الأخبار

سميح المعايطة : غزة وأطفال السرطان

سميح المعايطة : غزة وأطفال السرطان
أخبارنا :  

التعامل الأردني الإنساني ذهب إلى بعض أشكال المعاناة التفصيلية إضافة إلى المساعدات الغذائية والمستشفيات العسكرية، ومنها مبادرة تركيب أطراف صناعية لمن فقدوا أطرافهم من أهل غزة خلال العدوان وهي مبادرة من نوع خاص تصنع الأمل في الحياة لهذه الفئة الكريمة من ضحايا العدوان.

أما المبادرة الثانية فهي الأطفال المصابون بالسرطان والذين تحدث الملك عنهم خلال لقائه بالرئيس الأميركي في مباحثات كانت حول مشروع ترامب لتهجير اهل غزة، وحينها تحدث ترامب عن استقبال الاردن لجزء من اهل غزة وتوطينهم في الاردن لكن الملك أشار بذكاء إلى استقبال الاردن الفي طفل مصابين لتأمين العلاج لهم وكانت إشارة تحمل رفضا لفكرة التهجير واشارة إلى مشروع إنساني.

منذ شهور يستقبل الاردن دفعات من هؤلاء الأطفال ومرافقيهم ويؤمن لهم متطلبات الإقامة والعلاج ومن ينتهي علاجه او يقرر الأطباء عدم حاجته للعلاج يعود إلى بلده غزة، ومن يقرر العودة حالته الصحية وليس أمراً آخر.

المشروع الأردني لعلاج الأطفال ليس غامضا واهالي الأطفال يعلمون انهم سيعودون إلى غزة، وحتى لو كان البعض يود البقاء في الاردن حتى تنتهي الحرب فإن هذا الأمر غير متاح لان البقاء لمجموعة يفتح الباب لبقاء آخرين ونفتح الباب لتهجير وتوطين تحت مبرر العلاج.

البعض ممن لا يدركون حقيقة الموقف الاردني يخلطون بين المبادرة الانسانية والموقف السياسي والبعض يعتقدون ان إثارة الشغب في موضوع المبادرات الانسانية قد يجعل الاردن يتساهل في موقفه السياسي من التهجير، ودائما يحتاجون لمن يذكرهم بأن الصلابة السياسية الاردنية في ملف التهجير ليست قابلة للاختراق تحت اي صخب او إساءة.

كل ما يستطيع الاردن فعله انسانيا فعله وسيفعله وكل ما يستطيع فعله سياسيا فعله وسيفعله ولكل مسار خصوصية دون ان يكون ثمن الجانب الانساني فتح بوابة للتهجير تحت غطاء إنساني او استجابة لصخب او إساءة.

 

ــ الراي

مواضيع قد تهمك