ابراهيم قبيلات يكتب : قتلة بربطة عنق: كيف يعيش أصحاب الياقات البيضاء والدماء على أيديهم؟

إبراهيم قبيلات..
بعض القتلة محترَمون، يحصلون على رواتب وامتيازات فلكية، وسمعة إعلامية توازي نجوم الإعلام. هؤلاء – في الغالب – لا يطلقون النار على ضحاياهم مباشرةً، لكنهم قد يكونون أشد بشاعةً من القتلة المتسلسلين.
هم يتقنون الابتسام، ويعيشون مع الدماء التي تلطخ أيديهم، وكأنها ميدالية شرف.
تخيل أن أحد هؤلاء القتلة يُدعى "طبيب الإعدامات" – كما يفعل بعض أطباء كيان العصابة فيفلسطينالمحتلة. هؤلاء أطباء بكل ما تحمله سماعاتهم من علم، إلا أن مهمتهم لا تشبه أطباءً عاديين، ولا تشبه حتى فكرة الطب ذاتها.
مهمتهم هي القتل المُمنهج، أو – على أقل تقدير – امتلاك القدرة على التعذيب بأبشع الوسائل.
هذا المشهد ليس غريبًا عن التاريخ المعاصر. فهناك مَن يُعرفون بـ"قضاة الإعدامات"، ويتباهون في سيرهم الذاتية بعبارات مثل: "أصدرت أحكامًا بالإعدام على مئات الأشخاص، أحيانًا في جلسة واحدة!"
أتساءل: كيف يعيش أولئك الذين في رقابهم دماءٌ كثيرة؟ كيف يهربون من شبح الضحايا؟
الحقيقة هي أنهم لا يهربون. الدماء أشباح تطارد صاحبها حتى تصطاده. لن ينجو ولو بعد حين.
كيف ينام القتلة؟
تخيل نفسك تسأل أحدهم:
بيدك 200 حكم إعدام... كيف تستطيع أن تعيش يومك؟ كيف تنظر إلى أطفالك، أو تمازح زوجتك؟
ثم، عندما يموت – وهو سيموت حتمًا – ما المصير الذي ينتظره؟
لا يمكن أن يعيش هؤلاء إلا بنفس منطق طالب ثانوية مهمل، يعرف أن مصيره كارثة، لكنه يقول: "طز!" ويواصل إهماله.
الفرق الوحيد هو أن حساب الياقات البيضاء غير واضح الآن... لكنه آتٍ.
"طز" لن تنقذهم. لن تُنجيهم أبدًا. . ــ نيسان