العين د. زهير ابوفارس يكتب : سيبقى الاردن-حادي الركب.. ولا نامت أعين الجبناء!

مناسبة هذا الحديث ما نشرته بعض وسائل الإعلام الخارجية المشبوهة، من تشكيك بالدور الأردني الداعم للأهل في فلسطين. وهنا نتساءل في الحال: لماذا يستغرب البعض مثل هذه الحملات الشيطانية التي تستهدف بلدنا وقيادتنا من قبل جهات اعتادت على مثل هذه الاساءات المغرضة على مدى عقود طويلة من عمر الدولة الأردنية المعاصرة؟. فمثل هؤلاء التعساء، الذين يبثون سموم حقدهم، لم يثنهم شيء عن ممارسة نهجهم البائس، حتى لو " ضوى الأردن أصابعه شموعا.."-كما يقال!.
فهذا الحمى الهاشمي بقيادته الأصيلة وشعبه العروبي، الذي ارتبط تاريخه بالانحياز التام لقضايا أمته العادلة، وفي مقدمتها، القضية الفلسطينية، لن تثنه كل محاولات الحاقدين والمشككين من مختلف الجهات والألوان.. عن الاستمرار في هذا النهج الثابت، وسيبقى " الرائد الذي لا يكذب أهله "!.
ان تاريخ دولتنا التي دخلت مئويتها الثانية بكل شموخ، بقيادة هاشمية فذة، حاملة رسالة تاريخية ودينية وحضارية وانسانية، تمتد جذورها في أعماق هذه الأمة المجيدة.. مجبول بارث وقيم العزة والكرامة والانسنة، التي تتجاوز حدوده الجغرافية، والذي فاضت فيه دماء وأرواح شهدائه في ثرى وفضاءات فلسطين، منذ ان ابتليت بلادنا ومنطقتنا بداء الصهيونية السرطاني، الذي لا يخفي اطماعه، ليس في فلسطين التاريخية وحدها، بل يتعداها ليشمل بلادنا والعديد من البلدان العربية المجاورة، وفق ايدولوجيته التوراتية الاستعمارية العنصرية، التي لا تتوانى عن استخدام كل الوسائل الاجرامية لتحقيق أهدافها التوسعية- الاحلالية.
وطبيعي ان تواجه مواقف بلدنا وقيادتنا المناهضة لهذه المخططات العدوانية، وعلى كافة الصعد، بالمزيد من الاستهدافات الخبيثة، المعلنة والخفية لقادة اليمين الصهيوني وادواتهم، تجاه الأردن وقيادته، التي استطاعت ان تساهم بشكل فعال في تغيير السردية الصهيونية التضليلية حول مظلومية الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وحقوقه المسلوبة، منذ ما يقارب الثمانية عقود، وهو ما أحرج قادة هذا الكيان الغاصب، وكشف حقيقة ما يجري في فلسطين والمنطقة، وشكل انعطافة حقيقية في مواقف العديد من دول صنع القرار وشعوبها تجاه حق الفلسطيني التاريخي في الوطن والحرية والاستقلال.
لقد تحول الأردن، وبخاصة بعد العدوان الصهيوني على غزة، إلى انموذج في تقديم الدعم الحقيقي، متعدد الاشكال،وبخاصة ما يتعلق بالمساعدات الإنسانية والاغاثية، وكسر الحصار الذي فرضه الاحتلال الصهيوني على الأهل في غزة والضفة الغربية والقدس، والتي وصلت حد قيام قائد الوطن بالمشاركة في الانزالات الجوية للمساعدات الإنسانية والاغاثية، مقدما بذلك انموذجا في الشجاعة والإنسانية الحقة، ومعرضا حياته الشخصية في سبيل ذلك للخطر!. هذا إضافة إلى ما قام به، ولا يزال، شعبنا وجيشنا الباسل ومؤسساتنا المجتمعية كافة،بكل ما تستطيع، وعلى مساحة الوطن من شماله إلى جنوبه، من حملات إغاثية لأهلنا في غزة والضفة الغربية، من خلال قوافل الاعانات والمستشفيات الميدانية العاملة منذ أكثر من عقدين على الأرض الفلسطينية، بجهود جبارة قامت بها قواتنا المسلحة الباسلة والهيئة الخيرية الهاشمية-رائدة الأعمال الاغاثية ومنسقة المساعدات الأردنية والعربية والاممية، من خلال كوادرها الشجاعة، إلى الأهل المحاصرين، الذين يتعرضون لابشع أعمال القتل والتدمير والابادة الجماعية والتجويع الصهيونية.
لقد ترسخ الدور الأردني الأصيل في دعم فلسطين وأهلها وتثبيتهم في أرضهم، من خلال جهوده السياسية والدبلوماسية والاغاثية المشهودة، والتي لم تتوقف، بل ويعمل كل ما يلزم لتخفيف المعاناة عن الأهل في فلسطين، ولن تفلح كل المحاولات الخبيثة، مهما استخدمت من وسائل التشكيك والتضليل، من تغيير وتشويه الصورة المشرفة لمواقف بلدنا وقيادتنا تجاه قضية شعبنا الفلسطيني العادلة ومعاناته المستمرة. وهنا نتساءل مرة أخرى:لمصلحة من مثل حملات الاكاذيب هذه؟!. يبدو جليا ان العدو الصهيوني هو المستفيد الأول من مثل هذه الحملات المشبوهة ضد البلد الأقرب إلى فلسطين، والأكثر دعما لشعبها. وهو، أيضا، الأكثر نشاطا في مواجهة المخطط العنصري التوسعي الصهيوني. ومثل هذه الاكاذيب تساهم في حرف بوصلة الصراع في المنطقة، وخلط الأوراق، وبالتالي التغطية على جرائم الاحتلال البشعة ضد شعبنا الفلسطيني الاعزل.
وأخيرا، فإن بلدنا، بقيادته الفذة، التي تحظى باحترام وتقدير العالم، سيستمر، وعلى الرغم من كل ما يواجههه من تضليل وأكاذيب وافتراءات وجحود، في تقديم كل ما يستطيع من الدعم والمؤازرة لشعبنا الفلسطيني المظلوم، بمختلف الوسائل، وعلى كافة الصعد، منطلقا في ذلك من قيمه الإنسانية النبيلة، والتزاماته القومية والاخوية تجاه شعبنا الفلسطيني المكافح،وقضيته العادلة. بل ان استمرار مثل هذه الحملات التضليلية لن تنطلي على أحد. وشعبنا الأردني الذكي يعرف الحقيقة، وكله فخر واعتزاز بمواقف بلده وقيادته الأصيلة، وقواته المسلحة الباسلة.
وسيبقى الأردن وقيادته حادية ركب هذه الأمة، رغما عن أنف الحاقدين..
ولا نامت أعين الجبناء..!
ــ الراي