د. عبد الفتاح الحايك : «الأردن قلب العروبة النابض» في خندق غزة وفلسطين بقيادة الملك الهاشمي عبدالله الثاني

في زمن التحديات العظيمة، تتجلى مواقف الرجال الكبار والدول العريقة، ويثبت الأردن بقيادته الهاشمية الحكيمة أنه الرقم الصعب في معادلة الكرامة والحق والدفاع عن القضايا العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، ومع اشتداد العدوان على غزة لم يتوانَ الأردن لحظة عن أداء واجبه القومي والإنساني بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في وجه آلة البطش والدمار.
منذ اليوم الأول للعدوان تحرك الأردن بقيادة جلالة الملك بشكل فوري ومباشر، موجهًا بتكثيف الجهود الإغاثية والطبية وتقديم الدعم الشامل لأهلنا في قطاع غزة، الذين يعانون من ويلات الحرب والحصار، فكانت القوافل الأردنية الإنسانية تصل تباعًا إلى القطاع، محملة بالغذاء والدواء، ومجهزة بالمستشفى الميداني الأردني الذي لم يغلق أبوابه يومًا أمام المصابين والمرضى رغم الخطر والدمار.
لم تكن هذه المساعدات الطارئة إلا امتدادًا لدور أردني ثابت لم يتغير، عنوانه الالتزام الأخلاقي والتاريخي تجاه فلسطين وشعبها، فقد وجّه جلالة الملك بإنشاء أفران متنقلة لإنتاج وتوزيع الخبز في شوارع غزة، في مشهد يعكس معاني التضامن الحقيقي والكرامة التي يحملها الأردنيون في وجدانهم تجاه أهلهم هناك.
إن ما يقوم به الأردن ليس فقط مساعدة إنسانية، بل هو موقف وطني قومي واضح بأن فلسطين في القلب وغزة ليست وحدها، والأردن بقيادته وجيشه وشعبه هو الحاضن الأول للحق الفلسطيني، والمدافع الصلب عن القدس، والمطالب الدائم في كل المحافل الدولية بوقف العدوان ورفع الحصار وإنهاء الاحتلال.
وبكل معاني العروبة، والقومية العربية، والإنسانية، فإن جلالة الملك عبدالله الثاني لم يترك منبرًا دوليًا أو إقليميًا إلا ونادى فيه بضرورة وقف القتل والتدمير في غزة، مؤكدًا أن حماية المدنيين ليست خيارًا بل واجب قانوني وأخلاقي، وقد حمل جلالته الصوت الفلسطيني بكل أمانة أمام العالم، مدافعًا عن حقه المشروع في الحياة والحرية والكرامة.
اليوم وحين ينظر العالم إلى موقف الأردن، يدرك الجميع أن هذه الدولة الصغيرة بمساحتها، الكبيرة بمواقفها، تقف في مقدمة الصفوف دفاعًا عن المظلومين، غير آبهة بحسابات السياسة الضيقة أو الابتزازات الدولية، إنها المواقف الهاشمية التي تربّت عليها الأجيال، والتي جعلت من الأردن نموذجًا فريدًا في التضامن والثبات.
إن وقوفنا مع غزة ليس موسميًا، بل هو التزام دائم، تضمنه تاريخ من التضحيات، ونزفه شهداؤنا على أسوار القدس، واليوم نرفع رؤوسنا فخرًا بقيادتنا التي أثبتت للعالم أن الكرامة لا تقبل المساومة، وأننا كأردنيين قيادةً وشعبًا، سنبقى سندًا لغزة وللشعب الفلسطيني حتى ينال حقوقه كاملة، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني.
عاش الأردن حراً عزيزاً، وعاش الملك عبدالله الثاني قائداً عربياً شامخاً، لا يلين في الدفاع عن قضايا أمته.