من الجوع. وأضافت منظمة اليونيسف أن "71 ألف طفل بحاجة ماسة إلى علاج من سوء التغذية الحاد”، تشير صحيفة "ليمانيتي” الفرنسية في افتتاحيتها هذه.

الآن تتحدث الصحافة الأمريكية عن "خطة ليبية”: يمكن أن يتم تهجير مليون شخص نحو ليبيا، التي يجعل وضعها الفوضوي منها طرفاً مطيعاً لقبول الدعم الدولي. فالغزيون مهددون بالترحيل، وكامل الأراضي الفلسطينية مهددة بالمصادرة من سكانها، تقول صحيفة "ليمانيتي”.

وتتابع الصحيفة: إذا كانت الأنظار مركزة على غزة، فإن ما يحدث في الضفة الغربية يبرهن على أن الدعاية الإسرائيلية ليست سوى ذرٍّ للرماد في العيون. فما هو المبرر هناك لهدم المنازل، واغتيال السكان، وتخريب المحاصيل، والاستيلاء على الأراضي؟ لا وجود لـ "حماس” هناك للاحتماء بها، فالاستعمار يُمارَس هناك دون أي تبرير سوى رغبة إسرائيل في توسيع أراضيها. وتكشف الضفة الغربية أيضاً عن نفاق العواصم الغربية، التي لا تبذل جهداً لوقف الفظائع في الأراضي المحتلة، تماماً كما تتجاهل مأساة غزة.

وتضيف "ليمانيتي” أن الدبلوماسية الوحيدة النشطة حالياً هي دبلوماسية دونالد ترامب، التي تهدف إلى شراء صمت دول الشرق الأوسط، إذ يخدم مصالح رأسمالية قوية في مجالي السلاح والعقارات في المنطقة، ما يمثل عائقاً كبيراً أمام أي حل سياسي للنزاع.

غير أن الوضع بات خطيراً للغاية، والمخططات الاستعمارية التي ينفذها نتنياهو أصبحت وحشية إلى حدٍّ لا يمكن لأي طرف بعد الآن أن يتجاهله تماماً. فالرئيس إيمانويل ماكرون اضطر للاعتراف بأن الوضع هو "الأخطر الذي شهدناه على الإطلاق”. وقال أيضاً إنه بدأ يرى إمكانية فرض عقوبات على إسرائيل. ورغم نفيه لسياسة "الكيل بمكيالين”، فقد ذكّر أن العقوبات الأوروبية على بوتين فُرضت خلال بضعة أيام فقط، توضح صحيفة "ليمانيتي”.

وبعد ثمانية عشر شهراً من المجازر بحق الشعب الفلسطيني، لم يتخذ الاتحاد الأوروبي أي إجراء ضد حكومة نتنياهو، في الوقت الذي يفرض فيه حالياً عقوبات على نحو ثلاثين بلداً، تُذكّر الصحيفة، مشددةً على أن عدم التحرك هو تواطؤ أخلاقي، ولكنه أيضاً تواطؤ قانوني. فالمشاركة في محكمة العدل الدولية، التي أقرت بوجود "مخاطر الإبادة الجماعية”، تفرض واجب التحرك لمواجهة هذه المخاطر. والتقاعس قد يعرّض الحكومات للملاحقة القضائية بسبب انتهاك التزاماتها الدولية.

الرأي العام العالمي يتحرك، والمظاهرات تتزايد في عواصم أوروبية عدة، والفنانون يندّدون، وأصوات من داخل المجتمع اليهودي ترتفع

وتختم "ليمانيتي” بالقول إن تصاعد الفظائع قد يشكل دافعاً لبعض المسؤولين للخروج من حالة الجمود، خوفاً من حكم التاريخ القاسي. لكن الأرجح أن الضغط الشعبي سيكون هو الحاسم: فالرأي العام العالمي يتحرك، والمظاهرات تتزايد في عواصم أوروبية عدة، والفنانون يندّدون بما لا يوصف، وأصوات من داخل المجتمع اليهودي ترتفع بدورها. فمن دون أوهام بشأن "الندم المتأخر”، فإن هذا مؤشر على أن الوضع أصبح لا يُحتمل، حتى في صفوف من كانوا يؤيدون "الدعم غير المشروط” لإسرائيل. ويجب أن تتوسع حركة التعبئة لمنع الكارثة النهائية، تقول صحيفة "ليمانيتي”.

مواضيع قد تهمك