الأخبار

د. عدنان مساعدة : قراءة في كتاب ملك وشعب .. ( 3) المبادرات الملكية السامية نحو منظومة صحية متكاملة

د. عدنان مساعدة : قراءة في كتاب ملك وشعب .. ( 3) المبادرات الملكية السامية نحو منظومة صحية متكاملة
أخبارنا :  

يعد كتاب «ملك وشعب» الذي أصدره الديوان الملكي الهاشمي العامر منجزا وطنيا هاما يوثّق المبادرات الملكية السامية الزاخرة بالخير والعطاء والإنسانية ضمن رحلة خيّرة لا ينضب عطاؤها بين ملك إنسان وأبناء شعبه. إن هذا الملف الإنساني الذي يوليه جلالة سيدنا كل إهتمام حيث أسند أمر متابعته وتنفيذه إلى لجنة برئاسة معالي الأستاذ العيسوي رئيس الديوان الملكي الهاشمي ضمن فريق عمل مخلص وجاد ليعكس صورة إرتباط ملك رحيم تجلّت صفات الإنسانية بأجل صورها مع أبناء شعبه الأردني بروح تنم عن إنتماء ومحبة قائد لوطنه ولشعبه، وولاء ومبايعة شعب لقائده بصدق وإخلاص.

وسأتناول في المقال الثالث هنا من قراءة في كتاب ملك وشعب «المبادرات الملكية السامية ضمن منظومة صحية متكاملة» الذي يشكل فيه الملف الصحي محورا أساسيا وهاما في مجتمعنا الأردني، الأمر الذي وجه فيه جلالة سيدنا لإجراء دراسات شمولية، وضرورة تنفيذ مشاريع صحية للنهوض في مجتمعنا الأردني، وتوفير بنية تحتية وفوقية و بيئة طبية ملائمة ومتوازنة لطرفي المعادلة الطاقم الطبي والمريض، والعمل مع المعنيين في القطاع الصحي لتحديد الأولويات ووضع برنامج زمني لتنفيذ الإصلاحات المطلوبة في القطاع.

لقد حرصت الرؤية الملكية السامية للنهوض بالقطاع الصحي التي ترتكز على مواصلة الإنجاز والتطوير ليلمس المواطن الأردني نوعية عالية من الخدمات الصحية والعلاجية، وديمومة التقدم وتطوير حيث شهدت المملكة ورش عمل متميزة في تنفيذ مشروعات صحية ليصبح التمّيز والريادة عنوانا مهما ضمن استراتيجية تراعي البعد الإنساني والتنموي والعلاجي ضمن منظومة متكاملة تعكس صورة الأردن كمركز متقدم في المنطقة. وفي هذا المجال يقول جلالة سيدنا « ان رؤيتنا للقطاع الصحي ترتكز على ضرورة توفير خدمات صحية ذات نوعية جيدة في كافة محافظات ومناطق المملكة وضمان حصول جميع الأردنيين على تأمين صحي».

ولقد حرصت المبادرات الملكية السامية على تنفيذ توجيهات جلالة سيدنا، وذلك بإنشاء مستشفيات جديدة ومراكز صحية شاملة في كافة محافظات المملكة، كما تم تحديث العديد من المستشفيات التابعة لوزارة الصحة وتوسعتها، إضافة الى إنشاء مستشفيات مدنية جديدة لتكون رديفا للمستشفيات العسكرية التي تضطلع به الخدمات الطبية الملكية حيث تلقى الدعم والمتابعة المستمرة من جلالة الملك في تعيين الكوادر الطبية المطلوبة وتأهيلها وتدريبها لتكون قادرة على تقديم الرعاية الطبية، وتوفير المخصصات المالية من أجل رفد القطاع الصحي بالكوادر الطبية المساندة الأخرى، وما يلزمها من مستلزمات ترتقي بمستوى تقديم الخدمة والرعاية الطبية المتمّيزة.

لقد أولى جلالة سيدنا قطاع الصحة أهمية كبيرة، وضرورة الاستقادة من كل جهد طبي لتحقيق الأمن الصحي للوطن والمواطن على حد سواء. ومهما كانت أعداد الخريجين من الأطباء والتخصصات الطبية المتعددة، فهؤلاء هم الرصيد والإستثمار الحقيقي، وهم الذين يحمون عافية الوطن، كما أن نظامنا الصحي المتكامل من كوادر وعلاج ودواء مازال بحاجة الى إسناد وتعزيز لإستيعاب هذه الثروة الطبية وتأهيلها علما وتدريبا والتوسع في إقامة المستشفيات، والحفاظ على هذه الكفاءات وحماية الجسم الطبي. كما تبنّت المبادرات الملكية السامية متابعة توفير كل الاحتياجات الضرورية وتخفيف الضغط الهائل عن الكوادر الطبية خط الدفاع الأول عن المنظومة الصحية، لكي تستمر بعطائها وتقديم الخدمات الصحية بأفضل مستوى.

وكانت زيارات جلالة سيدنا المستمرة للمستشفيات وتفقد أحوال المرضى والإطلاع على مستوى الرعاية الصحية المقدمة لهم من ضمن الألويات ليتم معالجة الأخطاء ما أمكن وتعزيز الإيجابيات وتطوير واقع الخدمات الصحية، وعلى وجه الخصوص أقسام الطواريء بسبب الأعداد الكبيرة من الحالات التي تراجع هذه الأقسام حيث يوجه جلالته دائما إلى ضرورة الإهتمام بوضع خطة طواريء مدروسة في كل مستشفى وتطويرها باستمرار، وإيجاد آلية ربط الكتروني فيما بين المستشفيات للتعاون فيما بينها لتعمل المنظومة الطبية بنسق واحد وفعّال وسريع للتعامل مع الحالات الشديدة الخطورة، وتكريس الرقابة على عمل المستشفيات وتقييم أدائها حقيقة وواقعا.

وفي مجال تطوير منظومة القطاع الطبي، فقد أوعز جلالة الملك من خلال زياراته الميدانية للمستشفيات لتطبيق برنامج حوسبة القطاع الصحي «حكيم» على المستوى الوطني ليشمل مستشفيات وزارة الصحة والخدمات الطبية الملكية ومركز الحسين للسرطان والمستشفيات الخاصة والمستشفيات الجامعية بهدف الإرتقاء بتقديم خدمات صحية ذات جودة عالية للمواطنين، وتوفير احصاءات ومعلومات رقمية دقيقة تساعد صانعي القرار في القطاع االصحي على إتخاذ القرارات بناء على معطيات دقيقة وذات مصداقية عالية، الأمر الذي يعزّز موقع الأردن كوجهة للسياحة العلاجية في المنطقة وكل ما يرافقها من خدمات.

وضمن رؤية استباقية وإضافة خدمات طبية نوعية متقدمة حيث تم وبتوجيه من جلالة سيدنا إيجاد خدمة الإسعاف الجوي في المملكة، وذلك بإطلاق مباشرة الخدمة في الإسعاف الجوي الذي يعد من أوائل المراكز من نوعها على مستوى الإقليم، وقد تبرع جلالته بتوفير طائرات مجهزة بغرف عناية مركزة وأجهزة طبية حديثة ضمن إشراف كوادر مدربة ومؤهلة في هذا المجال لتقديم الخدمات المتخصصة لعمليات الإنقاذ والإسعاف الجوي لنقل المصايين خاصة من المناطق النائية إلى المستشفيات والمراكز الطبية بأقصى سرعة قي تقديم خدمات الإسعاف، إلى جانب مساندة الأجهزة المعنية أثناء قيامها بواجبها، وبما يضمن سلامة المصابين وتخفبف إصاباتهم. ولم يغب عن إستراتيجية المبادرات الملكية السامية ذات العلاقة بالشأن الصحي شمولية الخدمات حيث إفتتح جلالة سيدنا مراكز شاملة للتربية الخاصة التي تقدم خدماتها لرعاية وتأهيل حالات الإعاقات، وتقديم التشخيص الطبي والتأهيل المجتمعي والتدخل المبكر والعلاج الطبيعي، وتم تزويد عيادات هذه المراكز بكافة وأحدث الأجهزة الطبية للبصر والسمع والنطق وطب الأطفال والتمارين العلاجية حيث يشارك أطباء من وزارة الصحة والخدمات الطبية الملكية بتشخيص ومعالجة الحالات الطبية المختلفة.

هذا بالإضافة إلى تعزيز الإيجابيات والإنجازات في المجال الصحي والبناء عليها، وذلك بإعطاء السياحة العلاجية أهمية كبيرة، ليكون الأردن مركزا علاجيا على مستوى الأقليم بما يمتلك من كوادر طبية في كل التخصصات، وكذلك تشجيع قطاع الصناعات الدوائية والمستلزمات الطبية وإتخاذها كنموذج ناجح في توفير حاجة بلدنا والتصدير أيضا، الأمر الذي يشكل رافدا لاقتصادنا الوطني.

وبعد، فإن المبادرات الملكية السامية في المجال الصحي هدفت إلى أن حياة الانسان هي أمانة في أعناقنا ومن حق المواطن أن يتلقى الرعاية الطبية المناسبة وضرورة إيلاء القطاع الصحي جل الاهتمام واعطائه الأولوية القصوى، لأن حياة الإنسان أولوية تتقدم على غيرها من الأولويات مهما كانت. نعم، إنها الإنسانية والرحمة التي تجلّت في الإنجاز والعطاء وتقديم أقصى الإمكانيات للقطاع الصحي من أولى الألويات التي تابعتها ودعمتها المبادرات الملكية السامية ضمن منظومة عمل جادة تعمل بضمير مؤسسي مسؤول الذي أنجزه الديوان الملكي الهاشمي العامر بيت جلالة سيدنا وبيت الأردنيين جميعا ضمن جهود تقوم على الإخلاص والتفاني في العمل في ظل مجتمع متكافل واحد موحّد ومتماسك يزرع بذور الخير والعطاء والإنسانية برعاية وإهتمام جلالة سيدنا الملك الإنسان عبد الله الثاني بن الحسين أعز الله ملكه القدوة لنا جميعا في الإنجاز والعمل وللحديث بقية.

ــ الدستور

مواضيع قد تهمك