الأخبار

سلطان حطاب يكتب : الملك في تكساس

سلطان حطاب يكتب : الملك في تكساس
أخبارنا :  

لتكساس قصص أخرى فهي بين الاستقلال الذي لم تنعم به الاّ قليلاً وبين أن تكون ولاية أميركية متمردة على الحدود مع المكسيك، وهي تمتد على مساحة 696 كم وتشكل حوالي 7% من إجمالي مساحة الولايات المتحدة وتساوي مساحة ألمانيا، وهي ثاني ولاية في المساحة بعد الاسكا، وعدد سكانها كبير يصل الى 32 مليون نسمة وأكبر مدنها، هيوستين، وهي أكبر رابع مدينة في الولايات المتحدة، أصبحت الولاية الثامنة والعشرين عام 1845 وسميت ولاية الأصدقاء.

وفي تكساس ثامن اكبر اقتصاد عالمي وفيها اكبر عدد من الشركات واقتصادها عملاق، وظلت الولايات المتحدة تخشى انفصالها، ويعيش في تكساس 4.8% من سكان الولايات المتحدة، ويبلغ ناتجها المحلي 1.5 تريليون دولار، وهذا يعادل 8.5% من الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة.

وهذه الولاية غنية بالنفط (الخام الاميركي يبلغ 9.614 مليار برميل، وهو يعادل 31.5% من إجمالي الاحتياط الاميركي).

وهي رائدة في مجال طاقة الرياح ولديها ما تنتجه من هذه الطاقة تصل الى 718 ميجا وات، وهذه تكفي 230 ألف منزل.

وفيها أعداد كبيرة من المهاجرين غير الشرعيين يصل الى 1.700 مليون شخص، وهي نسبة 6.7% من عدد سكانها، وفيها ملعب كرة قدم لاحدى المدارس بلغت كلفته 60 مليون دولار، جرى اغلاقه أخيراً لانه غير آمن.

هذه تكساس التي زارها جلالة الملك عبدالله الثاني، في عمل لتفعيل العلاقات مع الولاية وبناء علاقات شراكة اقتصادية لما تملكه هذه الولاية من إمكانيات، وقيل إن سكانها لا يدفعون ضريبة دخل تشجيعاً للاستثمار فيها، وفيها مجموعات عربية لهم روابط.

الزيارة الملكية تستهدف تعميق علاقات استراتيجية في قطاعات هامة، وتختلف الزيارات الملكية للولايات المتحدة الأميركية، عن زياراتها العادية، والزعماء العرب الذين يزورون الولايات المتحدة، زيارات عمودية، أي للقاء الادارة الأميركية كالرئيس وطاقم الإدارة، في حين أن فلسفة الزيارة الملكية هذه المرة وفي مرات عديدة أخرى، هي أنها زيارة افقية، بمعنى ان الملك يلتقي برلمانيين من الولايات المتحدة، كذلك حاكم الولاية، ومدراء الشركات ومجالسها والمصانع، فقد التقى جلالة الملك ووفده في العديد من المواقع في الولاية لاختيار فرص الاستثمار والتعاون في العديد من مجالات التكنولوجيا والطائرات المسيرة والمواصلات والطاقة والدفاع والصناعات عالية القيمة والبنى التحتية والعقارات، وبحث الوفد المرافق العمل في مشاريع كبرى في البنية التحتية وتطوير المناطق الصناعية ومراكز الخدمات اللوجستية وشبكات الطرق وسكك الحديد ومشاريع التطوير الحضري ومرافق الرعاية الصحية.

الملك عبدالله الثاني، ومنذ تسلم سلطاته قبل ربع قرن، وهو يقوم بمثل هذه الزيارات التي لا تتوقف عند حدود الزيارات البروتوكولية، بل يشرع الأبواب للاقتصاديين والمستثمرين الأردنيين ليستفيدوا من حصاد زياراته، ويضع الكرة في ملعب رجال الأعمال الأردنيين الذين يحرضهم باستمرار على طرق الأبواب التي يفتحها لهم بعلاقاته ومتابعاته، ولعل أبرز هذه الزيارات، هي التي في تكساس قبل ايام، وقبلها كان في ألمانيا، وحتى فرنسا والصين.

الملك قدم اقتصاد الأردن لمن التقاهم من المهتمين في تكساس في اجتماعات متتالية، وبلغة الفرص والأرقام، وكشف عن رؤيته للتحديث الاقتصادي وعن التشريعات الداعمة، والأيدي الماهرة وانخفاض كلف التصنيع واتفاقيات التجارة الحرة للوصول الى الأسواق.

هذه الزيارة من أهم الزيارات الملكية، وهي تشرع أبواباً جديدة لكل صاحب طموح في ان يبدأ في بناء شراكات فاعلة وتعزيز تنافسية الاقتصاد، داعياً المستثمرين الأميركيين للاستفادة من الفرص... في الأردن.

مواضيع قد تهمك